من الظواهر التي أتمنى وغيري أن تنتهي، وأن لا أراها أبداً ظاهرة التسول التي أصبحت احترافاً ومهنة مع الأسف الشديد.. ومع المتابعة والمنع إلا أننا لا نزال نراهم في بعض المساجد وعند الإشارات المرورية، وعند الصرافات الآلية وفي أماكن عديدة، يدورون ويجولون نساءً ورجالاً وأطفالاً، وهذا بلا شك مقزز جداً، ومن يرَ لباسهم يعتقد أنهم سعوديون وهم ليسوا كذلك، لأنهم يستخدمون حركات الوجه واليدين للتعبير والاستجداء دون كلام، كما يتواجدون داخل المجمعات التجارية الكبيرة، يرقبون من يدخل ليختاروا عينة يتوقعون أنها الأسهل، ليلحقوا بها ويستجدوا بأساليب تستجلب العواطف خاصة بعض النساء وهي تحمل طفلاً رضيعاً، وإن كان المستهدف مع أطفاله فهي فرصة ليتعاطف معهم.. والمشكلة أن الأمر أصبح صناعة تسول وتمثيل بشكل احترافي. (الزميل إبراهيم الخضير استشاري الطب النفسي سبق أن تناول هذا الموضوع، وعرض له من خلال الرؤية النفسية الطبية المتخصصة؛ حيث يذكر أن (هناك عصابات منظمة تُدير شبكات التسول والاستجداء، بأساليب احترافية وتستغل أماكن إستراتيجية ومواقع يسهُل فيها محاصرة الناس والإلحاح في الطلب، ما يجعل بعض الأشخاص أحياناً يُعطون أي مبلغ بسبب مللهم من الإلحاح والاستجداء والتصاق المتسوّل بالناس وخاصةً من يبدو عليه أنه ميسور، أو أصحاب السيارات الفارهة والفخمة. ويشير د.الخضير إلى أن اختيار الأماكن ليس اعتباطاً، والأشخاص الذين ينتقون وضع الأشخاص المتسولين في الأماكن التي يختارونها لهم يضعون هؤلاء المتسولين، كلاً في المكان المناسب له؛ ويقومون بتوزيع المتسولين والمتسولات، من الأطفال الصغار ومن النساء اللاتي يحملن أطفالاً وكذلك رجال كبار السن وبعضهم بهم عاهات تُثير الشفقة. ويؤكد هناك دراساتٍ كثيرة أُجريت على المتسولين وتبيّن أنهم جماعات محترفة يتسولون بطرقٍ مختلفة، ويختارون لكل نوعٍ من التسّول الشخص المناسب له). مثل تلك الظواهر تحتاج لحزم في تطبيق النظام بخصوص ممارسي تلك المهنة من قبل كافة الجهات المعنية، كما أتمنى وضع ملصق بحجم مناسب سواء عند أبواب المساجد الخارجية أو غيرها يحدز ويمنع التسول ويكون بشكل وحجم موحد، ويكون موقعاً من جميع الجهات الحكومية المعنية، لتحذير الناس ولتنبيههم ويوزع على المساجد وغيرها..