مما لاشك فيه أن دولتنا حفظها الله سخرت الكثير من طاقتها لإيجاد المؤسسات العلمية التي تضمن حق التعليم الجامعي لكل طالب ينهي المرحلة الثانوية والذي هو حق مضمون في اغلب الدول المتقدمة وهذا والله لهو الاستثمار الناجح والصحيح الذي سيرفع من مستوى الوعي والرقي لدى المجتمع حيث إن الاستثمار الصحيح هو الاستثمار في العقول. ومع ذلك فإننا مازلنا نشاهد الكثير من الطلبة في نهاية العام والذين لم يتمكنوا من الالتحاق بما يرغبون فيه من تخصصات سواء كانت علمية كالجامعات أو فنية كالمعاهد والكليات الفنية ونجد الكثيرين منهم يشتكون بسبب عدم القبول فيما يرغبونه من تخصصات. وهناك أسباب كثيرة تؤدي إلى عدم تمكن الطالب من مواصلة التعليم الجامعي فمن هذه الأسباب مثلا النقص في الجامعات مقارنة مع النمو الطلابي المطرد نتيجة لما تشهده المملكة من زيادة في معدل النمو السكاني والذي يعتبر من أعلى النسب في العالم. إلا انه يوجد العديد من الأسباب والتي يمكن التغلب عليها بقليل من التخطيط والتنسيق بين الجامعات والكليات الأخرى التي يمكن أن تستقبل خريج المرحلة الثانوية، فمن هذه الأسباب أن الطالب المتخرج من المرحلة الثانوية يقوم بالتسجيل في الكثير من المعاهد والكليات وغالبا ما يتقدم لكل الجامعات والكليات المتاحة والسبب في ذالك هو أن هذا الطالب لا يضمن الحصول على مقعد في أي من الجامعات أو الكليات المتقدم لها وهو بذلك يطبق المثل العامي (إذا واعدت جمالاً واعد عشرة) وأنا لا ألوم الطالب بأن يقوم بهذا التصرف لعدم وضوح الصورة لديه إلا في بداية السنة الدراسية الجديدة حيث تتأكد نتائج القبول النهائية. كثير من الطلبة المتقدمين للجامعات نجد أنهم قد قبلوا بأكثر من جامعة وكلية في نفس الوقت وبهذا يكون الطالب قد حصل على أكثر من مقعد خصوصا أصحاب المعدلات المرتفعة وبذلك يكون قد فوت الفرصة على الطلبة ذوي المعدل المتوسط والضعيف بأن يتمكنوا من الحصول على مقعد في إحدى هذه المؤسسات التعليمية. ومن وجهة نضري المتواضعة فإن هذه المشكلة يمكن أن تحل عن طريق التنسيق بين الجامعات والمؤسسات التعليمية التي تستقبل الطالب بعد الثانوية العامة عن طريق تشكيل مجلس عال للجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى مختص بالقبول ويتم تقديم طلبات القبول إلى هذا المجلس من كل الطلبة بحيث إن الطالب لا يلزم بالتوجه إلى الجامعة بل يكون التوجه للجامعة فقط عند إجراء اختبارات القبول وبعدها ترفع الجامعة نتائج اختبارات القبول للمجلس وبعد ذلك يتم توزيع الطلبة حسب رغباتهم الأولية أو الثانوية بحيث إن كل طالب يحصل على اقرب رغبة متاحة له دون تكرار قبوله في أكثر من مؤسسة. ويقوم هذا المجلس بتنسيق شروط القبول بحيث تكون موحدة لكل كلية متخصصة فمثلا كليات الطب تكون شروط القبول المطلوبة للالتحاق بها موحدة في كل الجامعات وبعدها يختار الطالب الرغبة الأولى والرغبات الأخرى في طلب القبول. بهذه الطريقة اعتقد بأننا سنتمكن من توفير الرغبة الأولى أو على الأقل إحدى الرغبات الأخرى التي اختارها الطالب أثناء تقديمه للجامعة حيث سيتوفر الكثير من المقاعد والتي ستنتج عن عدم تكرار القبول في أكثر من جهة.