أكد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، عدم قبوله لأي تجاوزات على أمن الوطن. جاء ذلك في اللقاء التلفزيوني المباشر الذي أجرته معه القناة الأولى مساء أمس. وحول ما حدث من المجموعة التي حاولت الدخول للمهرجان بغرض المناصحة أجاب "إننا لا نقبل بأي تجاوزات، وأمن الوطن أمر لا نقبل المساس أو التلاعب به، وهو بالنسبة لنا خط أحمر لن نقبل تجاوزه، ولن نقبل بإثارة الفتنة، ولن نسمح بوجودها في بلادنا التي نشأت منذ تأسيسها على الشريعة الإسلامية، وأقول لهؤلاء إن خادم الحرمين الشريفين أعطى الحوار أهمية كبيرة ونحن نؤمن بهذا". وأضاف "أن ما يميزنا هو العقل، ولا بد من التروي والتأكد من أي معلومات، والمملكة العربية السعودية بتوجيه خادم الحرمين الشريفين لا تقبل أي مساس بعقيدتنا وأخلاقنا، ونحن في الحرس الوطني وفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا نقبل أن يحدث في الجنادرية أي شيء مخل، مع إيماننا بوجود أخطاء في أي عمل، وإن حصل تجاوز محدود في ظل أعداد كبيرة جداً فهذا لا يؤخذ عليه أبداً، والموجودون من الزوار في الجنادرية هم آباء وإخوة للعائلات التي تزور الجنادرية، ومن يعتقد بأنه سينصح لن يكون أكثر حرصاً منهم على زوجاتهم وأخواتهم، ونحن ومكاتبنا وأبوابنا وقلوبنا مفتوحة للتواصل والحوار، وقد تم بيني وعديد من علمائنا الأفاضل اتصال وتنسيق". وأشار الأمير متعب إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود هو صاحب فكرة المهرجان منذ بداياته عندما كان يقتصر على سباق الهجن، حتى تطور هذا المهرجان ووصل إلى العالمية، مثمناً دعمه الكبير للمهرجان" وما تحظى به أنشطته وفعالياته المختلفة من رعاية دائمة. وحول إلغاء الأوبريت الخاص بالمهرجان لهذا العام أشار الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، إلى أمر خادم الحرمين الشريفين بإلغائه نتيجة لإحساسه وشعوره -يحفظه الله- بما يعيشه العالم العربي من آلام وفواجع، سائلاً الله العلي القدير أن يعيد الاستقرار والأمن إلى أوطاننا كافة، كما أشار سموه إلى أن العرضة السعودية تعد إحدى الأنشطة الأساسية للمهرجان، وقد ألغي نشاط العرضة السعودية لهذا العام لنفس سبب إلغاء الأوبريت وهي الأوضاع العربية الراهنة. ولفت إلى أن قرية الجنادرية ليست للحرس الوطني وحده، إنما هي لكل مواطن ومواطنة، والجنادرية هي المكان الذي تلتقي فيه كل مدن المملكة، ويلتقى فيه كل المواطنين والمقيمين للتعرف على تراث وثقافة بلادنا العزيزة. وعن رؤية الأمير متعب للحضور الجماهيري لفعاليات الجنادرية وما يعكسه هذا الحضور من تمثيل النسيج الوطني، أشار إلى أن فكرة خادم الحرمين الشريفين لمهرجان الجنادرية كانت بهدف جمع وتجسيد تراث وتاريخ المملكة في أرض الجنادرية، حيث تطورت من نشاط لسباق الهجن إلى مهرجان تتسابق فيه المناطق والقطاعات الحكومية والدول لعرض أفضل ما لديها فيها. وأوضح أن الجنادرية للجميع مواطنين ومقيمين، حيث أتاح المهرجان الفرصة لزيارة القرية التراثية في الجنادرية، وتم تحديد أيام للرجال وللعائلات التي يستطيع خلالها الأب أو الزوج اصطحاب عائلته وزيارة القرية، ومن الدراسات التي أجريت اتضح لنا أن 30 35 % من الزوار هم من صغار السن، وهذا يدل على رغبتهم في الإطلاع على تاريخ بلادهم مع أسرهم وعائلاتهم، وهناك بعض العائلات زارت المهرجان لأكثر من مرة، وهناك جهود نبذلها لتسهيل الوصول للقرية وزيارة المهرجان، بما في ذلك زيارة طلبة المدارس. وأفاد أن زيارة العائلات للجنادرية تتم وفق ضوابط وتنظيمات، مبيناً أن وجود المحرم الأب أو الأخ يسهل متعة الزيارة للعائلة التي تتم بكل احترام وتقدير. ونفى الأمير متعب بن عبد الله ما أشيع من أن ميزانية المهرجان 500 مليون ريال، قائلاً : "ميزانية المهرجان المقدرة من الدولة هي 14 مليون ريال". وبين الأمير متعب بن عبد الله أن هناك أكثر من 200 ألف موقف للسيارات، وزاد: "هو رقم كبير جدا ويدل على الإقبال الكبير على زيارة المهرجان". ورحب بأي فكرة أو انتقاد يسهم في تطوير الجنادرية، وأضاف: "نحن كتاب مفتوح وآذان صاغية لكل من لديه اقتراح مخلص بأسلوب حضاري يخدم المصلحة العامة". وحول غياب جناح مشارك للحرس الوطني في قرية الجنادرية، أجاب: "الحرس الوطني في البداية حرص على استضافة أجنحة المناطق والوزارات في قرية الجنادرية، وفي خضم هذا الاهتمام نسي أو لم يهتم بإقامة جناح خاص له، ولكن حاليا هناك تكليف لإيجاد موقع لجناح الحرس الوطني وسوف ينتهى بإذن الله قريبا". وعن تجربة نقل بعض أنشطة المهرجان إلى مدن أخرى في المملكة أشار سموه إلى أن بعض الأنشطة الثقافية تمت إقامتها في عديد من مدن المملكة، وحققت هذه الفكرة نجاحا، ووصلت رسالة الجنادرية إلى جميع المناطق. وكشف الأمير متعب بن عبد الله أن كثيراً من الدول العربية والصديقة قدمت طلبات للمشاركة في المهرجان، قائلاً "ندرس الآن استضافة دولتين (دولة عربية، ودولة صديقة) في نفس الدورة، ويهمنا في الجنادرية أن تتاح الفرصة للزوار بالاطلاع على تراث وثقافة الدولة الأخرى، من خلال الدول المشاركة كضيف شرف وهذا أحد مكاسب الجنادرية". وأوضح أنه سيتم توجيه المختصين حالا لتنفيذ ما سمعه من ملاحظات حول الزائرين من إخواننا ذوي الاحتياجات الخاصة، وأبان: "ستأخذ هذه الاقتراحات العناية والاهتمام الكبيرين". وحول المردود الاقتصادي للجنادرية، بين الأمير متعب أن التقارير تثبت وجود حركة انتعاش اقتصادية ملحوظة خلال فترة المهرجان، سواء في فنادق مدينة الرياض أو الأسواق أو في قرية الجنادرية، قائلا: "بلغت مبيعات بعض الأجنحة في قرية الجنادرية خلال الأسبوعين من أربعة إلى خمسة ملايين ريال، وتجاوزت المبيعات في قرية الجنادرية حسب التقديرات الاقتصادية 350 مليون ريال خلال أسبوعين، وهذا يدلل على أنه أصبح للجنادرية حراك اقتصادي إلى جانب الحراك الثقافي والتراثي.