انطلقت مطلع هذا الأسبوع في العاصمة العراقية بغداد، فعاليات مهرجان "بغداد عاصمة الثقافة العربية للعام 2013، بحضور عربي واسع.. حيث افتتح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، فعاليات المهرجان بحضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدد من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العرب. وقال رئيس الوزراء العراقي في كلمته: إن الثقافة تستمد قوتها وقوامها واصالتها من امتدادها وتجذرها من تراكم للمعرفة والفنون والعلوم والآداب، وهذه الصفات هي ما يميز الثقافة في بلد الثقافة ومدارس المعرفة والاداب واللغة، فثقافتنا ممتدة في عمق الزمان من الاف السنين عبر محطات وحضارات سادت في بلد التشريع والقانون وابداع الحرف وهي متراكمة وكل جيل يقدم نتاجه للاخر". وأضاف المالكي قائلا: إن ما نعانيه اليوم من اضطرابات وانقسامات وعدم استقرار وربما ما يشبه الفوضى - أحيانا - إنما يمثل انتكاسة ثقافية قبل كونها انتكاسة سياسية وقد يكون ذلك جزءا من نتائج القمع والاستبداد والدكتاتورية التي سيطرت على العديد من الشعوب العربية طيلة العقود السابقة، وبناءً على ذلك لا بد أن تكون المعالجة ثقافية ننقذ بها أجيالنا من أن تكون فريسة للتطرف والحقد ونبش التاريخ لإيقاظ كل ما فيه من شحنات تفرقة وضغائن لتكون حطبا لإذكاء نيران التطرف المتصاعد في كل ناحية من انحاء العالم العربي. من جانب آخر أكد وزير الثقافة ورئيس اللجنة العليا لبغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013 سعدون الدليمي، أن اقامة مهرجانات الثقافة في العواصم العربية "هو رد على المشككين بثقافة العرب.. في حين دعا إلى تبني مشروع عربي ثقافي متكامل عنوانه "الثقافة الجامعة".. داعيا أهل الفكر والابداع وصناع الموقف الى مضافرة جهودهم في ترسيخ الثقافة العربية وترسيخ ثقافة الأوطان.. مختتما كلمته بالتعهد أن تكون بغداد وعلى مدار سنة كاملة داعمة ومفتوحة أمام المبدعين والمثقفين العرب. وفي كلمة للأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، دعا خلالها أهل العراق إلى عدم اليأس والتعامل بروح الحوار.. مشيرا إلى أن العراق مهد الحضارة الإنسانية حيث ترك تأثيرا في تاريخ البشرية.. إلى جانب ما تمثله العراق من تنوع الحضارات، مؤكدا أن بغداد تعد من أبرز الحضارات العربية.. مناشدا العرب إلى المساهمة بالحفاظ عليها، وأن يلعبوا دورا رائدا فيها لاسيما في ظل التطورات التي يشهدها اليوم.. مختتما كلمته بالتأكيد من جانب آخر على أن العراق ليس له بديل عن وحدته. وقد جرى افتتاح المهرجان الذي اقيم في متنزه الزوراء قرب المنطقة الخضراء في بغداد وسط إجراءات أمنية مشددة شملت انتشار آلاف عناصر الأمن في الشوارع والعديد من الطرق المؤدية إلى منطقة الزوراء والمناطق المحيطة بها.. حيث تشارك عدة دول عربية في فعاليات المهرجان من خلال إقامة عشرة مواسم فنية وثقافية منها إقامة العروض المسرحية والسينمائية، إضافة إلى عروض فلكلورية وتراثية ومعارض للرسم ومعارض أخرى للكتب وزيارة للمواقع الأثرية والتراثية في بغداد. يذكر أن منظمة اليونسكو اختارت في العام 2011 بغداد عاصمة للثقافة العربية للعام 2013، في حين أعلنت وزارة الثقافة عن شعار المشروع، من خلال نموذج قدمه أحد أساتذة كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد.. حيث خصص مجلس الوزراء 100 مليار دينار كميزانية لمشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013 فيما أعلن المجلس قراراً يقضي بتأجيل مشروع "النجف عاصمة للثقافة الإسلامية" حتى عام 2020، وتحويل 40 مليار دينار من الموازنة المخصصة للمشروع لدعم مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013.