في آخر إطلالة تلفزيونية للأمير نواف بن فيصل والتي سبقت انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي قال بكل ثقة: "خذوها مني رئيس الاتحاد السعودي إن لم يكن هذه المرة، ففي المرة المقبلة سيكون سعودياً"، وأحسب أن الأمير نواف بقدر ما كان جاداً في حديثه عن الانتخابات المقبلة، إلا أنه لم يكن كذلك وهو يتحدث عن الانتخابات التي وضعت أوزارها يوم الخميس الماضي، لأن كل المعطيات لم تكن ترشح الدكتور حافظ المدلج للاستمرار حتى ساعة الصفر، فضلاً عن الفوز. الآن وحيث تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود بفوز الشيخ سلمان بن إبراهيم، فإن السعوديين بشرائحهم الرياضية ينتظرون بعد نحو سنة ونصف من اليوم الوفاء بالوعد، بل التحدي الذي أطلقه الأمير نواف؛ خصوصاً وأنه قد قدم معطيات مهمة على أن الأرضية باتت ممهدة لهذا السعودي المنتظر منه الجلوس على الكرسي الكروي الأكبر في القارة الصفراء، خصوصاً وأن الرغبة في ذلك – وبحسب الأمير – انطلقت من أربعة من أهم القيادات الرياضية في العالم. كل ذلك رائع، سواء الفكرة نفسها، وأيضاً الإصرار الذي بدا عليه الأمير بتحويله إلى حقيقة، وكذلك الدعم المعنوي الذي تلقاه من تلك القيادات، لكن الأروع من كل ذلك أن نكون قد بدأنا عملياً منذ الآن في رسم الخطوط العريضة لاستراتيجية الترشح، وأول خط في هذه الاستراتيجية هو المتعلق بالشخص الذي سيكون مرشحاً لهذا المنصب الكبير، ثم بعد ذلك تأتي الخطوط الأخرى، لأن هذا الأمر يمثل بكل تجلياته فكرة العربة والحصان. في هذا الجانب استحضر سؤالاً وجهه مذيع خليجي لأحد الصحفيين السعوديين ممن تصدوا لملف الانتخابات الأخيرة، حيث سأله: من يا ترى سيكون مرشح الاتحاد السعودي في 2015، وإذ به يجيب بلا أدنى تردد "لدينا عديد من الكفاءات الشابة القادرة على ذلك ومنها ياسر المسحل"، ليباغته المذيع بسؤال سريع: من هو المسحل؟، ليبدأ الزميل الذي بدت عليه ملامح الارتباك في لملمة بعض كلمات من هنا وهناك لتقديم نبذة عنه، قبل أن ينقذه المذيع بالتحول للضيف الآخر. هذه المشهد يعطينا تصورا فعليا عن واقع كفاءاتنا في المشهد الدولي، إذ نعاني من فراغ واضح، إن على مستوى التمثيل نفسه، أو على مستوى نوعية التمثيل وتأثيره. صحيح أن لدينا بعض أسماء في الاتحاد القاري، لكنها أسماء غير فاعلة في كواليس طبخ القرارات، بما فيها المكتب التنفيذي حيث يتواجد الدكتور المدلج، والذاكرة حبلى بالمواقف، في حين نشهد غياباً تاماً عن الاتحاد الدولي إلا في حضور رمزي لا أكثر. صحيح أن ياسر المسحل يقدم حضوراً لافتاً مما يجعلنا نعَّول عليه أكثر بعد أن تختمر تجربته؛ بيد أنه اليوم في بداية خطواته الأولى، والقفز به بكل هذه السذاجة فيه حرق له، فيما بقية من يتواجدون في كوالالمبور هم بمستوى كوادر عاملة، ولا يرتقون لمستوى القيادات الحقيقية، لذلك فلا أرى من يمكن أن نراهن عليه من السعوديين لا في مشهدنا المحلي ولا في المشهد الدولي للدخول في معركة المنافسة بعد نحو عامين على هذا المنصب الكبير سوى الأمير عبدالله بن مساعد بكل ما يحمل من مؤهلات، وقدرات، وتطلعات، ما يجعلني أراه رجل آسيا القادم.