كان يمكن أن يكون موضوع انتقال لاعب القادسية ياسر القحطاني عادياً كغيره من الانتقالات سواء ذهب للهلال أو الاتحاد أو حتى بقي بالقادسية، لولا أن الأسلوب الذي أدارت به إدارة القادسية مع عضو الشرف الزامل المفاوضات كان غريباً، وهو ما دعا الكثير من الكتاب إلى مطالبة اتحاد الكرة بالتدخل لوضع حد لمزايدة إدارة القادسية التي حولت اللاعب إلى سلعة. ٭٭ ومما يؤسف له أن هناك من ذهب لتفسير هذه المطالبات بالتدخل أنها من أجل فرض رغبة اللاعب على إدارة القادسية بالسماح له بالذهاب للنادي الذي يريده ومنهم أمانة الاتحاد التي أصدرت بياناً وفق هذا المفهوم، حيث جاء البيان ليشرح نص البند الرابع المادة الحادية عشرة من لائحة الاحتراف والتي تنص على الأطراف الثلاثة على الانتقال! ٭٭ لم يتحدث أحد عن غير ما نصت عليه اللائحة.. ولكن الحديث عن أسلوب إدارة القادسية التي حاولت فرض رغبتها هي فقط واجبار اللاعب على الاتحاد.. ثم اللعب بشيك محروق أمام المفاوض الهلالي وهو شيك الاتحاد الذي لم يعد له أي قيمة بعد رفض اللاعب القطعي لمناقشة عرض البلوي مهما بلغت قيمته. ٭٭ اللائحة منحت القادسية حق الاحتفاظ بعقد اللاعب إذا لم تقتنع بالعرض الهلالي، فلن يجبرها أحد على ذلك - أما المزايدة بالطريقة القدساوية المكشوفة فهي المرفوضة لأنها أساءت للرياضة وللاحتراف الرياضي. ٭٭ كنت أتمنى التعليق على بيان أمانة الاتحاد الذي فسر الماء بعد الجهد بالماء في حينه، ولكن صدوره متزامناً مع الاعداد لنهائي كأس دوري الحرمين الشريفين حال دون ذلك. ٭٭ قرارات اتحاد الكرة بتحديد عدد اللاعبين المنتقلين والمعارين للأندية خلال الموسم قرار ايجابي سوف يقضي على سطوة أصحاب المال ويحمي مستقبل الكرة السعودية ويطمئن الأندية غير القادرة مادياً على بقاء لاعبيها وعدم تمردهم. باختصار اعتدنا من اتحاد الكرة الوقوف بقوة أمام بعض حالات الخروج عن الروح الرياضية، وكانت توصيات لجنة الانضباط بخصوص خروج بعض لاعبي وإداريي الاتحاد عن الروح الرياضية ومحاولة الاعتداء على الحكم السويسري كانت «خجولة» جداً حيث اكتفت بايقاف ابوشقير اربع مباريات ولفت نظر الاتحاديين بعد الخروج عن الروح الرياضية مستقبلاً - رغم أنهم مارسوها كثيراً خلال المواسم الماضية! إيقاف أبو شقير اربع مباريات والحسم 50٪ من المرتب هل هي عقوبة كافية للاعب الذي اتهم رجال الهلال بتقديم الرشوة للحكم السويسري.. وماذا سيكون موقف لجنة الانضباط لو أن الحكم كتب تقريراً بما حدث للاتحاد الدولي وجاءت العقوبة من هناك؟ حماية الروح الرياضية وحماية المنافسات الرياضية تحتاج لمواقف حازمة بعيداً عن المجاملات. تحديد سقف أعلى لقيمة عقود اللاعبين المحترفين سوف يسهم في ايقاف اساليب المزايدة المكشوفة التي تهدف للهدم واضعاف المنافسين. محلياً الهلال أكثر الرابحين فهو بطل الرباعية المحلية أما أكبر الخاسرين فهو الاتحاد الذي انفق الملايين وخرج دون ولو إلى نهائي واحد لأي بطولة محلية وهو الذي استقطب معظم لاعبي المنتخب. هناك من وصف المواجهات الاتحادية مع الهلال هذا الموسم بأنها من حسن حظ الاتحاد لأنها وضعته تحت دائرة الضوء رغم اخفاقه المحلي.. وهناك من يراها سبباً في ابتعاده عن النهائيات.. فالهلال الوحيد الذي عرقل الاتحاد وحال بينه وبين النهائيات.