استمتعنا خلال الأسابيع الماضية بالمواجهات الأخيرة من دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى والتي استطاع خلالها فريق العروبة من منطقة الجوف أن يعلن اسمه ولأول مرّة كأول الصاعدين لدوري عبد اللطيف جميل للمحترفين بكل جدارة واستحقاق، فمبروك لأبناء منطقة الجوف هذا الوصول المستحق الذي سيتسع معه الطموح ولن يتوقف عند هذه النقطة بل سيصل إلى ماهو أبعد من ذلك من أجل البقاء وتثبيت أقدامهم مستقبلاً بدوري المحترفين. استحق دوري ركاء منذ بدايته وبفضل نقل عدد من مبارياته عبر الشاشة لوي الأعناق تجاهه نظراً لما حمله من الإثارة والندية وشراسة المنافسة بلاعبين أعادوا لذاكرتنا ذلك الجيل الذي استطاع نقل الكرة السعودية للمنافسة القارية والتربع على عرش القارة لفترة طويلة والتأهل لنهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية قبل أن يتراجع ليغيب عن المونديال الخامس ويخرج مبكراً من السادس، مسترجعين من تلك الأجيال عددا من الأسماء التي خرجت من خلال هذا الدوري وكانت علامة بارزة في منتخباتنا الوطنية أمثال: شايع النفيسة وسمير عبدالشكور وناصر المنصور حمزة إدريس "قبل انتقاله للاتحاد" وكثير من النجوم التي كانت انطلاقتها الأولى من خلال هذه المسابقة . الخطوة التي أقدم عليها اتحاد كرة القدم بتشكيل منتخب يضم صفوة اللاعبين من دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى يشرف عليه المدرب الوطني نايف العنزي هي خطوة في الاتجاه الصحيح إذا ما تم التعامل معها أن تكون الرافد الأهم لدعم منتخبنا الوطني في قادم الأيام بالمميزين من لاعبي هذه المسابقة لا أن تكون هدفاً لإبراز هؤلاء النجوم إعلاميا من أجل الانتقال إلى الأندية الجماهيرية والمقتدرة مادياً لأن مثل هذا فيه قتل لطموحهم قبل أن يقدموا أنفسهم كنجوم يحتاجون المزيد من الاهتمام فنيا والعمل على استمراريته دون أن تتوقف عند هذا الحد خصوصاً أن لدينا تجربة سابقة أعلن عنها على غرار هذه الخطوة ولكنها انتهت قبل أن تبدأ لأسباب تتعلق بحماس اللحظة دون التخطيط المسبق لإبعاد القرار ونتائجه وأهدافه. الحرب على الاتحاد !! ويستمر الحرب على إدارة نادي الاتحاد من أجل إسقاط شرعيتها والدخول في دوامة البحث عن إدارة جديدة ويستمر مسلسل التكليف أو الانتخاب الذي عاش ويلاته النادي على مدى خمسة مواسم متتالية لم يستطع بسببها النهوض وقد يطول إذا ما تمت الاستجابة لهذا الخروج الإعلامي بما يوحي أنّ النادي يسير إلى الهاوية من خلال نسج أخبار يومية غير دقيقة وتصويرها بالكوارثية المخيفة رغم أن ما يُرى بالعين لا يتناسب مع ما ينسجونه ويبالغون به من تصوير؛ صحيح أن الأخطاء موجودة ولكن لايمكن إصلاحها بهذا الشكل، فالإدارة إلى الآن لم تأخذ فرصتها الكاملة لاظهار المؤشرات والتحليلات التي تؤكد ما يرد بل على العكس استطاعت العمل على استقرار الفريق مبكراً من خلال التركيز على مجموعة متجانسة من اللاعبين الشباب قدموا خلال مباراتي نجران والشباب بشائر عودة منتظرة قبل بداية الموسم القادم بوقت كافٍ ولكن هذا كله لا يكفي إن لم يجد الاستقرار الإداري والدعم الجماهيري والإعلامي لتجاوز هذه المرحلة والعمل في جوِ صحي.