باتت الجمهورية التونسية تعي أهمية السائح الخليجي والسعودي، ووضعت أمام ذلك خططها الطموحة نحو استقطاب مزيد من السياح من دول مجلس التعاون الخليجي، سعيا لاستقطاع حصة من كعكة السياحة العربية. ورغم ما افرزته موجة الربيع العربي على بعض الدول العربية وانخفاض السياحة فيها، إلا أن تونس تراهن على عودة السياح كما كانت في السابق، لأنها ترى أن بعض وسائل الإعلام قد بالغت في وصف الحالة السياسية والأمنية في تونس. ويرى صلاح بن دخيل مدير الأسواق العربية في ديوان السياحة التونسية، أن السائح الخليجي هو المستهدف في الفترة المقبلة، خاصة أن الظروف ملائمة في تونس حاليا، حيث تم عمل منتجات سياحية تلائم العائلة الخليجية وبخاصة السعودية، وذلك سعيا لاستقطابهم خلال الصيف المقبل. وأضاف بن دخيل أن تونس تشارك للعام الثاني على التوالي في معرض الرياض الدولي للسفر والسياحة، وذلك بهدف دعم صورة تونس سياحيا في بلدان الخليج والرفع من حصة تونس في هذه السوق، على اعتبار أن السوق الخليجية وهي سوق واعدة، حيث إن السائح الخليجي والسعودي بصفة خاصة هو من أكثر سياح العالم تكرارا للسفر على مدار السنة وعنده قدرة إنفاقية عالية وبمدة إقامة أطول. وكان صلاح بن دخيل يتحدث ل "الرياض" بحضور حسام الإمام المستشار الاقتصادي والتجاري في السفارة التونسية في الرياض. وبين أنهم يشاركون للترويج للمنتجات التونسية غير المعروفة فلا يعرف عن تونس في الخليج سوى أنها تونس الخضراء، مشيرا إلى أن تونس استقطبت في عام 2010 سبعة ملايين سائح من كل العالم منهم 45% من بلدان الجوار "المغرب العربي" أما دول الخليج فحوالي 40 ألف سائح وهي نسبة ضعيفة جدا بحدود نص بالمائة. وأكد أن إنفاق السائح الخليجي يضاهي انفاق السائح الأوروبي بخمس مرات، ولذلك تحرص كثير من الدول على استقطاب الخليجيين وخاصة السعوديين، ولدينا اطلاع على ما يرغبه السائح الخليجي وبالذات السياحة العائلية من حيث الإقامة كالشقق الفندقية والمنتجعات والنقل الجوي، حيث إن الأسرة الخليجية ترغب في شقق مناسبة لها، لذلك نقدم أنماط أيواء مناسبة لكل الفئات من السياح الخليجيين. وأوضح صلاح بن دخيل أن السياحة في تونس انخفضت في عام 2011 بعد الربيع العربي، لكنها بدأت في العودة لمسارها الطبيعي في عام 2012 وزادت بنسبة 33%. وأكد بن دخيل أن تونس بلد سياحي ويرحب بالسائح منذ سنوات ومن كل بلاد العالم فما بالك بالسائح الخليجي والسعودي وهي بلد عربي إسلامي وقد ألغينا التأشيرة على الأخوة الخليجيين مما يساهم في زيادة الإقبال إلى تونس، مبينا أن لديهم قصوراً إعلامياً للتعريف بتونس سياحيا لدى الخليجيين، وأنهم يبذلون جهودا لتوضح الصورة الذهنية عن تونس. وأكد أن قطاع الإيواء التونسي يضم 830 فندقاً ومنتجاً وشققاً فندقية وبطاقة 250 ألف سرير، فضلا عن أنهم يبذلون جهودا حاليا لفتح رحلات مباشرة بين تونسوالرياض، حيث إن الرحلات حاليا هي خمس رحلات تنطلق من جدة فقط. وأكد بن دخيل أن الأوضاع السياسية في تونس مستتبة ولا يوجد ما يقلق السائح، فتونس هي من أفضل بلدان الربيع العربي أمنا واستقرارا، والإعلام أحيانا قد يهول من الأحداث، مؤكدا أنهم لم يسمع أن سائحا تعرض لأي مشاكل في تونس بعد الربيع العربي، مشيرا إلى أن لديهم أمناً سياحياً منتشراً في كل المناطق السياحية وهناك رقم مجاني نسميه الرقم الأخضر يعمل على مدار الساعة لخدمة السائح. وأفاد مدير الأسواق العربية في ديوان السياحة، أن تونس فيها مناطق جذب سياحية جميلة ومكتملة البنية التحتية، مثل منطقة البرقا وعين دراما ومنطقة بن زرط إلى جانب تونس العاصمة، فضلا عن توافر الطيران الداخلي لمن يرغب في السفر عبر الجو إلى المناطق البعيدة.