الوطن يعيش أفراح ذكرى البيعة الثامنة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، ويتنفس عبق هذه الذكرى العطرة، وهو يعيش حقبة الرخاء والأمن والاستقرار والوفرة، وميزانيات الخير المتوالية، كنتاج طبيعي للنماء والتطور والبناء. لقد استهل خادم الحرمين الشريفين هذا العهد الزاهر بالمشروع الاصلاحي الشامل الذي جسد دراية الملك بكل صغيرة وكبيرة وإدراكه للمواقع التي تريد اصلاحاً، وتضمن رؤيته العميقة للارتقاء بالمملكة أرضاء وإنساناً. لقد أعد - حفظه الله - لكل قطاع خطة مناسبة، تقرأ الواقع بعناية، وتستشرف المستقبل، وتستجيب للطموحات، وتواكب التطلعات، لأنه انطلق من معرفة تامة بواقع الحياة، وادراك عميق لاحتياجات الناس، ووضع برنامج استجابة مستدامة لتلك الاحتياجات، يحمل في طياته الحلول المتكاملة لمختلف القطاعات. في ظل هذا البرنامج الشامل، والمشروع الاصلاحي المتكامل، ظل الإنسان هو الرهان الحقيقي، والتعليم هو المرتكز الأساسي، ولا غرو إذن حينما نرى التوسع في التعليم أفقياً ورأسياً، وكذلك برنامج تطوير التعليم، وبرنامج الابتعاث الخارجي، أي الانطلاق من مرتكز العلم، ومن ثم التحليق في فضاء التقديم بجناحي الإنسان والتقنية. البعد الإنساني للملك عبدالله، كان حاضراً بقوة، وفاعلاً كعادته، رغم كثافة البرامج والخطط والمشروعات، وكان الانحياز دائماً للفئات الأكثر احتياجاً، لذا جاء التوجيه ببناء آلاف الوحدات السكنية للأسر المحتاجة، في كثير من مناطق المملكة، إضافة إلى الجوانب الإنسانية التي يجسدها عدد من المواقف، في الداخل والخارج، التي لا تخفى على أحد. قائمة المنجزات تستعصي على الحصر، ومنها تطوير النظام السياسي، وتوسيع قاعدة الشورى، والانتخابات البلدية، ومشروع الحوار العالمي، وغيرها من الشواهد، وتشمل قائمة المنجزات إنشاء المدن الاقتصادية، والمدن الصناعية، والمدن الصحية، والمنشآت التقنية، وتطوير التعليم، وكذلك بناء اقتصاد قوي متعدد الجوانب، وفق سياسة اقتصادية متوازنة ناتجة عن حكمة سياسية. ومن أبرز منجزات هذا العهد الزاهر الميمون، خدمة الحرمين الشريفين، والتوسعة فيهما، ومبادرات السلام الاقليمية، خاصة سلام الشرق الأوسط، والاهتمام بأحوال المسلمين، ومساندة قضاياهم العادلة، فضلاً عن استدامة الأمن والاستقرار والقضاء على ظاهرة الإرهاب وقصقصة أظفار وأجنجة عناصره. لقد حظيت المرأة في هذا العهد المبارك بنصيب وافر من الإكرام والاهتمام، حيث توسعت أمامها فرص التعليم، والتدريب والتوظيف، لكي تتبوأ مكانة مرموقة، وتسهم في عملية البناء، وكان من أبرز تلك المكاسب، زيادة نسبة حضورها بمجلس الشورى، في نقلة نوعية تعكس مقدار الوعي، وتجسد صوابية القرارات. * رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي