أمين منطقة القصيم: مبادرة سمو ولي العهد تجسد حرص القيادة    قوميز قبل مواجهة الشباب: سنلعب بروح النهائي على أرضنا وبين جماهيرنا    قطاع ومستشفى النماص يُنظّم فعالية "التوعية بالقولون العصبي"    وزير الخارجية ونظيره القطري يرأسان اجتماع لجنة المجلس التنسيقي بين البلدين    تنوع جغرافي وفرص بيئية واعدة    فيصل بن فرحان ووزير خارجية قطر يرأسان اجتماع اللجنة التنفيذية للمجلس التنسيقي    "سيماكان" مدافع النصر : فريقنا سيقدم أفضل ما لديه من أجل الفوز والوصول إلى النهائي الآسيوي    جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تُتوج بذهبية كرة القدم    المسار يسهم في نشر ثقافة المشي والتعرف على المواقع التراثية وجودة الحياة    الصوت وفلسفة المكان: من الهمسات إلى الانعكاسات    ورم المحتوى الهابط    من شعراء الشعر الشعبي في جازان.. علي بن حسين الحريصي    أمير تبوك يستقبل محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية    السفارة السعودية في البرتغال تسير شؤون المواطنين إثر ظروف انقطاع الطاقة    الداخلية تعلن اكتمال الجاهزية لاستقبال الحجاج    المملكة تطالب إسرائيل بالالتزام بالقانون الدولي وتوفير احتياجات الفلسطينيين    الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء    وزير الصناعة الثروة المعدنية يبدأ زيارة رسمية إلى دولة الكويت    أولى رحلات مبادرة "طريق مكة" تغادر من تركيا إلى المدينة المنورة    للعام السابع.. استمرار تنفيذ مبادرة طريق مكة في 7 دول    351 مليار ريال تسهيلات المصارف وشركات التمويل للمنشآت    أمير جازان يستقبل مدير فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمنطقة    القبض على (30) مخالفًا لنظام أمن الحدود لتهريبهم (600) كلجم من نبات القات المخدر    نوفو نورديسك ولايفيرا توقعان مذكرة تفاهم لتمكين إنتاج مستحضرات سيماغلوتايد الپپتيد-1    محمد بن ناصر يتسلّم التقرير الختامي لفعاليات مهرجان "شتاء جازان 2025"    "هيئة تطوير حائل" تنضم رسمياً إلى الشبكة العالمية للمراصد الحضرية التابعة للأمم المتحدة    تجمع القصيم يفعّل برامج تحصينية شاملة استعدادًا لموسم الحج 1446ه    أولى رحلات المستفيدين من مبادرة طريق مكة تغادر مطار حضرة شاه الدولي ببنجلاديش    وزير الاستثمار يلتقي قطاع الأعمال بغرفة الشرقية    محمد بن ناصر يرعى حفل تخريج الدفعة ال20 من طلبة جامعة جازان    نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس المحكمة العامة بالقطيف    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة "من جمهورية باكستان الإسلامية    نجاح أول عملية زراعة كلى بمدينة الملك سعود الطبية    مدير مكتب صحيفة "الرأي" بجازان يحتفل بتخرج نجله مجاهد من قسم الهندسة الكيميائية بجامعة جازان    Saudi Signage & Labelling Expo يعود إلى الرياض لدعم الابتكار في سوق اللافتات في المملكة العربية السعودية البالغة قيمته 492 مليون دولار    "الصحة" تطلق المسح الصحي العالمي 2025    قوات الاحتلال تنفّذ عمليات هدم في رام الله والخليل    كشف النقاب عن مشروع «أرض التجارب لمستقبل النقل» في السعودية    رياح و امطار على عدة اجزاء من مناطق المملكة    المخزونات الغذائية والطبية تتناقص بشكل خطير في غزة    الهدد وصل منطقة جازان.. الأمانة العامة تعلن رسميًا عن الشوارع والأحياء التي تشملها خطة إزالة العشوائيات    زواجات أملج .. أرواح تتلاقى    أمير المدينة يدشّن مرافق المتحف الدولي للسيرة النبوية    الأمير فيصل بن سلمان:"لجنة البحوث" تعزز توثيق التاريخ الوطني    الانتخابات العراقية بين تعقيدات الخريطة وضغوط المال والسلاح    النصر يتوج بكأس دوري أبطال آسيا الإلكترونية للنخبة 2025    في الجولة 31 من يلو.. نيوم لحسم اللقب.. والحزم للاقتراب من الوصافة    الضيف وضيفه    كلاسيكو نار في نصف نهائي نخبة آسيا للأبطال.. الأهلي والهلال.. قمة سعودية لحجز مقعد في المباراة الختامية    رافينيا: تلقيت عرضا مغريا من الدوري السعودي    أمير مكة: دعم سخي يؤكد تلمس حاجات المواطن    توجّه دولي يضع نهاية لزمن الميليشيات.. عون:.. الجيش اللبناني وحده الضامن للحدود والقرار بيد الدولة    بوتين يعلن هدنة مؤقتة في ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي    حكاية أطفال الأنابيب (2)    محافظ محايل يكرم العاملين والشركاء في مبادرة "أجاويد 3"    أمير منطقة جازان يستقبل قائد قوة أمن المنشآت المعيّن حديثًا بالمنطقة    جامعة جدة تحتفي بتخريج الدفعة العاشرة من طلابها وطالباتها    السعودية تمتلك تجارب رائدة في تعزيز ممارسات الصيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير الفرنسي ل «الرياض»: العلاقات السعودية - الفرنسية تتميز بالتفاهم والتعاون المستمر
كشف عن زيارة قريبة للرئيس هولاند إلى الرياض تحمل ملفات مهمة

قال السفير الفرنسي لدى المملكة برتران بزانسنو ان الأعوام الأخيرة شهدت تطورات سياسية واقتصادية في التعاون بين السعودية وفرنسا, وسيتم تدعيم هذه العلاقات في الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمملكة والتي ستتم خلال الأشهر القليلة المقبلة, بالإضافة لحرصه على استقبال وفد رجال الأعمال السعوديين اليوم الأربعاء المشاركين في منتدى فرص الأعمال السعودي الفرنسي.
هناك تطابق في وجهات النظر بين بلدينا تجاه أغلب القضايا.. والتعاون الاقتصادي بلغ 8.7 مليارات يورو في العام الماضي
وأكد بزانسنو في حديثه ل «الرياض» دعم فرنسا الكامل لدول الخليج ضد الأحداث التي تقوم بها إيران, مشيرا الى أن احتضان بلاده للمعارضة الايرانية لا يعدو عن كونه فرصة لتعبير الشعب الايراني عن طموحاته, مطالبا الإيرانيين بأن يكونوا أكثر «حكمة» في التعاطي مع ملفهم النووي, قائلا «نحن مازلنا في مرحلة الحوار ولكن نطالب أيضا بتعزيز العقوبات لكي تفهم السلطة الايرانية أن السياسية التي تنتهجها حاليا ليست صحيحة وعليهم أن يقوموا بتغييرها».
وفي الشأن السوري قال السفير الفرنسي ان الآمال معقودة بنهاية سريعة لنظام بشار الأسد, مؤكدا أن فرنسا وبريطانيا مقتنعتان بأن الوصول لحل يجب أن يصاحبه قلب في ميزان القوى على الأراضي السورية, وضمان وصول الأسلحة للأيادي الصحيحة لتفادي تسليمها للمتطرفين.. وفيما يلي نص الحوار:
نتفهم القضايا التي يعاني منها العالم العربي وندعم الاستقرار بالمنطقة.. ونأمل في نهاية سريعة لنظام الأسد
* حظيت العلاقات السعودية الفرنسية خلال السنوات الأخيرة بتطورات ملموسة على كافة الأصعدة كيف ترون هذا الأمر من جانبكم؟
- العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا تعتبر مميزة منذ الزيارة التاريخية للملك فيصل ولقائه بالجنرال شارل ديغول, وبلادنا فرنسا تتعاطف مع القضايا التي تشغل الرأي العام السعودي وأعتقد أننا أيضا أكثر بلد يتفهم القضايا التي يعاني منها العالم العربي, وتميزت العلاقات السعودية الفرنسية على مستوى كل الملوك والرؤساء بتفاهم كبير بين الجانبين, واليوم بين الملك عبدالله والرئيس هولاند تطابق كبير في وجهات النظر حيال أغلب القضايا التي تمر بها المنطقة, ومواقفنا الآن تتطابق تماما وهي حازمة تجاه إيران وأيضا القضية السورية, ونريد المحافظة على استقرار لبنان, واستتباب الأمن في هذه المنطقة المهمة من العالم, وتعتبر فرنسا الأنشط من بين دول الاتحاد الأوروبي في المجالين السياسي والعسكري مع المملكة, والزيارة التي قام بها الرئيس هولاند للمملكة في نوفمبر الماضي أُعتبرت زيارة متميزة وأتفق الملك عبدالله والرئيس هولاند على أن تأتي الزيارة المقبلة للرئيس الفرنسي لتعزيز العلاقات الثنائية وخاصة في التعاون الاقتصادي بين البلدين.
نريد المحافظة على استقرار لبنان.. وندعو إيران لأن تكون أكثر «حكمة» في التعاطي مع ملفها النووي
* من المعروف حجم التعاون الكبير بين المملكة وفرنسا في المجال العسكري, فهل ستحمل الزيارة المقبلة للرئيس هولاند أي جديد في هذه الجوانب؟
- فرنسا هي الشريك الثالث للسعودية في جانب الدفاع والأمن, والتعاون مستمر في التطور, وهناك معاهدة عسكرية بين البلدين تعود إلى العام 1982م وتم تطويرها منذ ذلك الوقت, هذا بالاضافة لتدريب الضباط السعوديين في فرنسا, وتمارين مشتركة بين كل قطاعات القوات المسلحة للجيشين, ومعلوم أن فرنسا هي الشريك الرئيسي للمملكة في قطاع القوات البحرية, وأيضا في الدفاع الجوي, وننوي مواصلة هذا التعاون وهناك مفاوضات قيد الدراسة حاليا ونأمل أن تصل لنتائج في القريب العاجل, ونأمل أن ندخل مراحل جديدة من التعاون في قطاعات جديدة لاسيما في مجال الاقمار الصناعية.
السفير برتران بزانسنو
* في مجال التعاون الاقتصادي, شهدت الفترة الماضية توقيع عدد من المشاريع الضخمة بين القطاع الخاص في البلدين, ماذا ستحمل الفترة المقبلة أيضا في هذا الجانب خصوصا بعد زيارة رجال الأعمال الحالية؟
- نعم تضاعف التعاون الاقتصادي بين البلدين خلال الخمس سنوات الماضية, وبلغ في العام الماضي مستوى قياسي وصل إلى 8.7 مليارات يورو, والسعودية هي المورد الرئيسي لفرنسا بالنفط, والصادرات الفرنسية متنوعة بين الصناعات الكهربائية والغذائية والمنتجات الراقية, بالاضافة لأن فرنسا هي ثالث أكبر الدول المستثمرة في المملكة, والشركات الفرنسية عموما مهتمة بشدة بالفرص الاستثمارية هنا, ومازل هناك مجال للمزيد من التعاون خصوصا بعد إقرار الحكومة السعودية جملة من المشاريع التنموية الضخمة وهي ما يتواكب مع ما تتميز به الشركات الفرنسية سواء في النقل أو المياه أو الكهرباء والطاقة وحققت هنا نجاحات مميزة في ما تولته من مشاريع, وثلث محطات توليد الكهرباء السعودية تأتي بالتعاون مع شركات فرنسية, ومازال هناك فرصة للعمل على مشاريع طاقوية خصوصا في مجالي الطاقة النووية والشمسية خصوصا وأن فرنسا تعتبر أول دولة وقعت مع المملكة اتفاقية لبحث التعاون بالمجال النووي, والشركات الفرنسية تضع في اعتبارها الأولويات السعودية وهي توطين التقنية والتدريب والتأهيل, وهناك تعاون كبير بين الجامعات في البلدين حيث ارتفع عدد الطلاب السعوديين من 100 طالب قبل 5 سنوات إلى 1400 في الوقت الحالي ونتوقع أن يرتفع العدد إلى 4000 في المستقبل القريب, وسيحمل الرئيس هولاند العديد من الملفات الاقتصادية خلال زيارته المقبلة للمملكة والتي ستكون خلال الأشهر المقبلة.
* مع الظروف الاقتصادية الصعبة في أوروبا كيف تستطيعون في فرنسا طمأنة شركائكم التجاريين الحاليين أو المستقبليين؟
- أنت على حق حين تذكّر بالوضع الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي, وعموما تم اتخاذ خطوات هامة لتعزيز عملة اليورو بالاضافة للتعامل مع ديون بعض الدول الأوروبية, وعن الجانب الفرنسي أخذنا عدة تدابير لتعزيز التنافس في القطاع الخاص وأعتقد أننا على الطريق الصحيح ونحن نضع في اعتبارنا ما يحدث في الدول الأوروبية, والدين الأوروبي موضوع هام ولكنه أقل مما يحدث في الولايات المتحدة واليابان كمثال, والقدرات التقنية في الاتحاد الاوروبي تعزز من بنائه وتعزز فرص التنافس في العالم, وقابلنا الضعف في بعض الدول بقرارات شجاعة كانت أحيانا على حساب الشعوب الاوروبية, وبالنسبة لكل شركائنا نقول أنتم تواجهون أناسا يدافعون عن اقتصادهم ولديهم قدرة على إبراز الميزات التي يتمتعون بها, ونحن ننظم مع وزارة التجارة والصناعة السعودية ملتقى فرص الأعمال الذي سيعقد في باريس هذا الأسبوع ونتوقع مشاركة مسؤولين سعوديين وأكثر من 200 رجل أعمال سعودي, وسيلتقون أيضا بالرئيس الفرنسي وعدد من الوزراء وأكثر من 300 شركة فرنسية, وسيبرز الملتقى صورة المملكة الحقيقية وليس الصورة النمطية عنها, وسيتم بحث الفرص الممكنة للتعاون, ونأمل أن يحقق نتائج جيدة, لذلك لن تمنعنا الأزمة الاقتصادية الدولية من عقد اتفاقيات تعاون وشراكات تأتي لصالح البلدين.
* في ظل التغيير السياسي الذي تم في فرنسا بدخول الرئيس هولاند إلى الأليزيه بعد الرئيس ساركوزي, كيف تقرأون المشهد في الشرق الأوسط بعد مرور أكثر من عامين على أحداثه المتلاحقة, وأنتم احدى أهم الدول الكبرى المؤثرة في المنطقة؟
- أحداث العالم العربي لم يكن أحد يتوقعها, وبرأينا تعود للأنظمة المستبدة التي استولت على الحكم والثروات وتجاهلت طموحات الشباب, لذلك كانت ردة الفعل عبر الثورات طبيعية وأشدنا بنشر الديموقراطية بهذه المجتمعات, ويجب أن لا نكون سذجا فبعد أي ثورة لا بد من مرور وقت حتى يعم الاستقرار, وكون فرنسا صديقة للعالم العربي فإنها تنوي أن تلعب دورا ناشطا من أجل المشاركة في تثبيت الاستقرار في دول الثورات, ونتوقع من الحكومات أن تحل المشاكل في بلدانها وأن لا تتجاهل أبدا طموحات وتطلعات الشباب ومنح مزيد من الحريات لهم والمسؤوليات, وبقي من دول الثورات سوريا حتى الان ونحن نشاطر تماما الموقف السعودي الذي عبر عن اشمئزازه مما يرتكبه النظام السوري بحق شعبه.
* كان هناك موقف فرنسي - بريطاني قوي تجاه القضية السورية قوبل بمعارضة وسط الاتحاد الأوروبي, فما هي المتغيرات في هذا الملف خصوصا مع تقدم الثوار والمعارضة بشكل ملحوظ؟
- منذ البداية كانت لدينا رغبة بحل سياسي في سوريا, ولكن علينا أن نعترف أن النظام السوري لم يقبل أي حل ولم يقدم أي تنازلات وواجه المجتمعات تحديات لتوحيد الموقف تجاه هذا الملف, واتخذنا في فرنسا عدة خطوات منها إنشاء مجموعة أصدقاء سوريا, وكنا أول دولة تعترف بائتلاف المعارضة, وكنا الأكثر حماسا لإرسال معونات للمناطق المحررة, وأننا مقتنعون مع بريطانيا أن الوصول لحل يجب أن يصاحبه قلب في ميزان القوى على الأرض, ولكن الوضع غير سهل حيث علينا تفادي تسليم الأسلحة للمتطرفين ونعمل الآن بنشاط حول هذه النقطة وهدفنا إجماع أوروبي حول رفع الحظر على الأسلحة في نهاية شهر مايو.
* تحدثتم في البداية عن موقفكم تجاه إيران, وما تمر به دول الخليج من قلق حيال السياسة الإيرانية في دول المنطقة وكان آخرها شبكة التجسس في المملكة, ما هي رؤيتكم للموقف الدولي بشكل عام تجاه إيران؟
- من الواضح أن منطقة الخليج وبشكل خاص المملكة وسط هذه الاجواء المضطربة لاتزال منطقة قطب استقرار وتنمية, وهذا لا يعني أنها لا تواجه صعوبات مع محاولة بعض الدول المجاورة زعزعة الاستقرار, ونحن نتشاطر القلق مما تقوم به إيران سواء في في ملفها أو محاولاتها للزعزعة وهذا ما لا نقره أبدا, وفي المحادثات الجارية الآن في مجموعة 5+1 نحاول أن نقدم مقترحات جدية للإيرانيين ليكونوا أكثر حكمة في ملفهم النووي, ونحن مازلنا في مرحلة الحوار ولكن نطالب أيضا بتعزيز العقوبات لكي تفهم السلطة الايرانية أن السياسية التي تنتهجها حاليا ليست صحيحة وعليهم أن يقوموا بتغييرها, ونأمل أن سياسة العقوبة تكون رادعة بالاضافة لسياسة اليد الممدودة إن كانوا سيتحولون للحكمة ويتحولون لحل سياسي سلمي والكرة الآن في ملعب إيران ولدينا تطابق تام مع موقف المملكة ولدينا مشاورات مستمرة حول هذه الموضوع.
* تحتضن باريس المعارضة الايرانية, وتساعدها في إقامة المؤتمرات الدولية كما تدعم موقف المعارضة الشهيرة مريم رجوي وحركة مجاهدي خلق, فهل تفسير هذا أن فرنسا ترى هذه المعارضة هي الممثل الشرعي للشعب الايراني؟
- فرنسا لا تتدخل بالشؤون الداخلية لأي دولة, ولكن بطبيعة الحال لا بد من الاستماع لطموحات الشعب الايراني.
* لبنان تعتبر من أهم الدول على الصعيد الخارجي بالنسبة لفرنسا, ووفق ما تمر به الآن سواء من الصراعات الطائفية الداخلية وخصوصا مع المؤثرات الممتدة من الجانب السوري, هل ستتدخل فرنسا في لبنان لو حدثت أي تطورات لا تحمد عقباها؟
- لبنان دولة مهمة وعزيزة بالنسبة لنا, واللبنانيون يعرفون أن بإمكانهم الاعتماد على فرنسا للخروج من هذه المرحلة الصعبة والمحافظة على استقلاليتهم وسيادتهم, ولبنان يعاني الآن من التداعيات الاقليمية وخصوصا من الأزمة السورية, ونحن نقدم دعمنا ولكن لا بد للمجتمع الدولي أن يقدم تضامنه أيضا مع لبنان, وسياسيا ندعم موقف الرئيس سليمان الذي يسعى للمحافظة على المؤسسات وللتوصل لحوار وطني فعلي.
* هل تتوقعون نهاية قريبة لبشار الأسد؟
- هذا ما نأمله تماما, وفي أسرع وقت ممكن.
* في مصر هناك توترات بعد صعود الإخوان المسلمين لسدة الحكم, وامتدت هذه القضية لبعض الدول الأخرى والخليجية خصوصا حيث أعلنت صراحة موقفها تجاه الاخوان ورفضها التام لهم, أنتم في فرنسا ما هو منظوركم لهذا الأمر؟
- نحن نستشعر قلق بعض دول الخليج من هذا الموضوع, ويصلنا هذا القلق لأننا نرتبط مع دول الخليج بمعاهدات, وفي ما يتعلق بالحكومة المصرية فهي في نهاية الأمر حكومة منتخبة ونحترمها وهي دولة هامة وكبرى ونسعى لتعزيز التعاون الوثيق معها, والتطورات في مصر لها رادف أيضا وهو سوء الأحوال الاقتصادية وهذا يحتاج تدخل من المجتمع الدولي لمساعدتها, ونأمل أن تستقر مصر لأن هذا الأمر مهم بالنسبة لنا ولكل دول المنطقة, والانتخابات المقبلة في مصر هي قرار الشعب المصري ونحترمه تماما.
* هل من الممكن أن تنتقل الثورات العربية لدول أخرى تعيش تحت أنظمة قاسية مثل كوريا الشمالية وإيران مثلا؟
- ما يسميه البعض بالربيع العربي وبسببه قامت الثورات يطابق ما يحدث في دول أخرى, ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل بلد وكل منطقة, تحدثنا عن إيران ونأمل أن يؤخذ بالاعتبار طموحات الشعب الايراني, أما بالنسبة لكوريا الشمالية فتصرفاتها غير مقبولة وأعمال العنف والتهديدات الشفوية لا تؤدي لشيء, وندعم تصريحات بان كي مون بأن توقف كوريا الشمالية التهديدات.
* رعاية فرنسا للعديد من الدول الفرانكفونية الأفريقية, يسبب العديد من المشاكل لفرنسا كما حدث في حادثة المحتجزين الفرنسيين في مالي, فهل ستستمر هذه الرعاية من قبلكم للِشأن الأفريقي, وألا ترون أن التدخلات الدولية لمصالح خاصة ساهمت في إراقة مزيد من الدماء والتخلف هناك؟
- سياسة فرنسا الافريقية تحترم التاريخ المشترك, ولدينا واجب تضامن مع بعض الدول الأفريقية التي تعاني من الضعف والفقر, وكنا أفضل مدافع عن هذه الدول في إطار العولمة, واليوم نحن منخرطون في عملية بمالي ترمي لفرض احترام سيادة السلطة ومحاربة الارهابيين وتجار المخدرات, والمجتمع الدولي كله أشاد بعملياتنا هناك, ونحن ندفع ثمن هذه العمليات إما بمقتل جنودنا أو بسبب كلفة العمليات, ولكن فرنسا دولة كبرى وفية لأصدقائها ولمبادئها.
* في شأن آخر.. بعد عدة أشهر ندخل في موسم السياحة الصيفي والجميع يعي أهمية السائح الخليجي والسعودي في أوروبا, وتم تسهيل إجراءات التأشيرات مؤخرا.. دول أوروبا بحاجة لتعزيز السياحة فلماذا لا تخفف من القيود أكثر على التأشيرات بحيث تكون من المطارات خصوصا أنه لا مخاوف من مواطني الخليج؟
- التسهيلات الحالية مشجعة للغاية والموسم الماضي كان الأكبر بالنسبة لأعداد السعوديين السائحين في فرنسا, وهذا بفضل الجهود التي بذلتها دول الشنغن لتسهيل التأشيرات حيث تم تخفيضها من 15 يوما إلى أقل من 5 أيام, وفرنسا هي الدولة الأوروبية التي تعفي الجوازات الدبلوماسية السعودية من التأشيرة ولا نسمع انتقادات حول التأشيرات حاليا, ولتعزيز التعاون الاقتصادي بيننا مازال هناك هامش لأن تقوم السلطات السعودية أيضا بتسهيلات لرجال الأعمال الفرنسيين للحصول على تأشيرة الدخول للأراضي السعودية.
* تواجدكم معالي السفير في المملكة لسنوات طويلة من العمل يدعونا لسؤالكم عن رؤيتكم لهذا المجتمع والذي تمازجتم مع نسيجه بشكل كبير.
- أشكركم أولا في صحيفة «الرياض» على هذا اللقاء, والذي أتاح لنا أن نتحدث عن مجالات التعاون السعودية الفرنسية وأن نتطرق للعديد من القضايا الدولية الهامة. وأريد أن أوضح لك أنني وعائلتي سعداء بوجودنا في السعودية لأكثر من 5 سنوات ونصف, وهذه مدة استثنائية لأن فترة التعيين عادة 3 سنوات ونادرا ما يجد المرء بلدا يثير الاهتمام إلى هذا المدى, وأنا وعائلتي متأثرون جدا بصدق السعوديين في تعاملهم وأشكر هذا البلد المضياف, وأؤكد أنني عازم على تعزيز العلاقات بين البلدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.