يخوض الإنسان يومياً في حياته حالة حربٍ مع الوقت، ومع نفسه، بل ومع الآخرين، من أجل السعادة. ومن خلال المتابعة أرى "التوبيكات" أو التعريفات الرمزية للشباب والفتيات فيها بعض القنوط أحياناً. ويبدأ القنوط من حالة طفش تبدو عابرة، إلى عبارة خطيرة تقريرية هي أن "الحياة مملة". من يوقف سعادته بحصول شيء لايمكنه أن يكون سعيداً. يمكن للفتاة أن تسعد وتبتهج حتى وإن لم تتزوج، والكل عنده منغصات، لكن تستمر الحياة وتتجدد السعادة. والسعادة لا تأتي فجأةً بل نصنعها نحن، وكلما تصورنا العالم أفضل رأينا ما حولنا بشكلٍ أفضل. وكل ما ينغصك حاول أن تعالجه أو أن تبتعد عنه. الموسيقى الحزينة ليست ضرورية يمكن استبدالها بموسيقى فرحة. الأخبار الدامية يمكنك أن تستبدلها بمباراة أو بفيلم، الحياة سهلة. حتى المال إذا زاد على حده انقلب إلى ضده. يقول أورسولاكيه لي جوين:"عندما لا تكتفي بنفسك فلا يوجد شيء آخر في الدنيا يكفيك، المال لا يقود إلى السعادة بل هو نفسه في الواقع الذي يجعل السعادة بعيدة المنال لأنه يسلب الحافز على عمل مجهودٍ كبير، إنه يجعل الأمر يبدو وكأنه غير ضروري لخوض رحلةٍ بطولية، ثم تحل محاولة شراء المتعة محل رحلة البطولة لسد الفراغ". المال يكون مهلكة أحياناً بدليل الفنانين واللاعبين والمليارديرات الذين يستسلمون للملل واليأس بعد أن يغرقوا بالليالي الحمراء وربما المخدرات بعد أن يملكوا الملايين. السعادة تنبع من الداخل ولا تأتي من الخارج. يقول مهدي الموسوي في كتابه الجميل:"أسرار الحياة الطيبة":"هناك مشاكل كبيرة لا يحلها المال بل ربما سبّب المال مشاكل كثيرة جديدة للإنسان، المال قد يحطّم الإنسان الذليل، وقد يرفع الإنسان النبيل، الراحة ليست بما نملكه من المال. الفقر التام هو عندما لا نملك غير المال، والثروة الحقيقية هو الفرح الذي تمنحه لنا أموالنا، والغاية هي الكفاف". السعادة سهلة لكنها تحتاج إلى خطة ورؤية، وحينما نحيط أنفسنا بأناسٍ سعداء ومبتهجين فإنهم يكسبوننا الطاقة الإيجابية الخلاقة التي تجعل اليوم مشرقاً، وتجعل لكل شيء مذاقاً مختلفاً وعظيماً. السعادة من الذات تنبع ومن ثم المحيط. بآخر السطر، يا أهل التوبيكات دعوكم من التشاؤم الذي يؤذي الآخرين ولا يسعدهم، وفكروا بما يحيط بكم من إيجابيات. الخطأ الكبير حين نتشاءم ولدينا كل أسباب السعادة..