كدأب النص الأدبي عندما يخضع، عادة للبحث الأكاديمي، يأتي كتاب: إشكالية الأنا والآخر (نماذج روائية عربية) في هذا السياق، حيث تفرد أستاذة الأدب والنقد في جامعة دمشق، الدكتورة ماجدة حمود، مجموعة فصول في كتابها الجديد والصادر ضمن سلسلة عالم المعرفة (شهر مارس) من أجل مناقشة مسألة الأنا والآخر عبر دارسة ثماني روايات عربية، كل رواية في فصل.. بدأتها برواية (بعيداً إلى هنا) للأديب الكويتي اسماعيل فهد اسماعيل وتنتهي برواية (كتاب الأمير) لواسيني الأعرج. الكتاب يمثل دراسة مرحلة هامة في علاقة العرب بالآخر وهي ما بعد أحداث سبتمبر، حيث ظهرت إشكالية العلاقة بالآخر، لتأتي أهمية دارسة صوت الأنا في مواجهة صوت الآخر.. وحول اختيار الفن الروائي لتحليل مسألة الآخر والأنا، تعلل المؤلفة هذا بأن الفن الروائي يستطيع من خلال إمكانياته السردية والجمالية فضح أوهام الذات وانحرافاتها الفكرية أو الشعورية، خصوصا حين تسجن الآخرين في انتماءات ضيقة مذهبية أو عرقية. وتستنتج الباحثة السورية، إلى أن أجدادنا لم يشعروا بالخوف على هويتهم حين انفتحوا على ثقافة الآخر، لأنهم كانوا أقوياء واثقين من أنفسهم حتى عصر النهضة.. لتعرج المؤلفة بعد ذلك على شرح جملة من المفاهيم الإجرائية كالهوية والذات والآنا والآخر، لتلج عوالم الرواية العربية، محللة الأنا والآخر في الروايات التي خضعت للدراسة.