كتبت عن الأطباء المزورين والمهندسين المزورين وحملة الشهادات العليا المزورين غير مرة، ولا أريد أن أشير إلى أعداد صحيفة الرياض التي كتبت فيها عن هذه القضية، لأنه تكرار لا جدوى منه، كما أنّ تويتر ووسائل التواصل الأخرى نشرت أسماء حملة شهادات الدكتوراه الوهمية الذين يتولى بعضهم مناصب عليا في الدولة، ولم نسمع أو نقرأ عن مزور أجنبي أو سعودي رحل أو فصل، أو تخلّى هو بنفسه عن حرف الدال، بل إننا نقرأ كل يوم عن مزورين جدد، وآخر ما تداولته المجامع نقلًا عن صحيفة بريطانية، أنّ هناك أكثر من 15 ألف مهندس أجنبي يحملون شهادات علمية مزورة، فيما يزيد عدد العاملين في المجالات الطبية والذين يحملون شهادات مزورة عن ألف شخص، وقد نقلت صحيفة الحياة هذا الخبر وأعادت نشره، أي أنه خبر موثق خاصة وانّه لا يمكن أن ينشر هذا العدد الهائل من المزورين دون توثيق، وفي نفس الوقت نقرأ كل يوم عن مشاريع متعثرة، و(نزاهة) صرحت بأنّ هناك ثلاثة آلاف مشروع متعثر، كما نقرأ من يوم إلى آخر عن أخطاء طبية قاتلة ارتكبت، واستطاع بعض الذين ارتكبوا هذه الأخطاء أن يهربوا من البلد، وفي مطار جدة أخيرا نشرت الصحف عن اصطدام معدة بصالة الركاب وأخرى مع طائرة أودت بحياة أربعة ايرانيين مما يدل على أن بعض القائمين على إعمال الصيانة وإدارة المطار غير محترفين، أي أنّ المزورين ما زالوا يعيثون فسادً في البلد دون وازع من أنفسهم، أو رادع من جهة حكومية، على أننا لن نفقد الأمل، ففي النهاية لا يصح إلاّ الصحيح، وربما نسمع قريباً عن إجراء أتخذ بشأن هؤلاء المزورين، وإنّ بني عمّك فيهم رماح.