في وقت افتقدنا فيها للمواهب في الساحة الرياضية ظهرت موهبة مهاجم النصر سعود حمود والتي توقع الكثير بأن يكون له إشراقة رياضية ومستقبل زاهر سيخدم ناديه والمنتخب باعتبار أن ما قدمه في فترة قصيرة مع فريقه والمنتخب الأولمبي والأول كان عنوانا لمشروع لاعب قادم وبقوة وقدم أيضا بالإضافة لمستواه وإمكانياته أخلاقاً عالية وحضوراً متميزًا على مستوى الانضباط والالتزام وكسب معه رضا الكثير من المتابعين. فبالتأكيد كان تواجده أمرا مهما ومطلباً عاماً ولعل تعرضه للإصابة في بداية مشواره الرياضي كان بداية النهاية التي زادت من الضغوط عليه وافقدته الثقة بنفسه في ظل غياب الثقافة والمتابعة والتأهيل والمراقبة انتقل معها إلى مرحلة جديدة ومؤلمة في تاريخ أي لاعب فالمسألة ليست عودة من إصابة أو تراجع مستوى أو زيادة وزن بقدر ما هي إفلاس فكري ورياضي وقلة وعي وثقافة وخروج عن النص وتعدي الخطوط الحمراء وخدش للحياء في ظل لحظات تغيب فيها الأخلاق ويكون اللاعب هو الخاسر الأول فيها. لا أريد أن أزيد من الضغوط التي يواجهها سعود حمود والحالة النفسية التي يعيشها ولكن أؤكد عدم رضانا عن ما صدر منه ولا نقبل أي تبريرات لها وأقدمه هنا أنموذجا لثقافة العديد من لاعبينا وكيفية تعاملهم مع الظروف التي يمرون فيها فقد يكون من السهل اكتشاف موهبة أو بروز نجم ولكن تكمن الصعوبة في صقلها وتطويرها والحفاظ عليها وإكسابها جميع مقومات النجاح وإبعادها عن المؤثرات السلبية والتي قد لا يستطيع اللاعب المبتدئ بفكره البسيط وخبرته المحدود السيطرة على انفعالاته ومقاومة ما حوله مؤكدا انعدام الثقة وقلة الثقافة وغياب الفكر وسلبية المحيط الرياضي والاجتماعي من حولهم في كيفية احتواء مثل هذه الأمور والتي يفترض أن تجعل اللاعب يتجاوز أصعب الأمور ويحافظ على تواجده لأننا لا نريد أن نفتقد أي مواهب رياضية. أتمنى أن يعود سعود حمود اللاعب الذي عرفناه بأخلاقه وانضباطه ومستواه الفني فالمشوار أمامه لا يزال في بداية الطريق خصوصا في ظل ما يتمتع به من امكانات ومستوى تؤهله للعودة من جديد باعتبار أن ما مر قد يعد دروساً وعبراً عليه الاستفادة منها مستغربا هنا وقفة البعض معه في تصرفاته التي احرجت ناديه وجمهوره في مهمة وطنية كان عليه أن يكون فيها مثالا يحتذى به وسفيرا لوطنه مع باقي زملائه. * الرياض