ليس ثمة شيء يسبق القدر ولو كان هناك شيء سابقه لسبقته عين الإنسان فهو المتعارف لدى عامة البشر قديما وحديثا، وجاء في القرآن الكريم التحرز وأخذ الحيطة منها كما في قصة يعقوب عليه السلام وبنيه، لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة... "ونهى الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام ولام أصحابه الكرام عندما قال(علامَ يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة وفي رواية فليبرّك فإن العين حق) فالعين تُنزل الفارس من مركبه وتورد الرجل القبر وتُدخل الجمل القِدْر، وواقع المباريات واللقاءات في هذا الزمان يُشاهدها من قرُب ومَنْ بعُد فآلاف الأعين خلف الشاشات وآلاف الأعين في المدرجات وليست كل الأعين باردة كما ينادي به المعلقون احياناً ووراء ذلك كله معلّقون وواصفون يُراقبون الحدث ويُعقّبون على مُجريات ما يدور وراء وأمام المستديرة -المجنونة - ما بين مُبدع فيها ومُخفق في اللحاق فيها ليس في اللاعب وحده بل حتى الأندية ورؤساءها ينالهم ما ينالهم، كم من لاعب اغتنى من فقر وكم من لاعب أيضاً دخل موسوعة جنس وكم من لاعب مغمور اشتهر بعد ركلة كورة يلهث وراءها وكم من لاعب شابَ في لعبه ووصل إلى ما وصل إليه من الخضرمة والبطولة. ذكرتُ فيما ذكرتُ في مُستهل مقالي ومقدمته أن العين حق وأنه حين يبدع اللاعب أو يغتني يكون عُرضة لأعين الناس فإن كل ذي نعمة محسود والمشاهد للمباريات والمتابع لها يسمع أحياناً من بعض المعلقين والواصفين للمباراة وكأنه يذكّر المشاهد والمتابع لتميز هذا الحكَم وقوة شخصيته في الملعب أو عطاءات ذاك اللاعب وما يُقدمه من إبداعات مع تقدم سنه وعمره في الملاعب، وما أن يُطلق الحكَم صافرته مُعلنا نهاية المباراة إلاّ ونتائج مدح المعلق تكون حاضرة بعينه أو بعيون مَنْ خلف الشاشات! في مباراة الوحدة والنصر الفائتة منذ بداية المباراة والمعلق يُشيد ويمدح بحكم اللقاء وأنه لم يُشهر بطاقة حمراء منذ توليه التحكيم في دوري زين للموسم الحالي، وكأنه يهمس في أذن حكم اللقاء همساً خفيفا، وفي الدقائق الأخيرة من عمر المباراة إلاّ وأشهرها في وجه مدافع النصر خالدالغامدي، هذا ربما ضرب من ضروب العين التي تلحق باللاعبين والحكام، أرجع لاعبون ورؤساء أندية وحكام لقاءات وأندية إخفاقاتهم وهبوط مستوياتهم وما يحصل لهم من كبوات إلى إصابتهم بالعين ولا يُنكر ذلك عاقل غير أن عوامل أخرى تكون سبباً رئيسياً في تلك الكبوات والإخفاقات، إعلام وعقود ورواتب وجماهير وغيرها كثير علمه من علمه وجهله من جهله. برّك يا معلق أثناء المديح والإطراء المستحق حتى وغير المستحق، ربما رمية بغير رامٍ والعين تقع بفطنة كما يقولون أو تذكير غافل كما يزعمون. فكل مَنْ يُرى من خلال الشاشات أو لحقته شهرة في ملعب أو استديو تحليل أو حتى مراسلو المايكات في أرضية الملاعب وناقلو الحدث مُعرضون لما ذكرتُ فعلى الجميع التحصّن بالأوراد الشرعية والأذكار اليومية قبل الدخول إلى أرضية الملاعب أو الظهور على الشاشات ومواكبة الأحداث، ليسلم من شر شياطين الإنس والجن، والمحفوظ من حفظ الله " فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين" * بريدة