أكد صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على راحة ورفاه المواطنين مشيراً إلى أن توجيهاته - حفظه الله - دائماً ما تأتي بصيغة التشديد على جميع المسؤولين بتقديم جميع التسهيلات للمواطنين وحل مشاكلهم والابتعاد عن الروتين. وأضاف سموه انه رغم قصر عمره في مجلس الوزراء إلا انه بكل أمانة: في كل جلسة لمجلس الوزراء يبدأ حديثه بقوله: "أرجو من جميع إخواني الوزراء إنهم يحرصون على المواطن وتراني اسمع فيه شكاوى ونحنا عارفين إن رضاء الناس غاية لا تدرك، ولكن يجب أن نعمل إلى أن نوصل إلى الهدف وهو راحة المواطن كاملة" وهو ما يؤكد حرص خادم الحرمين واستدرك سموه قائلاً: اذا كان هناك نقص في تنفيذ الأوامر او عمل معين فالعيب فينا نحن الوزراء، ويجب ان تكون لدينا الجراءة الكافية لقولها وهي انه قد يكون هناك اشياء ليست في ايدينا حيث ان هناك كثير من المشاريع يجب انها تنفذ وربما لا يوجد شركات كافية لتنفيذها او ليست على مستوى تنفيذها الا ان سيدي خادم الحرمين لا يقبل بهذا التقصير. متعب بن عبدالله: أقول للمحتسبين: الله يهديكم الاختلاط ليس عيباً ما لم يتعارض مع قيمنا وديننا واستشهد الأمير متعب بن عبدالله بموقف لخادم الحرمين قائلاً: كان خادم الحرمين يتحدث مع رجال الأعمال وقال: يا ريت انه على الاقل الشركات التي تعتبر نفسها وسط يجتمعن ويكونون تحالفا لأن المشاريع اليوم ولله الحمد كبيرة جداً وكثيرة ايضاً واغلب الشركات لا تستطيع القيام بها اضافة الى وجود مشاكل حول بعض المواد كالحديد والإسمنت، وبهذه المناسبة احب ان اوضح للمواطن السعودي اننا بحول الله نصل سوياً ببلادنا وافكار سيدي خادم الحرمين الشريفين والمشاريع التي توقّع والتي يجب ان تنفذ بأسرع وقت، نتمنى ان تزول اسباب تأخيرها. نعم هناك نقص وتقصير في الخدمات والعيب فينا نحن الوزراء وهناك متابعة جادة لها ولفت سمو رئيس الحرس الوطني الى متابعة خادم الحرمين الشريفين الجادة لكثير من المواضيع والمشاريع وقد اتتنا منه - حفظه الله - خطياً انه يجب عليكم ان تشعرونا بكل المشاريع التي لديكم وما تم تنفيذه اولا وما الأسباب، مبيناً سموه ان كثيرا من المواضيع تأخذ نقاشاً يتجاوز الساعة؛ لمناقشته بين جميع الوزراء الذين لهم حق ابداء الرأي المشورة ولا يشترط ان يكون الوزير المعني بالموضوع، فالهدف هو انهاء المشكلة وتقديم الخدمات اللازمة للمواطنين، واكد سموه اهمية ان يختلط الوزراء بالمواطنين والاستماع لهم ولشكاواهم وبطريقة او بأخرى نوصلها للوزير المعني معتبراً ان التنسيق بين الوزارات اصبح افضل من ذي قبل مرجعا الفضل في ذلك بعد الله الى خادم الحرمين الذي كان يسأل دوماً: هذا المشروع يهم من؟ ويوجه المعنيين بضرورة الاجتماع والتنسيق لأخذ رأي معين، ودلل سموه على هذا الاهتمام ودقته بسؤال خادم الحرمين عن كثرة الإصلاحات لشوارع معينة وكثرة حفرياتها لتداخل جهات مختلفة كالكهرباء او المياه او الهاتف مما يربك الحركة ويضر المواطنين بين سموه انها من الأمور التي تضايق خادم الحرمين ولا يقبل بها وكانت تزعجه ويدقق فيها وهو الأمر الذي فاجأني حقيقة انه يتنبه لمثل هذه الأشياء. الجنادرية عرس ثقافي كسر ثقافة العيب وأكثر من 30 دولة تنتظر تشرفها بالمشاركة فيه واضاف سموه: احب ان اشير الى ان سيدي خادم الحرمين لديه عيون في كل مكان حتى علينا نحن الوزراء والهدف منها متابعة اي نقص او تقصير يضر بمصالح المواطنين. واستعرض سمو الأمير متعب بن عبدالله في حديث بثّته "قناة العربية" ليلة البارحة العديد من الأمور ذات المساس بالمواطن واحتياجاته على اختلاف أهميتها وكذلك الشأن الاجتماعي والتنموي إضافة إلى المهرجان الوطني للثقافة والتراث (الجنادرية) وما أثير مؤخراً من لغط حوله سواء الاختلاط أو غيرها من الأمور. يجب أن نختلط بالمواطنين لنوصل مطالبهم إلى الوزير المعني الحديث اتّسم بالشفافية والعفوية وبعبارات ممتلئة عياً وتبصّراً حيث أوضح سمو رئيس الحرس الوطني أن مهرجان الجنادرية بدأ فكرة بسيطة لا تتجاوز سباق الهجن، ثم قام خادم الحرمين بتطويرها وتكبيرها حتى غدت على ما هي عليه الآن. ولفت الأمير متعب إلى أن خادم الحرمين من طبيعته الإيمان بأهمية الاستشارة في كل أموره ويتخذ ما هو صواب من دون مصادرة رأي أحد فهو يطرح الفكرة من دون أن يشير إلى أنها له حتى يسمع جميع الآراء ثم يقرر بعد أن يكون سمع من الجميع، وهو ما أثمرت عنه النتائج الرائعة لهذا المهرجان الذي مناسبة ثقافية عالمية ومهمة تعطي دلالة على اهتمام قيادتنا الحكيمة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة حيث كان خادم الحرمين يشرف على المهرجان بشكل مباشر عندما كان رئيساً للحرس الوطني ويطلع على كل صغيرة وكبيرة ويشرف على تنفيذها. تفاجأت باهتمام خادم الحرمين بأدق الأمور والتفاصيل كحفريات الشوارع وفي رد لسموه حول أهمية وجدوى هذا المهرجان وماذا قدّم للمواطن خلال سبعة وعشرين عاماً قال سموه: كان السوق الشعبي الموجود في الجنادرية لا يعمل به سوى كبار السن؛ لأن وقت نشأة الجنادرية لم نجد من يعمل من الأيدي العاملة سوى كبار السن، وكان ابناؤهم يستنكفون مزاولة آبائهم هذه المهن ويراقبونهم من بعيد ويستعيبون منها، ولكن بعد أن فهموا أنه لولا الله ثم هذا المسن الذي عمل من أجل أن يربيك ما كان وصلت الى هذا المستوى الذي أنت عليه الآن. واضاف سموه: ثم إن هذا الشباب الذي كان يخجل من ممارسة هذا العمل هم الآن الذي يعملون وحلّوا محل آبائهم وباتوا يتنافسون على مزاولتها، مشيراً سموه أن هذا يعد من مكاسب هذا المهرجان السنوي الذي كان يحرص عليه خادم الحرمين لتذكير الأبناء بما قام به الآباء والأجداد، وكما ترى أصبحت "الجنادرية" مناسبة وطنية تمتزج في نشاطاتها عبق تاريخنا المجيد بنتاج حاضرنا الزاهر وعبرها نؤكد هويتنا العربية الإسلامية، وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلا للأجيال القادمة. وحول الإقبال على القرية التراثية على القرية الشعبية ولماذا لا تفكر الجهة المنظمة في ان تكون فعاليات الجنادرية مستمرة طوال العام ومفتوحة طوال العام، ابان سموه ان مشروع كمشروع القرية الشعبية التي تحوي مباني من اجمل المباني هي لا تستغل سوى اسبوعين قبل الجنادرية واسبوعين بعدها واستدرك سموه قائلاً: المسألة ليست في المباني لكننا نعرف ان كل محافظة لها مبان في الجنادرية ومن يعمل بها ويدريها هم من نفس المنطقة، ولذلك من الصعب ابقاؤهم طوال العام، وهناك افكار كثيرة أخرى سواء ادارتها من حيث شركات او غيرها، لكنا وجدنا انها غير مجدية وغير مفيدة تبقى مفتوحة وهو ما يثير الغرابة لدى البعض اننا لا زلنا نفكر منذ سنين طويلة ولم نخرج برأي؟ نعم نحن ندرس الأفكار ولا نحب أن نأخذ فكرة وننفذها ثم نكتشف انها غير مجدية لذلك نفضل التأني والتريث على ان نتخ قراراً غير مدروس. وحول الانتقاد الذي وجه للجنادرية من أطياف كثيرة أدى إلى حماس البعض وأعطوا انتقادات لمسألة الاختلاط واقحموا الدين فيها فكيف يراها سموه افاد قائلاً: والله انا دائماً اقول: الله يهديهم فاليوم الأسواق كلها فيها اختلاطات وهذا ليس عيباً فهذه هي سنة الحياة، وانا احب ان اطمئن واقول: نحن بأوامر سيدي خادم الحرمين الشريفين ان كل ما يقام في الجنادرية لا يختلف عن مجتمعنا، ولا انه يكون فيه مضار للمجتمع او مضار لاختلاط الرجل بالمرأة، واضاف سموه: اليوم نحن نطلب من المرأة عدم السفر إلا بمحرم فكيف نمنعها الآن من ان لا تأتي مع محرمها في الجنادرية لم؟ نحن كنا نعاني الأمرين عندما كان الرجال بمفردهم والنساء بمفردهم ولا يوجد عوائل وكانت تأتينا حالات اضطرارية او مرضية لكثير من النساء ونضطر لنقلهن في اسعافات ونحن لا نعرف اولياء امورهن ما يحدث ربكة ومعاناة. اما اليوم الوضع مختلف حيث تتجمع العوائل وتتقارب وتخرج مع بعض في يوم واحد امر جميل ونشجع عليه، ونحن لدينا القدر الكافي من العقل والإدراك اننا نعرف ما يضر والعكس، ولن نسمح سواء في الجنادرية وغير الجنادرية ان يكون اختلاطا غير شرعي او مخالفا لمجتمعنا وديننا. وعن الغاء الحفل الخطابي والأوبريت ومتى سيتم عرضه أوضح سموه أن الإلغاء كان بسبب وفاة الأمير بدر بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي كانت له ايادي بيضاء معتبراً ان حالة الحزن لفقده لم تسمح لنا بعرض حفل او اوبريت، ولفت سموه ان الأوبريت سيتم تصويره تلفزيونياً وسيعرض لاحقاً. وحول اشتراط من يحضر الجنادرية ان يكون متفقا معنا فكريا وسياسياً اكد سموه ان كثيرا من الأفكار التي كانت لدى بعض مخالفينا تغيرت حين دعوناهم الى بلادنا؛ ليروا بأعينهم الوضع وبالفعل جاءوا وخرجوا بأفكار مغايرة عما كان لديهم، وهذا مكسب بحد ذاته أن اثبتنا ان كل ما تسمعونه عن المملكة العربية السعودية غير صحيح. وتمنى سموه استمرار مثل هذه الزيارات مشيراً الى ان خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده فاتحين قلبيهما للحوار والنقاش، ونحن قد نختلف وقد لا نتفق لكن هذا لا يفسد للود قضية. وعن حضور الشباب للحوارات الثقافية وهل ستسير الجنادرية على هذا النهج في تبني حوارات شبابية داخلها، اكد سموه ان الشباب بات رقماً مهماً مشدداً على ان الجنادرية فاتحة ابوابها لجميع الأعمار، فليس هناك عمر محدد للجنادرية، فهم جزء منها ومن حواراتها ونقاشاتها، وهي غنية اليوم برجالها وشبابها ونسائها ايضاً اللاتي يشاركن بأعداد كبيرة معنا، ومن الدراسات التي نقوم بها نستشعر هذا النجاح. وحول تقويم دور الجنادرية في مشاركة الدول بمثقفيها ومفكريها واكاديمييها اكد سموه اعتزازه ان لدى المهرجان اكثر من ثلاثين دولة تنتظر فرصتها ودورها في المشاركة في هذا المهرجان، حيث ان اغلب الدول التي شاركت استفادت من وجودها في الجنادرية، واستفدنا نحن ايضاً من وجودهم لكن اعطت صورة لجميع الدول الأخرى مفادها ان مهرجان الجنادرية مهرجان مهم للمشاركة، تسعى الدول لاثبات افضليتها في المشاركة بمعارضها فيه. كما ان المواطن السعودي ايضا استفاد من هذا المهرجان فنحن الآن لدينا دولة كالصين لا يستطيع كثير السفر لها لكننا احضرناها له ليرى حضارتها وثقافتها وعاداتها. وختم الحوار بسؤال عن صحة خادم الحرمين الشريفين حيث اجاب سموه قائلاً: الحمد لله رب العالمين صحة سيدي خادم الحرمين من حسن لأحسن وفي صحة جيدة، ودعاؤكم اتمنى ان يستمر مثل ما هو يدعو لكم في صلاته، وانا سبق قلتها اكثر من مرة: انه والله العظيم يدعو للمواطن السعودي، وللمملكة، وللوطن، وللأمة الإسلامية اكثر مما يدعو لنفسه. وانا دايماً اقولها: من يحب عبدالله بن عبدالعزيز يقول: الله يرزقه على قدر نيته، ونيته اعتقد لا تخفى على احد.