أكد عدد من أصحاب دور النشر السعودية المهاجرة والرقمية المشاركون في معرض الرياض الدولي للكتاب غياب مقومات النشر في السعودية وعجز دور النشر المحلية بما تملكه الآن من مقومات عن تطوير صناعة النشر. في البداية اقترح عادل الحوشان صاحب إحدى الدور المهاجرة للنهوض بصناعة المعارض كخطوة أولى إقصاء الرقيب وإبعاده عن المعارض والمكتبات وبرر ذلك بتوفر الكتاب في وقتنا الحاضر بكل مكان ما يعني عدم جدوى الرقابة، واصفًا التجربة العربية في صناعة المعارض خلال الأربع سنوات الأخيرة بناءً على ما منحته لها الرقابة بالتعيسة لذا يجب أن ينبه الرقيب لهذه المسألة فالناس أصبحت تعي وتعرف وقادرة للوصول إلى ما تريد من كتب وتتمتع بثقافة واسعة الأمر الذي يحصنها من المنزلقات الفكرية، ويجعلها قادرة على الفرز في التعاطي مع القراءة. ودعا الحوشان إلى ضرورة البدء بصناعة النشر على الصعيد المحلي عوضًا عن تهجير دور النشر السعودية والتي تتواجد بشكل فاعل في كل المعارض العربية وأرجع سبب هجرة هذه الدور إلى قوة الرقابة مع ضعف جودة صناعة الخامات والورق في السعودية والتي لا تتوفر لصانع الكتاب. وحول مشكلة توزيع الكتاب عبر المكتبات والتي يعاني منها الكتاب في السعودية أكد الحوشان أن هذه المشكلة هي الكبرى فهي الضلع الثالث والأهم بين المؤلف والناشر فصاحب المكتبة - حسب قوله - تاجر من الدرجة الأولى وهو بحسب ما يمليه من شروط يصبح الضلع الأقوى لذا يبقى الناشر هو الضلع الأضعف لأنه ببساطة يخضع لشروط تلك المكتبات والتي تتمثل في مدى تحقيق الكتاب للجماهيرية بالإضافة إلى مدى انتشار الكتاب بمقياس يبيع أو لا يبيع بحيث يحقق لها الربح وهذا الأمر مضر بالكتاب السعودي فليس صحيحًا أن كل الكتب تبيع وما يحصل الآن أن المكتبات التجارية تكتفي بأخذ إصدار أو إصدارين من 60 إصدارًا من دار النشر ما يعني بقاء 58 إصدارًا لدى دار النشر دون عرض في المكتبات وبذلك تصبح فرصة الدار الناشرة أمام عشرات دور النشر التي تستقطبها المكتبات ضعيفة ومحدودة. ودعا الحوشان المكتبات التجارية السعودية إلى ضرورة التخلي عن شروطها لمصلحة صناعة النشر في السعودية واقترح على المكتبات تبني عرض أي كتاب سعودي لا سيما أنهم يحصلون على خصم بنسبة خمسين بالمئة. وانتقد الأستاذ إبراهيم الجريفاني صاحب دار اخرى معرض الرياض الدولي للكتاب فهو يفتقد للمنهجية والشكل وأكد أن المعرض لا يزال يدار بطريقة الاجتهادات وشدد على أهمية الاستفادة من تجارب المعارض الدولية الناجحة لاستقطاب ما يناسبنا عوضًا عن التخبطات . وعاب على الصفحات الثقافية في بعض الصحف المحلية خضوعها ل"الشللية" في استعراض الكتب، وأبدى الجريفاني أسفه من العلاقة المتوترة بين إدارة المعرض والناشرين فهناك فتور في العلاقة ونحن كناشرين ما زلنا نتطلع للكثير ونأمل بغدٍ أفضل للنشر. وتساءل الجريفاني عن سبب عدم إنشاء مكتبات عامة في السعودية منذ عشرين سنة ودعا وزارة التربية والتعليم إلى الاهتمام بإنشاء مكتبات بطريقة صحيحة داخل المدارس. ويرى الأستاذ يوسف رفه موظف بإحدى دور النشر الإلكتروني والرقمي أن النشر الالكتروني مكمل للنشر الورقي بمعنى أن الاثنين ليسا متنافسين بقدر ما هما مكملان لبعضهما، فسوق الكتب الورقية قديم ولا زال مستمرا وسوف يستمر - حسب رأيه - لفترة طويلة على الرغم من أن التوجه الآن من قبل القراء يكاد يكون للكتب الالكترونية بدرجة أكبر وأرجع سبب ذلك إلى السعر المنخفض الذي تعرض به الكتب الإلكترونية وذلك لإنها بدون تكاليف للنشر. بالإضافة إلى سهولة حمل مكتبة كبيرة متكاملة عدا أن النشر الإلكتروني والرقمي يحقق للمؤلف ميزة الوصول بسهولة إلى شريحة أكبر من القراء. وأكد رفه على أن البيع عن طريق الانترنت في نمو واضح في المبيعات وهذا يدل على أن سوق الكتاب يذهب للكتاب الإلكتروني.