كشفت صحيفة صنداى تايمز البريطانية أمس الأول عن أن إسرائيل ربما تلجأ لاستخدام قنابل «كهرومغناطيسية تشل بها إيران وتعيدها «بحسب الصحيفة» إلى العصر الحجري، وذلك لمنعها من حيازة اسلحة نووية فماهي القنبلة الكهرومغناطيسية؟ هى تلك الأسلحة التى تهاجم الضحايا من مصدر مجهول يستحيل أو يصعب رصده مثل أسلحة موجات «الميكرو» عالية القدرة..التي تستطيع في لحظة واحدة أن تقذف بالحضارة والمدنية الحديثة مائتى عام إلى الوراء.. وذكرت مجلة «Popular Mech» الأمريكية ان أية دولة أو مجموعة تمتلك تكنولوجيا الأربعينيات تستطيع تصنيع هذه القنبلة. وقد برزت خطورة وتأثيرات هذه القنبلة في حرب الخليج الثانية.. وتقول مجلة «News- Defense» ان الولاياتالمتحدة استخدمتها «في الأيام الأولى من الحرب.. وأمكن بواسطتها تدمير البنية الأساسية لمراكز التشغيل وإدارة المعلومات الحيوية مثل الرادارات وأجهزة الاتصال بالأقمار الصناعية وأجهزة الكمبيوتر والميكروويف والإرسال والاستقبال التليفزيوني العراقي. وكذا أجهزة الاتصال اللاسلكى بجميع تردداتها.. وتختلف الأسلحة الكهرومغناطيسية عن الأسلحة التقليدية في ثلاث نقاط.. * قوة دفع الأسلحة الكهرومغناطيسية تعتمد على موجات تنطلق من خلال مولد حراري أو ضوئي أو حتى نووي وليس على تفاعل كيميائي نتيجة احتراق البارود. والقذيفة هنا هي موجة أو شعاع ينطلق عبر هوائي «إريال» وليس رصاصة تنطلق من مدفع أو صاروخ. وفيما تصل أقصى سرعة للقذيفة العادية 30 ألف كم/ث.. فإن سرعة الموجة الموجهة تصل إلى 300 ألف كم/ث (سرعة الضوء). وظهرت فكرة «القنبلة المغناطيسية» حينما رصد العلماء ظاهرة علمية مثيرة عند تفجير قنبلة نووية في طبقات الجو العليا.. أطلق عليها «التأثير النبضي الكهرومغناطيسي The ElectroMagnetic Pulse Effect «EMP ..تميزت بإنتاج نبضة كهرومغناطيسية هائلة في وقت لا يتعدى مئات من «النانوثانية» (النانوثانية = جزء من ألف مليون جزء من الثانية) تنتشر من مصدرها عبر الهواء طبقا للنظرية الكهرومغناطيسية بحيث يمكن اعتبارها موجة صدمة «Electromagnetic Shock Wave» ينتج عنها مجال كهرومغناطيسي هائل.. يولد -طبقا لقانون فاراداى- جهدا هائلا قد يصل إلى بضعة ألاف وربما بضعة ملايين فولت بحسب بعد المصدر عن الجهاز أو الموصلات أو الدوائرالمعرضة لهذه الصدمة الكهرومغناطيسية. ويشبه تأثير هذه الموجة أو الصدمة - إلى حد كبير - تأثير الصواعق أو البرق.. وتصبح جميع أجهزة الكمبيوتر والاتصالات معرضة لتأثيرات، خاصة أن جميع مكونات هذه الأجهزة مصنعة من أشباه الموصلات ذات الكثافة العالية من أكسيد المعادن (MOS) تتميز بحساسية فائقة للجهد العالي العارض Transient .. بما يسفر عن انهيار هذه المكونات بواسطة التأثير الحراري الذي يؤدي إلى انهيار البوابات Gate Breakdown فيها. وحتى وسائل العزل والحماية الكهرومغناطيسية المعروفة بوضع الدوائر داخل «شاسيه» معدني، فإنها لا توفر الحماية الكاملة من التدمير.. لأن الكابلات أو الموصلات المعدنية من وإلى الجهاز سوف تعمل كهوائي Antenna يقود هذا الجهد العالي العارض إلى داخل الجهاز. وبذلك تصبح جميع أجهزة الكمبيوتر ومنظومات الاتصال وأجهزة العرض بل وأجهزة التحكم الصناعية بما فيها إشارات المرور والقاطرات وأبراج المراقبة الجوية للمطارات والهواتف المحمولة.. كلها عرضة للتدمير. وتعتبر تقنية المولدات الضاغطة للمجال عن طريق ضخ المتفجرات من أكثر التقنيات صلاحية للتطبيق العملي في تصميم القنابل الكهرومغناطيسية وقد تم استخدامها وتطبيقها بواسطة العالم «فوللر» في نهاية الخمسينات في القرن العشرين. ويمكن استخدام هذه التقنية مباشرة لإنتاج القنبلة أو استخدام نبضة واحدة منها لتغذية صمام ميكروويف وتتراوح شدة التيار الناتج عن هذه التقنية بين 10 - 100 ضعف التيار الناتج عن البرق أو الصاعقة. وتتركز الفكرة الأساسية في هذه التقنية في استخدام متفجرات تقوم بضغط المجال المغناطيسي ونقل طاقة كبيرة من المتفجر إلى المجال المغناطيسي. ويتم إنشاء المجال المغناطيسي البدائي في هذا النوع من التقنيات قبل بداية تشغيل المتفجرات بواسطة تيار البداية الذي يمكن الحصول عليه من مصدر خارجي مثل مجموعة مكثفات جهد عال تسمى «مجموعة ماركس» أو مولد مغنطة ديناميكية هيدروليكية صغير.. أو أي جهاز قادر على إنتاج نبضة تيار في حدود عشرات الآلاف أو ملايين الأمبيرات.. وقد تم نشر العديد من الأشكال لمثل هذا النوع.. وكان أكثرها شيوعا هو ذلك النوع الحلزوني وفيه توجد حافظة متحركة من النحاس مملوءة بمتفجر ذي طاقة عالية. عادة ما تحاط بملف كهربي نحاسي كبير المقطع ونظرًا لتولد قوى مغناطيسية هائلة أثناء التشغيل يمكنها تفتيت الجهاز قبل اكتمال وظيفته.. فغالبا ما يتم عمل غلاف للجهاز من مادة غير مغناطيسية مثل الأسمنت أو الفيبرجلاس أو مواد الإيبوكس اللاصقة أو أي مادة أخرى لها خواص ميكانيكية وكهربية مناسبة.