تسيّد مطار الملك خالد بالرياض طوال 25 عاماً الماضية مطارات دول الخليج والدول العربية بمستواه العالمي كمشروع عملاق في قطاع النقل وسفر وامتاز هذا المطار بروعة تصاميمه الهندسية وبفخامة تأثيثه وتجهيزاته الأساسية وبمساحاته الواسعة ليتماشى تلقائياً مع ازدياد حركة المسافرين السنوية في النقل الجوي تمتد لأكثر من 50 عاماً القادمة كما ان بعده عن المدينةالرياض جاء ليتواكب مع حركة المد والنمو العمراني السريع للمدينة. وفخامة مطار الملك خالد الدولي كمنشأة حضارية تزدان بها مدينة الرياض ليس بحاجة إلى مقالي أو مقالات غيري فهو مشروع عملاق يعرف نفسه بنفسه عندما يقيّم على المستوى العالمي، ولكن درجة تصنيف مستوى الخدمات المقدمة داخل المطار للمسافرين تشمل التصنيف العالمي بالطبع لا فهذه المسألة فيها نظر! فطوال 25 سنة الماضية ظل مستوى الخدمة في تراجع وأخشى ان نتأخر أكثر فنفقد هذا المركز المتقدم في ظل التنافس المستقبلي للمطارات الخليجية والتي بدأت دولتان منها الآن المراحل الفعلية في إنشاء مطارات عالمية منافسة، ولا شك بأن الخدمات السريعة المساندة هي ما يبحث عنها المسافرون في أي مطار في العالم والتي تشمل الاتصالات، المطاعم، العملة، السكن، المواصلات. ڤ فأول خدمة مهملة في المطار هي انقطاع شبكة الاتصالات الأرضية لهواتف العملة وليس الأمر متعلقاً بجهاز عملة أو جهازين إنما في جميع مواقع المطار التي يوجد بها جهاز عملة فهل يعقل ان مطاراً ضخماً مثل مطار الملك خالد بالرغم من اتساع مساحته وكثرة صالاته الداخلية والدولية إلاّ أنه يشكو من عدم وجود هاتف عمله يخدم المسافرين أو المتوقفين (بالترانزيت) في المطار فهل كل المسافرين يملكون هواتف (نقالة) وان وجدت فقد لا تعمل على شبكة الاتصالات المحلية، هاتف العملة في المطار الذي قطعت عنه الخدمة منذ حوالي سنتين ولا تزال مقطوعة بسبب مشاكل بين شركة الاتصالات والشركة التي استلمت تشغيله (فسبحان الله) هل تمنع الخدمة الهاتفية عن مطار دولي بسبب خلاف بين شركتين! وكم بقي من سنة حتى تفرج هذه الأزمة؟؟ ڤ ثانياً خدمة مهملة في المطار الذي ينقل سنوياً (90,911) مسافراً حسب آخر إحصائية وهي عدم توفر المطاعم نسبة إلى تزايد إعداد المسافرين ومرتادي المطار فطوال السنوات الماضية ظل معتمداً على الكفتيريات الصغيرة الموجودة في الصالات التي تبيع العصير والحلوى ولا يوجد في المطار سوى مطعمين للوجبات السريعة واحد أغلق والآخر لا يزال يجهل موقعه الكثير من المسافرين لأنه يقع في الطابق الأرضي ومجهز بإمكانات متواضعة جداً لا ترتقي بمكانة المطار. ڤ الخدمة الثالثة المحدودة هي عدم توفر أفرع للبنوك لتغيير العملة في داخل الصالات إنما يوجد المكاتب وتعد على أصابع اليد الواحدة فرع لبنك واحد فقط بالإضافة إلى أجهزة الصراف الآلي فهل جميع المسافرين وخاصة من العمالة الوافدة لديها بطاقات بنكية لصرف أو تغيير العملة!! وأنا استغرب لماذا ظلت هذه الخدمات ضعيفة طوال السنوات الماضية ولم تتطور ولم تواكب مستجدات السفر والنقل الجوي كما هو موجود في أغلب المطارات المتواضعة جداً في بعض البلدان كما استغرب أنه بالرغم من مرور هذه السنوات لم يدرس أو تقدم أفكار جديدة لفتح مشاريع تجارية جديدة لتنشيط الاستثمار السياحي داخل المطار وفتح قنوات استثمارية للشركات المحلية أو الأفراد الراغبين في تقديم خدمات جديدة داخل المطار مثل افتتاح محلات للتراثيات الشعبية مثل الحلي والسبح والسجاد، أو إنشاء مقاه أو مطاعم بتصاميم شعبية تخدم التعريف بالتراث السعودي، محلات الجوالات والتمور والحلويات والأزياء التراثية ولوحات الفنون التشكيلية والمشغولات والحرف اليدوية وغيرها من الأفكار، فالمطار بالفعل بحاجة إلى حركة تنشيط استثمارية مدروسة تقوم على الاستفادة من طرح هذه الخدمات التي سوف يكون عائدها على المطار وعلى المستثمر الشيء الكثير وأتمنى ان نكون قد تجاوزنا فترة الركود الماضية وان نبدأ بمرحلة جديدة من التميز في تنوع الخدمات. [email protected]