مع بواكير تطبيق الاحتراف في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي برزت أسماء للاعبين كانوا يومها يملؤون الأسماع، ويخطفون الأبصار، ويسرقون الأفئدة، ولذلك ظلت عدسات المصورين لا ترمش لها عين بوجودهم، وأقلام الصحفيين لا تفتأ تسجل سكناتهم قبل حركاتهم، حتى إذا ما أعلنوا مغادرة المستطيل الأخضر راغبين أو مرغمين، أغمضت الكاميرات عيونها، وجففت الأقلام حبرها، فباتوا نسياً منسياً، حتى لكأنهم ما ركضوا في ملعب، ولا زخّت أجسادهم بقطرة عرق، وما سجل لهم التاريخ لحظة أنهم كانوا هنا، وهو الجحود بعينه، والنكران بكل معانيه. و«دنيا الرياضة» إذ تستشعر المسؤولية تجاه هؤلاء اللاعبين تأخذ على عاتقها إعادتهم إلى دائرة الضوء في هذه الزاوية، لتعبر من خلالها عن الوفاء لما قدموه، وضيفها اليوم لاعب نادي الاتحاد الدولي السابق جبرتي الشمراني: سكوتش وديمتري وكامبوس الأفضل والأهلي أسوأ ذكرياتي * متى بدأت ممارسة الكرة وكيف التحقت بنادي الاتحاد. - كنت ألعب في الحارة منذ الصغر وجميع أقراني ذهبوا لنادي الاتحاد .. وكنت أقول في داخلي هم ليسوا أفضل مني ولذلك توجهت لنادي الاتحاد وكنت ضمن فئة البراعم، وتدربت تحت إمرة المدرب عبدالقادر كتالوج وأخبرني بأنني لاعب جيد منذ التدريب الأول ثم أمرني بالذهاب لسعيد غراب وقال لي بالحرف الواحد: "أنت لاعب جيد للغاية" وتمرنت بعدها لمدة ستة شهور حتى سجلت بالنادي. عملي في العسكرية لم يتغير قبل الكرة وبعدها * رسمياً.. ماهي أول مباراة شاركت فيها وبطولتك الأولى التي حققتها مع الاتحاد ؟ - كنت شاباً في مقتبل العمر، وأول مباراة كانت في كأس الاتحاد وحينها كان اللاعبون الدوليون مشغولين مع المنتخب، فاستعان المدرب النمساوي "سكوتش" بلاعبين شباب وصغار في السن وكنت من ضمنهم برفقة عادل الثقفي وناصر سرور، وخضنا مباراتنا الأولى ضد الوحدة وتعادلنا 1-1، والمباراة الثانية مع الأهلي وانتهت بذات النتيجة .. أما عن بطولتي الأولى فكانت كأس الملك ضد الاتفاق في الرياض عام 88 م. * حدثنا عن كأس العالم الذي حققته مع منتخب الناشئين في اسكتلندا؟ - قال مسروراً: "كأس العالم صراحةً أيام جميلة ولن تنسى، كنا مجموعة لاعبين متجانسين بشكل كبير وأختارنا المدرب محمد الخراشي بكل عناية وجميعنا من أندية متفرقة ولكن على قلب رجل واحد، وقبل أن نذهب لكأس العالم لعبنا في تصفيات كأس آسيا في الكويت ولعبنا النهائيات في تايلند وحققنا اللقب .. كنا نلعب بشكل متواصل وبذات المجموعة لمدة سنة ونصف، وقبل كأس العالم كان استعدادنا قوياً واستمر لمدة شهر ونصف وعلى اثرها حققنا اللقب العالمي. * على الرغم من كونك لاعب جناح "أيمن" إلا أنك سجلت هدفين في مرمى البرتغال في كأس العالم! البلجيكي ديمتري وإداري الاتحاد سابقاً محمد السليمان - فعلاً، لم أكن رأس حربة صريح وكان التفاهم كبيراً للغاية مع رؤوس الحربة، تخيّل أنني كنت لاعب وسط وسجلت هدفين ضد البرتغال، لكن كنا متفاهمين بشكل كبير، إذا تقدم لاعب الوسط اليسار يتقدم الجناح اليمين لمساندة رؤوس الحربة ومنها يستطيع لاعب الوسط التسجيل .. كنا نقدر إمكانياتنا بشكل جيد ونلعب بحسب ما نتحمله وبالعامية هذه "مدارة" لحالنا في الملعب. * في اعتقادك هل سيتكرر الانجاز مستقبلياً على مستوى القطاعات السنية؟ - بالنسبة لنا كنا نلعب بطموح كبير، كأس آسيا تتطور كل عام عن العام الذي قبله، والاختيار كان دقيقاً للغاية من قبل محمد الخراشي ولكن حالياً لا أعلم عن الآلية بشكل كبير ولكن أمنياتي أن يتحقق إنجاز للشباب .. أريد أن أذكر موقفاً مرّ علينا في كأس العالم التي حققناها .. وهو حين وصلنا لدور الثمانية انتهت المكافآت وأخبرنا المسؤول أنه توقع خروجنا من دور التصفيات وأصبحنا نلعب الأدوار النهائية بلا أي مكافأة ! * سجلت هدفاً ضد الهلال في نهائي الدوري 96 - 97 ميلادي؛ رغم قصر القامة كيف تمكنت من التسجيل في مرمى عبدالله الدعيع؟ - قبل كل شيء، أنا قبل كل مباراة كنت أكوّن معلومات، وفي مباراة الهلال قمت بالاستعداد لها بشكل جيد جداً وكونت معلومات "نبذة" عن مدافعي الفريق، وعرفت كيف يتعاملون مع الكرة وكنت قبل المباراة أتحدث مع نفسي بأن الحارس عبدالله الدعيع لا يمسك بالكرة بل يتصدى لها؛ وبالفعل ارتقى زميلي الصحفي وضرب الكرة بالرأس وأرتدت من الدعيع وغمزتها في الشباك. * وهل ترى أن الإعلام الاتحادي اختلف تعامله مع لاعبي الاتحاد؟ - قديماً كان لاعب الاتحاد يأخذ حقه فقط، والآن يأخذ حقه وأكثر .. إعلام الاتحاد يتعامل مع فهد المولد حالياً بشكل خاطئ ويقوم بتكبير اللاعب وتهويله؛ على عكس اعلام الأهلي الذي يقنن تعامله مع مصطفى بصاص دون تهويل للواقع، وطالما أن اللاعب ابتعد عن الإعلام فهو في الطريق الصحيح. * حدثنا عن أفضل وأسوأ لحظة مرت بك أثناء مشوارك الرياضي !! - أفضل لحظة: حين قمنا بتحقيق الرباعية والثلاثية مع المدرب البلجيكي الشهير ديمتري، ولن أنسى كأس العالم للناشئين في اسكتلندا .. أما أسوء اللحظات: فهي حين خسرنا من الأهلي في كأس ولي العهد موسم 99 وكان وقتها الإعلام والجمهور يضغطان علينا بشكل كبير.. تخيّل كنت أقوم بتظليل سيارتي حتى لا يتعرف الجمهور علي! * ومن هم أفضل المدربين الذين تدربت تحت امرتهم ؟ - أفضل المدربين في اعتقادي هو المدرب النمساوي سكوتش فقد كان رائعاً وكذلك البلجيكي ديمتري أيضاً كان فذاّ، ولن أنسى البرازيلي كامبوس. * ومتى اعتزلت الكرة وكيف اتخذت القرار؟ - اعتزلت الكرة عام 2000 بعد أن حققت كأس الملك أمام شقيقنا الأهلي بنتيجة 1-0، وشعرت بعدم قدرتي على مواصلة اللعب لعدم توفر لياقة جيدة مع شعور بالتعب وفي آخر الموسم أتخذت القرار إذ كنت أقيم نفسي أولاً بأول. * وكيف كانت مشاعرك بعد ترك الكرة وإلى أين ذهبت.؟ - كنت حزيناً للغاية، ولكن احتفظت بوظيفتي فأنا موظف في القطاع العسكري ولم احترف كرة القدم، وأصبحت أداوم بشكل يومي، كانت لدي أكاديمية في الحي وتركتها والآن أعمل في أكاديمية نادي الاتحاد. * أخبرني عن لاعب في الوقت الحالي تودّ اللعب معه؟ - بلا شك "محمد نور" * شكّل لنا منتخباً حالياً خليط مابين القدامى والحاليين تراه الأفضل مع مدرب وإداري ؟ - في الحراسة محمد الدعيع، خط الظهر حسين عبدالغني وعبدالله صالح ومحمد الخليوي وأسامة هوساوي، وفي المنتصف فؤاد أنور ويوسف الثنيان ومحيسن الجمعان ومحمد نور، في المقدمة ياسر القحطاني وماجد عبدالله.. والمدرب الأرجنيتني جابريل كالديرون والإداري عبدالله الجاسم. * من المحلل الرياضي الذي تعجبك آراؤه ؟! - تعجبني آراء خالد الشنيف وفيصل ابو اثنين. * كلمة وجهها لمن تشاء . - أتمنى من الإعلاميين والصحفيين عدم مدح اللاعب الصاعد بشكل مبالغ إذ يعتبر هذا الأمر إضراراً به.. ولولا الإعلام لما تقدمت الكرة وهذه حقيقة لا غبار عليها، .. شكراً لك ولصحيفة "الرياض" على هذا الحوار.