مع التطوّر الكبير الذي تحقَّق في مجال علاج حالات العقم، وطرق تحديد جنس الجنين، من خلال اكتشاف أساليب تشخيصية جديدة في هذا المجال، يدعمها تقدم كبير طرأ على ميدان صناعة الأجهزة العلمية الدقيقة، إضافةً إلى تنامي عدد العيادات المتخصصة في هذا المجال وانتشارها بشكلٍ لافت؛ فإنَّه أصبح بإمكان العديد من الأزواج -بعد مشيئة الله عزَّ وجل- الحصول على مُبتغاهم في هذا الجانب.. إلاَّ أنَّ ما يقلق البعض، ويحول بينهم وبين تحقُّّق أحلامهم على أرض الواقع؛ التكلفة الماديَّة الكبيرة التي يتطلبها تحقيق تلك الأحلام. د.قاسم أحمد علاج العقم وقال «د.قاسم أحمد» -استشاري نساء وولادة- إن العديد من المنشآت الصحية استحدثت عيادات متخصصة لعلاج حالات العقم؛ بسبب التطوّر التقني الكبير في مجال الأدوات، وتوفُّر أساليب جديدة ومتعددة للعلاج، إضافةً إلى التطور في مجال الفحوصات التي يتم إجراؤها لتشخيص هذه الحالات وأسبابها؛ وهو ما أدى إلى اكتشاف أسباب جديدة للعقم، مُشيراً إلى أنَّ أهم الأسباب التي تؤدي إلى العقم تشمل شرب الكحول، والتدخين، وكذلك التعرُّض للتوتر الشديد والضغوط النفسية، -خاصةً عند النساء-، إضافةً إلى زيادة الوزن وسوء التغذية. الأشعة لا تحدد جنس المولود بدقة متناهية وأضاف أنَّ الإجراءات المتبعة في حالة علاج من يشكو من العقم تبدأ بالعديد من الاستقصاءات والتحاليل التي يتم إجراؤها لكلٍ من الزوجين، وذلك لمعرفة العامل المُسبب إن وجد، ومن ثم تبدأ عملية المعالجة المناسبة بناءً على العامل المُسبّب لكلِّ حالة، فعلى سبيل المثال فإنَّه يتم علاج مشاكل ضعف الإباضة عند النساء بالأدوية التي تحفز لديها هذه العملية، لافتاً إلى أنَّ هناك بعض الحالات التي لا يوجد لها سبب محدد، حيث تُسمَّى هذه الحالة ب»العقم غير المُفسَّر»، مُوضحاً أنَّ «وزارة الصحة» تشرف على عيادات العقم، وتصنفها تبعاً للإمكانات المتاحة لديها، وتعمل على إصدار التراخيص بناءً على ذلك؛ للتأكد من عدم حدوث ممارسات غير مشروعة في هذا الجانب. وأشار إلى أنَّ الضغط النفسي يُعدُّ من الأمور المألوفة التي يمر بها مرضى العقم؛ وذلك لكون الحاجة للإنجاب من الحاجات الضرورية لدى الناس، داعياً المريض إلى التحلي بالصبر والإيمان بقضاء الله وقدره، والاستعانة بمن حوله للتخلُّص من الضغط النفسي، ومراجعة الطبيب المختص للحصول على الاستشارة اللازمة، مُبيناً أنَّ الثقة بين الطبيب والمريض من الأمور الأساسية في علاج أيَّ مرض، وفي حال توفرت هذه الثقة؛ فإنَّ المريض يستجيب بشكل جيد للنصائح والعلاج -بإذن الله-، مُشيراً إلى أنَّه وبشكلً عام فإنَّ من (30-35%) من حالات العقم يكون سببها الرجال، ومن(35-40%) يكون سببها النساء، بينما تعود (20-30%) من الحالات إلى عوامل مشتركة بين الاثنين، أو لحالات غير معروفة السبب. د.هشام الإمام تحديد جنس المولود وبيَّن «د.هشام حسين الإمام» -استشاري أمراض نساء وولادة وعقم بمستشفى الأحساء- أنَّ رغبة الأبوين في معرفه جنس الجنين شعور طبيعي لا يُلامان عليه إطلاقاً، شريطة ألاَّ تصل تلك الرغبة إلى حالة من الهوس غير المُبرَّر، مُضيفاً أنَّ هناك العديد من الأجهزة التي يتم من خلالها الكشف عن جنس الجنين، حيث تصل دقة بعضها إلى (100%)، مُوضحاً أنَّ الوسائل المتعارف عليها للكشف عن جنس الجنين كالفحص بالموجات فوق الصوتيه «السونار» لا تصل دقتها إلى (100%) في بعض الأحيان، مُشيراً إلى أنَّ دقَّة تحديد جنس الجنين تتوقف بشكلٍ كبير على خبرة الطبيب الذي يُجري عملية الفحص. وقال إنَّ الأبناء سواء كانوا إناثاً أو ذكوراً فهم هبةٌ من «الله» عزَّ وجل، حيث انَّ «الله» -سبحانه وتعالى- هو من يُحدِّد جنس هذه الهبة من حيث كونها ذكراً أو أنثى، مُضيفاً أنَّ الجهات العلمية توضح هذا المعنى، حيث انَّ من يدرس «علم الوراثة والأجنَّة» يعلم أنَّ الجنين ينتج من إخصاب نطفة الرجل لنطفة المرأة، والرجل يُنتج نوعين من النطف، نوعٌ إذا أخصب نطفة المرأة فإنَّ الجنين يكون ذكراً، والنوع الثاني إذا أخصب نطفة المرأة فإن المولود يكون أنثى -بإذن الله-، مُبيناً أنَّ المرأة تنتج نوعاً واحداً فقط من النطف. لحظة الولادة تبقى السلامة أهم من جنس المولود وأضاف أنَّ هناك من يعتقد أنَّ عملية تحديد نوع الجنين تكون من قِبل الرجل؛ لكونه يُنتج نوعين من النُطَف، بينما لا تُنتج المرأة إلاَّ نوعاً واحداً من النُطَف، في حين أنَّ هناك من يزعم أنَّ المرأة هي المسؤولة عن تحديد نوع الجنين، لكون الرجل يمتلك عدداً متساوياً من النُطَف التي تُمكّنها من تحديد نوع الجنين، مُوضحاً أنَّ نوع الجنين يتحدَّد بناءً على عوامل معينة موجودة داخل جسم المرأة، حيث تؤدي إلى وصول النطفة المُحدِّدة للجنين إلى نطفة المرأة، لافتاً إلى أنَّه مهما تكون تبريرات الطرفين لرأيهما فإنَّ مشيئة «الله» -عزَّ وجل- هي من تتحكم في نوعية جنس الجنين، مُشيراً إلى أنَّ نسبة المواليد الذكور إلى الإناث تكاد تكون ثابتةً في كافة أنحاء العالم، وتُمثِّل (52%) ذكوراً، و (48%) بالنسبة للإناث. وأشار إلى أنَّ هناك من يتحدث عن وجود علاقة بين نوعية الأطعمة التي تتناولها المرأة خلال فتره شهرين أو ثلاثة أشهر قبل حدوث الحمل، كما أنَّ هناك من يُقلِّل من أهمية ذلك، مُضيفاً أنَّ العامل الأساس هنا يعتمد على تناول أطعمة غنية ببعض المعادن؛ من أجل الحصول على جنينٍ من جنس معين، فبالنسبة لمن تتطلَّع إلى الحمل بجنين ذكر، فإنَّ عليها الإكثار من الأطعمة التي تحتوى على عنصري «الصوديوم» و»البوتاسيوم»، مع التقليل من الأطعمة التي تحتوى على عنصري «الكالسيوم» و»الماغنيسيوم»، بينما يكون العكس تماماً لمن تتطلع إلى الحمل بجنين أنثى. أطفال الأنابيب وقال «د.الإمام» إنَّ الطبيبة يمكنها مساعدة المرأة على اختيار نوع الجنين بطريقتين، هما: عملية أطفال الأنابيب، حيث يتم فقط وضع نوع الجنين المطلوب في رحم الأم بعد إجراء أطفال الأنابيب، مُضيفاً أنَّ هذا الإجراء مُباح من الناحية الدينية والأخلاقية في حال عُلِمَ أن إنتاج أحد الجنسين يكون مصحوباً ببعض الأمراض الوراثية، وفي هذه الحالة يُسمح باختيار نوع الجنين لتلافي ظهور بعض الأمراض الوراثية، والتي تحدث في جنس دون الآخر، أمَّا (الطريقة الثانية)، فهي أقل دقَّةً من حيث تحديد نوع الجنين، إلاَّ أنَّها الأسهل والأكثر استخداماً، مُوضحاً أنَّ نجاح هذه الطريقة يعتمد على عدَّة عوامل، هي: نوع الطعام الذي تتناوله المرأة في فترة ما قبل الحمل، وتوقيت الجماع، والجدول الصيني، إلى جانب تغيير حمضية المهبل، مشدداً على عدم تسرُّع الأبوين في طلب معرفة نوع جنس الجنين. وأضاف:»يمكنهم طلب ذلك من طبيب أو طبيبة النساء والولادة، حيث يمكنهما غالباً تحديد نوع الجنين بدقةٍ كبيرةٍ باستخدام الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار)»، مُوضحاً أنَّه في حال تم اكتشاف تشوه في الجنين فإنَّه يتم التعامل مع الموقف بحرصٍ شديدٍ، لافتاً إلى أنَّه في حال كان قلب الجنين ينبض فإنَّ الحمل لا يمكن إنهاؤه إلاَّ في حالاتٍ قليلةٍ تحكمها ضوابط شرعية وليست طبية فقط. علاج العقم لم يعد مستحيلاً لجميع الحالات