قبل عدة أيام وفي ختام الموسم الرياضي على البطولة الأغلى، كأس خادم الحرمين الشريفين كانت عاصمة البطولات على موعد مع مجد جديد يضاف لسجل الأمجاد السابقة، فأبى رجال الزعيم إلاّ ان يختموا الموسم بكأس رابع وضعهم في الزعامة وليس بمستغربة على فريق اعتاد على حصد البطولات واعتلاء منصات التتويج فبقيادة ربان السفينة الرئيس الذهبي الشاب الأمير محمد بن فيصل الذي أتى للنادي وكله طموح في ان يرسم البسمة على شفاه محبي وعشاق الهلال، فقبل استلام أبو سلطان لرئاسة الهلال كان النادي قد خرج من الموسم الماضي بمستوى باهت ولم يتمكن من تحقيق أي بطولة فكيف لجماهير الزعيم ان تعيش طوال الموسم كاملاً دون ان تفرح ولو ببطولة واحدة من ناديها فلم تتعود الجماهير على ذلك. ولكن للأسف حدث هذا مع الهلال وقبل بدء الموسم الجديد كان هناك اختبار صعب لمن يستلم الرئاسة فسوف يكون مطالب بمسح الصورة الماضية للموسم الفائت، وعندما أتى الأمير محمد بن فيصل واستلم الرئاسة كانت عليه مسؤولية كبيرة وهي المساهمة في عودة النادي لمستواه المعهود والعودة لمنصات البطولات كما كان حال النادي في السابق، وبدأ الأمير محمد بن فيصل بطموح ووعد الجماهير بمسح الصورة السابقة التي كانت في الموسم الماضي واستطاع من بداية الموسم الجديد ان يبرم عدد من الصفقات مع لاعبين شبان في عدد من الخانات وبالفعل مع بداية الموسم بدأ النادي بداية تبشر بخير واستطاع اللاعبين الذين تم التعاقد معهم اثبات أنفسهم وتثبيت أقدامهم بالفريق وبالفعل كان اختيار الإدارة لهم موفقاً ومدروساً وكعادته كان زعيم البطولات على موعد لاعتلاء منصات التتويج وحققوا كأس الأمير فيصل بن فهد رحمه الله وبطولة مكافحة الإرهاب وكأس ولي العهد ومؤخراً وقبل عدة أيام حققوا البطولة الأغلى وهي حصاد الموسم كأس دوري خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. وقد أثبت الزعيم برجاله ورئيسه أنهم كالذهب لا يصدأ وان الروح والاصرار والنية الصادقة هي التي تنتصر وليس فقط المال وحده، فمواقف النادي مع أبنائه ورجاله لا يمكن حصرها، والكل يعلم الموقف الإنساني الرائع من نادي الهلال مع لاعبه سعد الدوسري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته عندما أعلن رئيس الهلال عن تكفله بدفع جميع مرتباته وحتى مكافآت الفوز لعائلة الراحل رحمه الله والتي جلبت الكثير من الدعوات بالتوفيق لهذا الرئيس نظير ما قدمه لهذا اللاعب، فنادي الهلال بهذا الموقف باعتقادي ان ضرب مثالاً رائعاً للوفاء وقدم درساً لجميع الأندية في كيفية التعامل الإنساني مع اللاعبين في أي من الظروف، وعندما نتحدث عن العقلية الإدارية لهذا النادي فأظن ان السياسة والفكر الاحترافي وحسن التعامل كان الأسلوب الذي اتبعته إدارة الهلال في مشوارها، وإذا أتينا لنضرب بعض الأمثلة فهناك أكبر مثال وهو قضية اللاعب أحمد الدوخي عندما اتضح من خلال رفضه لمقدم العقد الذي عرضه عليه ناديه رغبته في عدم الاستمرار مع النادي والانتقال للاتحاد فلم يقف أحد في طريقه وتم تحقيق رغبته وقد لاقى هذا الشيء في البداية بعض التذمر من قبل الجماهير ولكن وعي الإدارة كان أكبر من ذلك فرأينا الثقة التي تم اعطائها للاعب الشاب ياسر الياس وقدم مستوى رائع توجه بأخلاق عالية وانضباطية في التمارين جعل كل ذلك جماهير الهلال تعرف سبب عدم الوقوف في طريق صفقة انتقال اللاعب أحمد الدوخي وان الثقة التي تم إعطاؤها لبديله اللاعب ياسر الياس كانت في محلها وأثبتت نجاحها، فكل ذلك كان يدل على ما تتمتع به إدارة الهلال من فكر رائع في التعامل مع الأمور وكمثال آخر اللاعب الأساسي في صفوف الفريق خالد عزيز والذي قدم هذا الموسم أروع المستويات التي جعلته يثبت أقدامه كلاعب أساسي وعنصر لا يمكن الاستغناء عنه في النادي ولكن قبل المباراة النهائية بثلاثة أيام تغيب هذا اللاعب عن التمارين لأسباب هو أعلم بها وحضر في اليوم الرابع ولكن كل ما قدمه من مستوى رائع خلال الموسم لم يشفع له في ان يضعه النادي في قائمة الفريق التي ستشارك في النهائي وفضلاً عن حرمانه من المباراة النهائية تم فرض بعض العقوبات الصارمة عليه. وقد أثبتت الإدارة ان التعامل الذي فرضته مع اللاعب هو التعامل الصائب والأمثل وظهر ذلك من خلال عدم التأثر بغيابه وفي الحقيقة هذا التصرف نادراً ما يحصل في بقية الأندية خصوصاً عندما يكون في لاعبيها البارزين كما حدث في الهلال فبعد كل هذا يجب ان لا نستغرب المستوى الرائع الذي يقدمه نادي الهلال بقيادة إدارة واعية كتلك الإدارة وقبل كل هذا يجب ان لا ننسى الوقفة الصادقة من أعضاء الشرف التي ساهمت في ارتقاء الروح المعنوية للاعبين وأتمنى ان نرى ذلك في بقية الأندية وعندما نتحدث عن الذين ساهموا في هذا الإنجاز الكبير فيجب ان نقولها صريحة وهي ان الجماهير الوفية ووقفتها الصادقة مع النادي كان له الفضل الأكبر لتحقيق الفوز وهي الرقم واحد برئيي، فهذه البطولات أكبر هدية لهذه الجماهير التي عودت النادي على وقفتها معه في كل مشاركاته، وبكل أمانة يجب ان نقولها في ان نادي الهلال أثبت انه زعيم على اسمه وأكد للجميع انه فعلاً عاصمة البطولات كما اطلقوا عليه. طارق الحميد