حفلت الجولة الثالثة من بطولة الأندية الآسيوية بأخبار مفرحة كان نصيب الأهلي منها حظاً وافراً بعد أن تخطى عقبة سباهان أصفهان الإيراني على ملعبه، وبين جماهيره الغفيرة بنتيجة كبيرة محصلتها أربعة أهداف لهدفين رغم تقدم سباهان بهدف مبكر كان من الممكن أن يربك الأهلي فنياً إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث بعد أن لحق فيكتور سيمونس بهدف التعديل في وقت مبكر لتنهمر الأهداف الأهلاوية المتبقية من سيموس، وسيزار، والحوسني وهي العناصر الأجنبية لتؤكد قيمتها الفنية العالية التي أضافت للأهلي الشيء الكثير خصوصاً بعد التعاقد مع برونو سيزار خلال فترة التسجيل الثانية والذي عمل إضافة واضحة في خط منتصف الملعب سواءً على مستوى صناعة اللعب للمهاجمين أو على مستوى التسديد، والتهديف. الهلال خذل جماهيره أمام الاستقلال الأهلي بهذا الانتصار حصد العلامة الكاملة بتسعة نقاط في المرتبة الأولى مترشحاً لدور الستة عشر بنسبة كبيرة جداً بل ضمن المركز الأول بذات النسبة العالية عطفاً على مستوياته الكبيرة، ونتائجه المميزة، ونتائج الفرق المنافسة في مجموعته،وهو الأمر الذي أسعد جماهيره خصوصاً،وجماهير الكرة السعودية عموماً باعتباره أكثر الفرق السعودية ثباتاً في المستويات، والنتائج بل إنه بات الأكثر تأهيلاً، وترشيحاً للذهاب لأدوار متقدمة في البطولة كما فعل الموسم الفائت حين بلغ النهائي وخسره بثلاثة أهداف. الشباب يسير للتأهل بثبات ** الشباب يأتي ثانياً من بين الفرق المشاركة من حيث النتائج على الأقل بغض النظر عن المستويات الفنية والتي تهم كثيراً في هكذا مسابقات فقد حصد الشباب النقطة السابعة بتفوقه على تراكتور الايراني بهدف وحيد بإمضاء هدافه ناصر الشمراني، وتوقف الفريق على هذا الهدف من منتصف الشوط الأول فقط ظل مدربه برودوم يطالع لاعبو تراكتور يهددون مرمى وليد عبدالله دون أن يحرك ساكناً على مستوى التهديف الشبابي حيث كان الجميع يتطلع، ويؤمل بإشراك الهداف الارجنتيني الخطير تيجالي ليخفف الضغط على الشمراني، ويزعج دفاعات الفريق الايراني،ولا يسمح للمحاور، وبعض عناصر الدفاع للتقدم الذي أقلق دفاعات الشباب، ووضع جماهيره تحت ضغط نفسي رهيب باعتبار أن التعادل قد يحقق في أي من دقائق المباراة حتى مع نهايتها إلا أن المباراة انتهت بذلك الهدف الذي أهل الشباب لاعتلاء الصدارة ولديه الأفضلية بالترشح للدور المقبل ولكن تقع عليه مسؤولية كبيرة في تجاوز الفريق الايراني على ملعبه في مواجهة الإياب أو على الأقل الخروج من هذه الموقعة بنقطة التعادل التي تعطيه الأفضلية ليكون أبرز المرشحين للتأهل. ** الهلال لم يأت بجديد فيبدو أنه على موعد مع إخفاق آخر يتكرر كل موسم بطريقة مختلفة ينتهي بخروج ربما يكون هذا الموسم مبكراً إذا لم يتدارك الفريق نفسه قبل فوات الآوان، وقبل أن تطير الفرصة من يديه فقد خسر أمام الاستقلال الايراني بهدفين لهدف على أرضه بالملز في موقعة غريبة بدأت بتفوق الهلال، وانتهت بخسارته بهدفين تحمل فيها أفراد الدفاع مع الجهاز الفني المسؤولية كاملة من خلال جملة من الأخطاء الواضحة، والفادحة أسهمت في تسهيل مهمة المهاجمين الايرانيين الذين تمكنوا من زيارة مرمى الهلال بهدفين كان بالإمكان زيادتهما،وهذه الخسارة قد تدق المسمار الأخير في النعش الهلالي حيث ظل على نقاطه الثلاثة من ثلاث مواجهات وهي محصلة ضعيفة لا تليق بقيمة الهلال، وطموحه، وتنتظر الفريق مباراة مفصلية في طهران أمام الاستقلال ومن خلالها يستطيع لاعبو الهلال قول كلمتهم في مسألة المنافسة من عدمها فالخسارة ربما تعلن الرحيل المبكر من الأدوار التمهيدية، والانتصار سيعطي الهلال الدافعية للتقدم، والمنافسة من جديد، وعلى القائمين على الفريق الهلالي سواءً في الأجهزة الإدارية أو الفنية مسؤولية كبيرة في تهيئة اللاعبين، وإعدادهم النفسي الجيد الذي يمكنهم من التفوق، وتجاوز الاستقلال وهو قادر على ذلك متى ما كان الإعداد مثالياً يتمثل بزراعة الروح بين اللاعبين لتقديم مباراة كبيرة، وقد فعلها الهلال في مناسبات سابقة وحقق نتائج متميزة حتى أمام الفرق الإيرانية في ملاعبها. ** الفريق الرابع الاتفاق ويبدو أن حظوظه باتت ضعيفة جداً بخسارته لقاء الشباب الاماراتي، وتوقفه عند نقطة وحيدة جاءت بتعادله مع لخويا القطري، وتلك المحصلة تأتي لتؤكد اختلال التوازن بالفريق الاتفاقي، وأن هناك ثمة مشكلات سواء كانت إدارية أو فنية أو حتى عناصرية أسهمت في ظهور الاتفاق بهذه الصورة الباهتة التي استغربها الجميع على"فارس الدهناء" حسابياً الفرصة لا زالت متاحة للاتفاق بشكل واضح ومنطقياً تبدو الآمال ضعيفة جداً في ظل تراجع مستوى الفريق الفني على المستوى المشاركة الآسيوية، وكذلك الدوري المحلي الذي ترنح الاتفاق من خلاله وخرج خاسراً لعدد من المباريات الهامة حتى على ملعبه كما حدث في اللقاء الأخير أمام الشعلة. نقاط هامة - لاعبو الهلال خذلوا جماهيرهم الغفيرة التي احتشدت كعادتها لتؤازر فريقها ولكن، لا حياة لمن تنادي !! - في المقابل جماهير الشباب خذلت فريقها فبالرغم من تكفل إدارة النادي بشراء تذاكر الدرجة الموحدة إلا أن الحضور الجماهيري للشباب في مواجهته الأخيرة كان ضعيفاً للغاية بل ومخجلاً لا يليق بفريق يشارك في بطولة قارية يشاهدها كل عشاق الكرة على مستوى القارة. - المحترفون الأجانب في الأهلي كانوا كالعادة هم كلمة السر ومفتاح التفوق للفريق سواء على مستوى صناعة الهدف من سيزار أو من حيث التهديف من عماد وفيكتور أو في تنظيف المنطقة الدفاعية بأداء المحور الدفاعي بالمينو فكانت هذه العناصر بحق العلامة الأهم والتي صنعت الفارق ورجحت كفة الأهلي،وربما أعلنت ترشحه مبكراً. - الاتفاق هذا الموسم قصة تراجع غريبة نتمنى أن تتوقف أو تنتهي قريباً. ولكن يبدو أن قطار الموسم قد فات بالفعل. الهلال قادر على العودة بالانتصار من طهران متى ما حضرت الروح وكان اللاعبون في أوج عطائهم الفني، والبدني.