سبحان الله الذي خلق هذه الحياة الدنيا وجعلها زينة ومتاعاً وجعل الناس يشاركون بعضهم بعضا في عمارتها والاستفادة مما سخره الله فيها فحكمة الله أن الناس تلتقي بعضها البعض - مع الأهالي والجيران, وفي ميادين الأعمال ... فتكون تلك اللقاءات بشكل يومي أو متقطعة, فكل الأحوال لابد أن يحدث مع أحد من هؤلاء خطأ أو زلل من قول أو فعل، فنبي الرحمة ومعلم البشرية محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أرشدنا الى هدي نبوي في إحسان الظن والتماس العذر فطباع الناس تختلف بعضها عن بعض، فهناك من اسلوبه في التحادث مع الغير جريء أكثر، وهناك من هو كثير التفاخر والمديح , وهناك من تنظر اليه يتضح على وجه الحياء , وهناك من تتسم على شخصيته الخوف أو الحذر, وهناك من هو حسّاس جداً لأي كلمة تطلق عليه فلا يتحملها وتجده دوماً يتذكرها حتى يمل من يستمع اليه، وهناك أيضا من هو كثير اللعن والسباب، وهناك من تتغير ملامح وجهه بكل عفوية كرد فعل لما قد يصادفه من موقف غريب وكثير من الطباع المختلفة ايضا....., علماً بأن تلك التصرّفات ليست بمصطنعة بل هي من الفطرة وبعيدة كل البعد عن ما يدور في مخيلة من يسيء الظن, فهناك من الناس من اعتاد على اساءة الظن ودائرة الشك دوماً تحوم في مخيلته ولا يفرّق بمن حوله من هو مخلص سوي أو غير ذلك ولا يبالي!! ويعتقد أنه محق على ما يفعله أو أنه يبحث عن شهرة أو إلى علو سمعة .... !!؟ فلم يدع للعذر موضعا ولا للحلم طريقا .. وقد يكون الذي أُسيء الظن به وفُهم خطأ كان يقصد خيرا ولكنه لم يوفق, فقليل ممن يتمتعون بالرفق والخلق الكريم.. قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الرفق لا يكون في شيء إلاّ زانه ولا ينزع من شيء إلاّ شانه ) . وروي عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: (لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شراً وأنت تجد لها في الخير محملا) . فالكثير شاهد فيلم " وقفة " بطاقم شبابي سعودي الذي نشر على موقع اليوتيوب لمدة اسبوع واحد فقط وكان عدد المشاهدين قد تجاوز المليونين وتدور فكرة الفلم عن إحسان الظن بالآخرين وعدم استعجال الحكم عليهم .. ففي إحدى المناسبات يأتي الزائرون للحفل ويقومون بالسلام على الحضور ويبادلونهم السلام إلاّ أن أحدهم لم يقف بل يمد يده وهو جالس فقط عندها استاءوا له وتغيّرت ملامحهم من ابتسامة الى عبوس وحنق ولمّا عرفوا الحقيقة " انه معوق ولا يستطيع الوقوف " ذرفت أدمعهم رحمة وشفقة بالذي قد فُهم خطأ "، " فالله سبحانه قد نهى عن الظن السيئ " لأنه مفسدة .. ويتسبب في تشويه السمعة ويؤدي للبغضاء والتفرقة, قال تعالى: يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسّسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم " الحجرات 12