مع موجة الاتصالات وأساليب النقد والتعبير نشطت حالة من جلد الذات العجيبة. انتقادات فيها الكثير من السخرية؛ بل واليأس أحياناً. مثلاً أثناء تسليم جوائز الأوسكار خرجت الكثير من "الهاشتاقات" تعلق على موضوع الأوسكار مقارنين حالة العرب والسعوديين. تتساءل مع كل موجات النقد تلك أين هي مميزاتنا ومواصفاتنا الجميلة؟! ألا نزال نرزح تحت براثن النقد الشديد للذات. الأمير سلطان بن سلمان كتب مقالة قبل أيام مدافعاً عن الفرد السعودي ضد مقالة الزميل علي الموسى التي حشد فيها مواصفات للفرد السعودي حين تقرؤها تتعجب من هذا التحشيد للسلبيات ضد الإنسان السعودي، الأمير في رده قال: "ولو تجاوزنا الجانب التاريخي لمواطن هذه البلاد الذي عاش على أرضها الطاهرة بانياً ومصلحاً ومثابراً، لم تخضعه الحاجة (أيام شظف العيش وقلة الموارد) للتنازل عن مبادئه وقيمه، فإنه لا يسوغ من أي منصف أن يعمّم بعض السلبيات الفردية على أنها صفات تسري على الملايين من مواطني هذه البلاد الذين يعملون بتفان وإخلاص لحماية وطنهم وتطويره وخدمته، وهذا للأسف ما يفهم من مقالة د. الموسى الذي يقول "هذا هو السعودي" بدل قوله إن هذه صفات غريبة لا تمثل المواطن السعودي"! تذكرني حالة السخرية القوية للسعوديين ضد أنفسهم وجلداً لذواتهم بالحالة التي وصل إليها الإنسان المصري في السخرية قبل الثورة وبعدها، النكتة والسخرية كما أنها تصدر من إبداع فإنها تصدر أحياناً للتعبير عن اليأس، وما أسوأه من مرض حين يسخر فرد من المجتمع أو حين يسخر المجتمع من نفسه. ثمة فرق كبير بين النقد وبين جلد الذات، النقد ضروري للإفلات من قبضات العيوب ونزعات السوء التي تحيط بالفرد أو بمجتمعه. مما قاله سلطان بن سلمان في مقالته: "والمواطن السعودي، أولاً وآخراً هو إنسان، وبالتالي ليس كاملاً أو بدون أخطاء، ولكن التعميم بالسلبية على إنسان هذه الأرض المباركة أمر غير مقبول منطقياً، وفي رأيي أنه لا يمت للواقع والإنصاف بأي صفة"! بآخر السطر؛ فإن الإنسان السعودي ليس خيراً محضاً وليس شراً محضاً بل يعتريه ما يعتري غيره من الأمراض والمساوئ، ولا يمكن أبداً أن نعتبر صفة واحدة لفرد على أنها الصفة الشاملة لعشرين مليون سعودي!