أطلقت وزارة الصحة حملة وطنية لمكافحة الدرن ستستمر لمدة سنة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. صرح بذلك الدكتور زياد ميمش وكيل وزارة الصحة للصحة العامة، مشيراً إلى أن بداية إطلاق الحملة كان بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الدرن لهذا العام في 24 مارس الماضي. وأوضح د. ميمش أن الحملة تهدف إلى جذب انتباه جميع أفراد المجتمع وتوعيتهم بهذا المرض وأعراضه وتشخيصه وعلاجه وطرق الوقاية منه. كما تهدف لتوعية المرضى به وذويهم بكيفية التعامل معه حتى يتم تحقق الشفاء الكامل، كما تهدف تعريف العاملين في القطاع الصحي الحكومي والخاص بالمستجدات الحديثة في مجال تشخيص والعلاج والوقاية". وأكد د. زياد أن الوزارة وبمتابعة واهتمام وزير الصحة تبذل قصارى جهدها للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين ووقايتهم بإذن الله من الأمراض من خلال تنفيذ عدد من البرامج الوقائية والأنشطة التوعوية الصحية. وأضاف د. زياد قائلاً "توجهنا لكل أولئك بهذه الحملة لأن تظافر جهودهم مع جهود الجهات الصحية من شأنها الإسهام الكبير في تحقيق الهدف الأكثر للحملة الذي في محصلته النهائية الى استئصال هذا المرض من المملكة وخاصة وأنها تعتبر من الدول ذات الوبائية المنخفضة فيه". من جانبها، بينت الدكتورة نائلة أبو الجدايل مدير إدارة الأمراض الصدرية بوزارة الصحة بأن الوزارة تكفلت بكل ما يتطلبه تنفيذ هذه الحملة خلال مدة تنفيذها من تأمين جميع المواد التوعوية عن مرض الدرن في كل مؤسساتها الصحية بجميع أنحاء البلاد وتقديم خدمات التشخيص والعلاج مجانا، بجانب حصر المخالطين وإجراء الاستقصاء الوبائي عليهم، وعلاج من يتضح أنه اصيب بالمرض نتيجة للمخالطة. وذكرت بأن المؤسسات الصحية للقطاع الخاص يمكن أن تقوم بدور في هذه الحملة وذلك بالمساهمة في اكتشاف هذه المرض وتحويل الحالات المكتشفة لمستشفيات الوزارة لاستكمال بقية إجراءات العلاج مجانا. وأكدت الدكتورة نائلة بأن هذه الحملة موجهة للمواطنين والمقيمين نظرا لسهولة وسرعة انتقال هذا المرض إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة بناء على الوعي الصحي والمعرفة الصحيحة التي تهدف هذه الحملة لتوفيرها للناس. وقالت : "بأننا نستهدف جميع سكان المملكة بالتوعية وتقديم الخدمات الصحية لمكافحة الدرن بلا تفرقة، بمعنى أن غير المواطنين يمكن أن يستفيدوا من خدمات مكافحة الدرن مجانا في المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة". وسلطت الدكتورة نائلة الأضواء على جهود الوزارة لمكافحة المرض فذكرت بأن الوزارة تقوم باستخدام الأدلة الإرشادية والمعايير الدولية وخاصة أدلة ومعايير منظمة الصحة العالمية في التشخيص والعلاج والمتابعة لهذا المرض. كما تعمل الوزارة على الوقاية والمكافحة المبكرة من هذا المرض بالقيام بتطعيم المواليد باللقاح الخاص بالوقاية من هذه المرض، هذا بجانب سرعة العلاج من ثم اكتشاف المرض لديهم وحصر المخالطين لهم من خلال عملية الاستقصاء الوبائي وعلاج من انتقل إليه المرض نتيجة لهذه المخالطة بالمجان. أوضحت الدكتورة نائلة بأن من أهم سبل الوقاية معالجة الحالات المعدية واتباع العادات الصحية للوقاية من المرض مثل التعرض للتهوية والتعرض لأشعة الشمس بشكل معتدل والانتظام في غسل الأيدي والتغذية الصحية الجيدة وممارسة الرياضة. تجدر الإشارة إلى أن احدث الإحصاءات المنشورة من الوزارة عن هذا المرض، وهي لعام 1432ه (2011م)، أن إجمالي الحالات التي رصدت للإصابات الجديدة بالدرن (الرئوي وغير الرئوي) في ذلك العام بلغت 3872 حالة (منها 1366 حالة – أي 35% - لغير سعوديين). وأوضحت المقارنة لإجمالي هذه الحالات الجديدة بإجمالي حالات العام الذي قبله 1431ه وجود نقص قدره 47ر0 لكل مئة ألف نسمة. أما أبرز أهداف ورسائل اليوم العالمي للسل 2013م فتتمثل في القضاء على الوفيات الناجمة عن السل، الإتاحة الشاملة للرعاية المقدمة لحالات السل، توفير العلاج السريع والفعال للمريض، توفير اختبارات الفحص سريعة النتيجة ورخيصة الثمن وسهلة الإجراء، توفير لقاحات فعالة للوقاية من مرض السل، والسعي إلى خلو المجتمع بإذن الله من مرض السل (الدرن). ويقام هذا الحدث السنوي لهذا العام تحت شعار "اقض على السل في حياتي" والذي يتم الاحتفال به في 24 مارس من كل عام، لإحياء ذكرى اكتشاف الدكتور روبرت كوخ، في عام 1882، العصية البكتيرية المتسببة في الإصابة بالسل، والتي كانت الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض وعلاجه، وتسعى منظمة الصحة العالمية حاليا إلى الحد من معدلات وقوع السل ووفياته بنسبة الضعف بحلول عام 2015م.