سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العقوبات التجارية الأمريكية على إيران تلقي بظلالها الموجع على قطاع البتروكيماويات الأوروبي فيما أبدت شركات أوروبية مخاوف من نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار لمستويات غير معقولة
يبدو أن العقوبات التجارية الأمريكية المفروضة على إيران سوف تلقي بظلالها الموجع على قطاع البتروكيماويات الأوروبي وخاصة فيما يتعلق بمنتج الميثانول الإيراني الذي اشتهر بتسويقه الرائج في الأسواق الأوربية مع انخفاض تكلفته أضف على ذلك انسحاب شركات التأمين مما يجعل من الصعوبة بمكان على الأوروبيين شراء الميثانول الإيراني. وتابعت "الرياض الاقتصادي" ردود الفعل لدى الشركات الأوروبية المستهلكة للميثانول الإيراني التي أكدت بأن مقاطعة الاتحاد الأوروبي والتجارة الأمريكية ضد إيران من المحتمل أن تسبب مشاكل خطيرة في أمور توريد المنتج للسوق الأوروبية الأمر الذي سوف يسفر عنه ارتفاع مؤكد في حجم الأسعار. وحذرت مصادر صناعية أوروبية رصدتها "الرياض" بأنه في أعقاب فرض الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي تشديد العقوبات على إيران للحد من برنامجها النووي، سوف يصبح من الصعوبة بمكان تسويق الميثانول الإيراني في السوق الأوروبية والذي كانت تحظى أسعاره بخصومات تبلغ (2-3 يورو) أو (3- 4 دولار) للطن. وعلى الرغم من أن عقوبات الاتحاد الأوروبي لا تنطبق تحديداً على الميثانول، مما يجعل من عمليات شرائه لصالح الشركات الأوربية قانونية تماما، إلا أن عدداً قليلاً جداً من البنوك ابدوا استعدادا لتوفير خدمات ائتمانية لشراء المنتجات الإيرانية، مما يصعب أمور الدفع أمام الشركات وبالتالي تقلص إمدادات المنتج وتطاير أسعاره على المستويات المعقولة . وعلق أحد التجار بقوله بأن الأمر لا يتعلق بالعملاء الذين لا يرغبون الشراء بل يتعلق بالبنوك التي فضلت أخذ الحذر واحترام وجهة النظر الأمريكية في الوقت الذي تحاول الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي التأثير على البنوك الصينية واليابانية أيضا، وبالتالي ستتخذ تلك البنوك الموقف ذاته. وتؤكد العديد من المصادر بأن الأيام القادمة سوف تكشف استحالة شراء الميثانول الإيراني وتسويقه في أوروبا، ولاسيما خلال الربع الرابع من هذا العام. ومتى ما حدث ذلك، فإن السوق تواجه حتماً نقصا كبيرا في العرض وذلك على الرغم مع الطاقة الإنتاجية الإيرانية الكبيرة التي تبلغ أكثر من خمسة ملايين طن سنوياً. في الوقت الذي يرى فيه أحد مستشاري تسويق الميثانول في الأسواق الأوروبية بأنه على الرغم من توقعات انحسار واردات الميثانول الإيراني لأوروبا، إلا أن فرص التعويض للواردات الأسيوية والصينية سوف تكون حاضرة بما فيه الكفاية للإيفاء بحاجة الطلب المتزايد في أوروبا نظراً للطاقات الكبيرة المتصاعدة في دول آسيا والشرق الأوسط والصين. هذا بالإضافة إلى أن الصين قد شرعت في النظر لفرض رسوم مكافحة الإغراق على الميثانول الإيراني الأمر الذي قد يدفع إلى رفع الأسعار في الصين وعلى الصعيد العالمي كذلك. ومع ذلك يعتقد بعض المتداولين بأن الأوضاع سوف تصحح قبل أن ترتفع الأسعار إلى مستويات عالية غير مرضية.