عندما نتحدث عن الصبر فإن ذلك يعني الحديث عن لحظات مريرة يكابدها الإنسان ويعايشها بالتحمل والمكابدة من أجل الوصول للغاية، وهناك ظروف وتقلبات للحياة تجعل الانسان يعيش حالة الصبر ورغم أن للصبر مرارة وطول انتظار وما يصاحب ذلك من قلق وتوتر في انتظار الفرج إلا أن فيه جوانب إيجابية ومنها تعويد النفس على التحمل وترويضها على معايشة أسوأ الظروف وقد قيل الصبر مفتاح الفرج، يقول الشاعر الكبير بن لعبون: لا تستريب إن شفت ضيق المسالك كم فرج المولى لمثلك وشرواك أصبر ودولاب الدهر له تفاليك كم واحد مثلك توطاه ماطاك وفي جانب آخر من حالات الصبر يجد البعض أن الصبر من أجل المحبوب جميل ويعتبر صورة من صور الوفاء والاخلاص للمحبوب وفيها تلذذ من نوع آخر من أجل انتظار شيء جميل ومريح بعد العناء يقول الشاعر محمد السديري: اليوم أنا عيدت عيد بعد عيد وانزاح عن قلبي عنا كل شده وعقب المحل سيمان صدري مواريد مثل القفور بنبتها مستجده فرحت عقب الغيض من غير تحديد وضحكت يوم أوحيت علم نود كما أن الصبر من شيم الرجال الأشاوس وميزة يكاد البعض يفتقدها في وقت أصبحت فيه الأقدام تسابق الزمن على الوصول لهدف دون حساب للعواقب من عدم التريث والتمعن في عواقب الامور ولكن يبقى الصبر صاحب الرجال: نصبر على هذى وهذي ومثلها وأفراجها عند الكريم شمام ويتزامن الصبر في بعض الأحيان مع ظروف زمانية ومكانية تجبرك على أخذ مسار جديد بسبب طارئ لم تحسب حسابه: شفت الصحيح وواضح العدل منكوس وجض اابر على جرعة الموس وعزى لمن يصبر ويغلفؤاد وفارق النوم للعين أضحك وأنا الصضى على الشين ولكل شيء نهاية ولكل شيء حدوده بما في ذلك الصبر يصل الى درجة النهاية عندما يكون اكبر من درجة تحمل الصابر: أخاف من حبل الرجا يقطعونه وأشرب عذاب السم كدره وصافيه صبرت لين الصبر فاتت حتونه واليوم كظم الصبر ماني بقاويه عز الله إن الصبر غبن ومهونه وإن كان ممدوح العواقب لراعيه