تكمن فكرة الأسلحة الناعمة (غير الفتاكة) في شل حركة الإنسان تماماً، إلا أن الناقدين لهذه الاسلحة يعتقدون أن الأبحاث العسكرية التي أجريت على هذه الاسلحة الكيميائية ربما تمثل انتهاكاً للمعاهدات الدولية للأسلحة الكيميائية التي تحظر استخدام هذه الأسلحة، كما يخشى بعض الخبراء من وقوع هذه الأسلحة أو طريقة صنعها في أيدي المجرمين أو الارهابيين. ان المشكلة الكبرى التي لم تحل حتى الآن هي كيفية تطوير أسلحة غير فتاكة تؤثر في الناس بنفس المستوى ودون إحداث أضرار دائمة للإنسان. ويعرف خبراء التخدير مدى صعوبة ذلك، حيث يجب معايرة الجرعات بدقة على أساس وزن المريض وطوله وعمره. وعندما تم نشر الغاز ضد الارهابيين في مسرح موسكو (23 اكتوبر 2002م) وهو عبارة عن ايروسول مستخلص من مادة الفينتانيل القاتلة، كان رشاً عشوائياً دون مراعاة لقاعدة التساوي على مئات الأشخاص في وقت واحد. وقد قامت الولاياتالمتحدة بالبحث عن تقنية أخرى للردع والإصابة وشل الحركة، ومنها أسلحة الموجات الكهرومغناطيسية القصيرة جداً، والميكروويف والأجهزة السمعية. ومن هذه الاجهزة تطوير وميض يسبب الألم ويطلق موجات قصيرة تحدث زيادة فورية في درجة حرارة الجسم دون أن يكون لها آثار مرضية مزمنة. وقد تطوع نيك نيكولاس رئيس فريق العلماء في معمل الأبحاث التطبيقية في جامعة ولاية بنسلفانيا بالولاياتالمتحدة، بتعريض نفسه لهذه التقنية حيث يقول :" لقد شعرت بارتفاع كبير في درجة الحرارة، كما لو كنت حول مصباح كهربائي مضيء .. إلا ان هذا الجهاز لا يستطيع إطلاق وميض عبر الحوائط، كما أن الهدف منه هو مجرد إحداث الخوف والحذر، وليس احداث الإعاقة أو الموت . كما طورت الولاياتالمتحدة نموذجاً لأسلحة سمعية غير قاتلة تقوم على أساس تركيز ومضات طاقة سمعية بشكل كبير تتسبب في إحداث رنين في أعضاء الجسم، وتصيب الهدف بالشلل والعجز المؤقتين. وتتمثل ميزة هذين الاسلوبين في أنها لا تشبه الاسلحة الكيميائية في مشكلة مخاطر زيادة الجرعات، بالإضافة إلى كونها ملائمة في الأماكن المزدحمة بالسكان، وعلى عكس الأسلحة الكيميائية فإن هذه الاجهزة يمكن إيقافها عن العمل فوراً أو تخفيض قوة عملها. إن الاجهزة الناعمة أو الاسلحة الناعمة هي أسلحة لحماية الإنسان من الموت أو القتل غير المتعمد مع ضرورة ايقاف الإجرام أو الارهاب. ومن أجل ضمان ذلك فقد وقعت الولاياتالمتحدة برنامج أبحاث مكثفا للآثار البيولوجية لهذه الاسلحة الناعمة. بقيت كلمة يجب أن تقال في هذه التقنيات وهي أن العدل والمساواة والحرية هي أقوى الأسلحة الناعمة التي يمكن أن تجعل الارهاب في أدنى حالاته حتى يمكن أن يقل أو يتلاشى في يوم من الأيام، فهل يتحقق ذلك ..؟!!