تتفق آراء أطباء التغذية والمختصين بتوازن الوجبات واجتناب السمنة على أهمية وجبة الإفطار الصباحي . لكنني لا أرى لهم قولا بأهمية وجبة العشاء . وبعضهم يؤيد تركها كلية . شخصياً أميل إلى تحكيم الفروق الفردية بين الأشخاص ، وأستصعب تطبيق رأي واحد على كل الناس . وذكرت أخصائية تغذية أنها تسأل مرتادي عيادتها هل من عادتهم تناول وجبة عشاء دسمة ؟ وأنها رأت أن من أجابوا ب .. لا ، أكثر نشاطا وحيوية ، بسبب راحة جهازهم الهضمي ، ويبدو هذا على وجوههم . الغربيون - وأخص الإنجليز - يتناولون فطورا جيّدا . وغداءً خفيفا ، وتلتزم الطبقة الوسطى بوجبة عشاء دسمة . وأظننا نحن القلة في العالم الذين يصرون على تناول وجبات العشاء الكبيرة ، ربما انطلاقا من عادات الماضي حيث كان العشاء رئيسيا بعد كد يوم شاق . و " المنقوزة " كانت مفردة تُطلق على عيشة الفقير ، أو على ثريّ بخيل لا يود الصرف كثيراً . فهو " ينقز " أي يقفز الوجبة بانتظار الوجبة التي تلي . والظاهر أنها لم تعُد نقيصة أو مذمة ؛حيث دأب أصحاب الحمية ذكورا وإناثا على تبني الفكرة . قام مركز خبرة أمريكي بالدراسة والتنقيب في دهاليز وجبة العشاء فجاءت النتيجة على غير هوى عشاق هذه الوجبة إذ تقول إن عواقبها وخيمة وأهم مشاكلها الصحية الآتي: - فقدان المرء للرشاقة بالإضافة إلى الإصابة بالأمراض مثل القلب والسكري. - فقدان الشهية في صباح اليوم التالي, ومن ثم عدم تناول طعام الإفطار الأكثر أهمية. أما في حالة تناول وجبة العشاء فتنصح خبيرة التغذية د. لارا كلارك بجامعة دنفر الأمريكية، حسب صحيفة الأهرام المصرية، بضرورة تجنب النشويات أو السكريات في هذه الوجبة المسائية والحرص على تناول كوب من اللبن الزبادي والفواكه أو طبق سلطة خضراء . وفي حفلات الزواج عندنا يخرج أغلب المدعوين قبل تناول العشاء . وأغلبهم قد تناول الغداء متأخرا ، أو أنه تعوّد أن لا يتناول وجبة العشاء إلا في الثلث الثاني من الليل . والأخير الأسوأ لأنه لن ينهض باكرا ، وإن نهض فلن يكون في مزاج يساعده على تناول وجبة إفطار جيدة . لذا فقد اقترح أحدهم شطب عملية العشاء من الأساس ، والاكتفاء ببوفيه مرطبات وفواكه . ومنح ثمن العشاء لجمعية بر وإحسان .