عرض مقاتلو المعارضة السورية إطلاق سراح 21 فلبينيا من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إذا استطاعوا تسليمهم إلى الصليب الأحمر، بحسب ما ذكره متحدث باسم الجيش الفلبيني امس الجمعة. وقال الكولونيل أرنولفو بورجوس للصحفيين في مانيلا: "قوات المعارضة السورية مستعدة لإطلاق سراح عناصر حفظ السلام". أفراد من القوات الدولية لحفظ السلام يستعدون لعبور معبر القنيطرة الحدودي مضيفا "إنهم يرغبون في أن يتسلمهم الصليب الأحمر". وأوضح أن مقاتلي المعارضة السورية يرغبون في ضمان "أرضية آمنة" لإطلاق سراح الفلبينيين الذين ألقوا القبض عليهم في مرتفعات الجولان يوم الأربعاء الماضي. وقال المتحدث باسم الخارجية الفلبينية راؤول هرنانديز إن "المفاوضات جارية". وتابع: "كنا نتوقع أن يتم إطلاق سراح عناصر حفظ السلام ال 21 هذا الصباح "امس"، لكن هذا لم يحدث.. نحن نواصل المفاوضات مع جميع الأطراف المعنية لنتأكد من إطلاق سراحهم على الفور". وتحدث المسؤولون الفلبينيون بعد يوم من قول مقاتلي المعارضة السورية إن إطلاق سراح عناصر حفظ السلام مشروط بانسحاب قوات الحكومة من الجزء الجنوبي المضطرب من سورية. يذكر أن الفلبينيين المحتجزين جزء من فرقة حفظ سلام فلبينية من 300 فرد وصلت في تشرين ثان/نوفمبر للانضمام إلى قوات حفظ السلام التي تنفذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجولان الذي أبرم بعد حرب أكتوبر عام 1973. وظهر بعض الأسرى في مقطع فيديو بث على موقع يوتيوب بدون أن يلحق بهم أذى وقالوا إنهم في أمان ويلقون معاملة جيدة من جانب المعارضين. وقال أحدهم "إلى أسرنا، نأمل أن نراكم قريبا. نحن بخير هنا". وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون احتجاز عناصر حفظ السلام، قائلا إنه يتعين على جميع الأطراف احترام حرية حركة وسلامة وأمن هؤلاء. واعلن مسؤول في الاممالمتحدة الخميس ان على المنظمة الدولية ان "تكيف" وجودها في هضبة الجولان لدواع امنية وقد قلصت فعلا دوريات مراقبيها اثر قيام معارضين سوريين باحتجاز 21 منهم. وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته "علينا ان نتكيف (مع الوضع الجديد) لعدم تعريض طواقمنا للخطر"، مضيفا "علينا بالتأكيد ان نقلص الدوريات وقد قمنا بذلك". واكد ان المفاوضات مستمرة لضمان الافراج عن المراقبين، وهم عناصر في قوة مراقبة خط فض الاشتباك في هضبة الجولان المحتلة وجميعهم فيليبينيون. واوضح المسؤول "اننا نلجأ الى كل القنوات للتواصل مع الحكومة السورية ومع المعارضة من دون اي نتيجة حتى الآن"، لافتا الى ان الاممالمتحدة "ليس لديها فكرة واضحة الى الان" عن طلبات محتملة للخاطفين. من جهتها، اوضحت متحدثة باسم دائرة عمليات حفظ السلام ان المراقبين المحتجزين "كانوا يحملون اسلحة خفيفة للدفاع عن انفسهم". وفي عملية خطف هي الاولى من نوعها منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل عامين، احتجز مقاتلون معارضون 21 مراقبا فيليبينيا ينتمون الى قوة الاممالمتحدة المكلفة منذ 1974 ضمان احترام وقف اطلاق النار بين اسرائيل وسوريا في هضبة الجولان المحتلة. واعلنت مجموعة سورية معارضة تطلق على نفسها اسم "لواء شهداء اليرموك"، مسؤوليتها عن خطف المراقبين الفيليبينيين. وأعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، معاذ الخطيب أنه تم نقل العناصر ال21 من قوات حفظ السلام (أندوف) إلى مكان آمن بانتظار تسليمهم إلى منظمة الصليب الأحمر. وأشار الخطيب في تصريح لشبكة "سي أن أن" الأميركية إلى أن "موكب الأممالمتحدة كان معرضاً للخطر، الأمر الذي استدعى نقلهم إلى مكان آمن" مبيناً بأن تلك المنطقة تعرضت للقصف خلال الأيام السبعة الماضية، على يد القوات النظامية عندما تم احتجازهم من قبل المعارضة.