زارت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس مخيما للنازحين في اقليم دارفور الذي يشهد حربا أهلية منذ اكثر من عامين ووعدت ببحث تخفيف العقوبات الاميركية المفروضة على الخرطوم. وافاد صحافي من وكالة فرانس برس يرافق رايس في جولتها ان الوزيرة الاميركية أمضت قرابة ساعة في مخيم ابو شوك (شمال دارفور) وتحدثت الى نساء من ضحايا العنف والى عاملين في منظمات اغاثة انسانية. واكدت رايس انها وجهت رسالة حازمة الى المسؤولين السودانيين الذين التقتهم في وقت سابق في الخرطوم بشان ضرورة العمل على انهاء الحرب التي اوقعت ما بين 180 الف و300 الف قتيل وأدت الى نزوح 2,6 مليون شخص. وصرحت رايس للصحفيين «قلت لهم (المسؤولين السودانيين) ان لديهم مشكلة مصداقية وان هناك اختلافا بين ما يقولونه وما يفعلونه». ولكنها اعتبرت ان حكومة الوحدة الوطنية الجديدة التي ستشكل في غضون شهر بموجب اتفاق السلام الموقع بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة الخرطوم «ينبغي ان تستغل هذه المناسبة لتبدأ بداية جديدة». والتقت رايس، التي تقوم باول زيارة الى السودان بصفتها وزيرة للخارجية، الرئيس السوداني عمر البشير ووزير خارجيته مصطفى عثمان اسماعيل ونائب الرئيس الجديد جون قرنق. وقال احد مستشاري رايس، جيم ويلكنسون، ان وزيرة الخارجية الاميركية كانت اثناء المحادثات مع المسؤولين السودانيين «صريحة للغاية بشان شكوك المجتمع الدولي في قدرة (السلطات) على تحسين الوضع في دارفور». واضاف «لقد كانت حازمة جدا خلال اجتماعها مع اسماعيل». وقال مسؤولون اميركيون يرافقون رايس ان المسؤولين السودانيين تعهدوا بوضع حد للعنف ضد النساء في دارفور وطالبوا بتخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على الخرطوم من قبل الولاياتالمتحدة منذ العام 1997 حتى يتسنى تحسين البنية التحتية وبالتالي تسهيل وصول المساعدات الى هذا الاقليم. واكدت رايس انها تتفهم هذا المطلب. وقالت «اعتقد اننا يجب ان ندرس هذه الحجة من وجهة نظر انسانية. واذا اتضح ان هناك حقيقة ضرورة انسانية فاعتقد اننا سنكون على استعداد لبحث هذه المسألة. من جهته قال وزير الخارجية السوداني للصحافيين ان المحادثات مع رايس تركزت حول «الوضع في دارفور والقضايا العالقة بين البلدين وتطبيع العلاقات بينهما». وقال اسماعيل ان «الحكومة سلمت رايس مذكرتين الاولى تتعلق بخطة اقرتها الحكومة لمحاصرة العنف ضد المرأة في دارفور والثانية تتعلق بالخطوات المطلوبة لتطبيع العلاقات بين البلدين».. وأضاف ان رايس «طرحت افكارا ومقترحات لانهاء العنف في دارفور وطالبت الحكومة ببذل كل ما في وسعها لتحقيق الامن والاستقرار وانهاء الازمة في الاقليم». وذكر اسماعيل ان كوندليزا رايس «وعدت بدراسة مطالب الحكومة برفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولاياتالمتحدة على السودان» مؤكدا ان «رفع هذه العقوبات سيكون تدريجيا». واكد اسماعيل ان رايس «طالبت ايضا بتقديم موعد استئناف مفاوضات ابوجا بين الحكومة والمتمردين في دارفور المقرر ان تعقد في العاصمة النيجيرية في 24 اب - اغسطس» المقبل. واعتبر وزير الخارجية السوداني ان زيارة رايس «اشارة ايجابية نحو تحسين العلاقات بين البلدين». وغادرت رايس بعد ذلك السودان متوجهة الى الشرق الاوسط حيث ستجري محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين.