سجلت أسعار الميثانول في السوق الفورية في امريكا، قفزات قوية خلال الأيام الماضية عند 147 سنتا للجالون، مايعني وصوله الى 489.5 دولارا للطن، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2008. وترجع أسباب هذه الارتفاعات القوية لتوقع المتعاملين في حدوث شح في الامدادات لقارة أمريكا، لعدة عوامل منها نقص في امدادات الغاز من ترينيداد وتوباغو، وتقلص الانتاج في فنزويلا لوجود صيانات دورية لمصانع الميثانول، واستمرار اغلاق مصانع شركة ميثانكس في تشيلي لعدم توفر الغاز، وقيام الحكومة البرازيلية بوقف الضرائب على وارادات الميثانول لمدة 180 يوم بدءا من 8 ابريل، مما ساهم بشكل كبير في دفع الأسعار للأعلى، اضافة الى المخاوف من نقص الامدادات في السوق الامريكية. ويتوقع المتعاملون في أسواق الميثانول الأمريكية أن تعمد شركة ميثانكس الكندية التي تعتبر أكبر منتج للميثانول في العالم بطاقة سنوية تبلغ 9.5 ملايين طن برفع أسعار العقود للأسواق الأمريكية لشهر مايو المقبل بشكل قوي، وتتوقع بعض المصادر أن لا تقل الزيادة عن 15 سنتا للغالون مايساوي 50 دولارا للطن ويتوقع أن تتبع أسواق آسيا ارتفاعات الميثانول المتوقعة خلال الشهر القادم. الجدير بالذكر ان اسعار عقود ميثانكس الى امريكا لشهر ابريل عند مستوى 516 دولارا للطن واسعار عقود آسيا عند 450 دولارا للطن لنفس الشهر، ويرجع أسباب هذا التفاوت والفجوة الكبيرة في السعر مابين أسواق آسيا وأمريكا الى عاملين رئيسيين.. الاول زيادة الانتاج في الصين، طبقا لآخر احصائية من الصين، فقد ارتفعت طاقاتها الانتاجية من الميثانول من مستوى 45 مليون طن سنويا في عام 2011 الى أكثر من 50 مليون طن في عام 2012، مع ارتفاع معدلات التشغيل من مستوى 50% في عام 2012 الى مابين 60 و70 % في العام الحالي، مما ساهم بشكل كبير في تقليل الكميات المستوردة، وحسب بيانات عام 2012 فان وارادات الصين من الميثانول سجلت مستوى 5.6 ملايين طن. اما العامل الثاني فهو الامدادت الايرانية للسوق الصينية فمع بدء تنفيذ العقوبات الاقتصادية على ايران في العام الماضي، وحظر صادراتها في الأسواق الأوربية تركزت معظم صادرات الميثانول الايرانية التي تصل طاقتها الانتاجية الى أكثر من 5 ملايين طن سنويا الى أسواق الصين والهند فقط، مما ساهم بشكل كبير في الضغط على الأسعار منذ أغسطس 2012 وهذين العاملين قادا الأسعار للتراجع في سوق آسيا منذ أغسطس 2012 حتى وصلت الفجوة في الأسعار حاليا مابين سوق آسيا وأمريكا الى مستوى 100 دولار في الأسواق الفورية و 66 دولارا في أسعار العقود المصدرة من شركة ميثانكس لصالح سوق أمريكا، بعد كانت الأسعار في نطاق ضيق بين السوقين الطلب على الميثانول مرشح للنمو بشكل قوي. وفي دراسة حديثة توقعت شركة الابحاث العالمية آي اتش اس ان يقفز الطلب العالمي على مادة الميثانول في عام 2022 الى 137 مليون طن متري مقارنة مع 61 مليون طن في العام 2012. وقالت الشركة ان الصين التي تتجه لتطبيق معايير جديدة تسمح باستخدام الميثانول كوقود للسيارات وأمريكا التي تحظى بامدادات وفيرة للغاز ستقودان الطلب العالمي بقوة مستشهدة بان الطلب العالمي على الميثانول قفز بنسبة 23 % بين عامي 2010 و2012. المملكة أكبر منتج للميثانول في الشرق الأوسط تعد المملكة أكبر منتج للميثانول في منطقة الشرق الأوسط بطاقة انتاج سنوية تبلغ 6.5 ملايين طن وتستحوذ على مانسبته 65 % من الطاقة الانتاجية لدول الخليج البالغة نحو 10 ملايين طن حسب آخر بيانات صادرة بنهاية 2011 وتعتبر شركات سابك وسبكيم وكيمانول أبرز المنتجين في المملكة. سابك تبحث عن توسعات في أمريكا وعلى صعيد آخر أعلنت شركة سيلانيز الأمريكية احدى شركاء سابك في مشروع ابن سينا للميثانول في منطقة الجبيل، أنها تخطط لإقامة مصنع للميثانول في أمريكا بطاقة انتاج سنوية تبلغ 1.3 مليون طن سنويا، وقالت الشركة الأمريكية انها تجري مباحثات مع أحد شركائها للاستثمار في المشروع، وتبرز شركة سابك كأحد أكبر الشركاء المرشحين للدخول في هذا المشروع خصوصا بعد انسحابها من مشروع للميثانول في ترينيداد وتوباغو مطلع العام الحالي، وتتزامن هذه التصريحات مع تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة سابك الذي قال ان شركته تجري محادثات مع شركاء للاستثمار في انشطة الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة. وتبحث سابك حاليا عن توسعات خارجية حيث ذكر مدير شركة سابك في أسواق أمريكا اللاتينية على هامش المؤتمر الاقتصادي العالمي الثامن لقارة امريكا اللاتينية المنعقد في بيرو حاليا، عن رغبة الشركة للاستثمار في بيرو خلال الفترة القادمة موضحا ان الشركة تبحث دائما عن فرص استثمارية جديدة وأن بيرو هي موضع اهتمام بالغ لنا وأضاف أن أحد أهدافهم من المشاركة في هذا المؤتمر هو التعرف على قطاع الطاقة في بيرو، وخاصة قطاعي النفط والغاز لتقييم امكانية انشاء علاقات تجارية في المستقبل القريب. وأوضح أن الاستثمار في بيرو قد يتم خلال الفترة القصيرة أوالمتوسطة المقبلة يستخدم الميثانول في تصنيع مجموعة متنوعة كبيرة من المنتجات الكيماوية منها الفورمالدهايد وحمض الخليك و غيرهما ويستخدم أيضا في خلايا الوقود باعتباره حاملا للهيدروجين وبديلا عن الوقود ويعد الغاز الطبيعي المادة الخام الرئيسية لإنتاج الميثانول.