قام الدكتور عمر المفدى المتخصص في مراحل النمو وعلم النفس والمؤلف التربوي الأكاديمي، بدراسة تضمنت زيارة إحدى مدارس التعليم العام، وأجرى خلالها اختبار قياس القدرات العقلية والذكاء لمجموعة من الطلاب، والذين كانوا مصنفين ضمن متدنيي التحصيل الدراسي وفق النتائج والتقييم المدرسي، وبعد نهاية الاختبار وتصحيح النماذج، لاحظ بأن هناك إجابات رائعة، استثمر الدكتور عمر تلك الفرصة، فوظف الموقف لصالح الطلاب ولتعزيز قدراتهم النفسية، وقال لهم "إجاباتكم تفوق مستوياتكم التعليمية" ، واستطاع استخدام الإيحاء والتعزيز وتغيير القناعة الشخصية التي اعتنقوها حول أنفسهم، العجيب هو أن نتائج الدراسة العملية والفعلية أنهم في الاختبارات الدراسية اللاحقة قدموا نتائج متميزة أذهلت معلميهم وأولياء أمورهم. أعرض تجربة إضافية حدثت معي، لا تخلو مدرسة من المشاغبين الأبرياء، وبحكم الوظيفة الإرشادية، يستدعي إرسال الطالب إلي بعد تكرار الملاحظة واستنفاد كافة الوسائل الأولية لمعالجة الوضع، وبما أن هناك اختلافا في استجابة الطلاب للحوار والمناقشة والتعاون، فقد حاولت استعمال الإيحاء الإيجابي، فإذا أخبرني معلم بمعاناته مع أحد الطلاب، أسعى لتوظيف المقابلة إيجابيا، فحين يأتي الطالب أشكره كثيرا، وأثني على أخلاقه الرائعة وأقول لقد أخبرني أحد الأساتذة بأنك تصرفت بأسلوب جميل، وقد نسيت الحادثة التي أخبرني المعلم بها بسبب كثرة الطلاب، لكن المهم هو استحقاقك لهذه الجائزة ثم أقدمها له كهدية تحفيزية. ما أن يستلمها إلا وتراه في غاية الخجل والحياء والاحمرار، ويبدأ في التلعثم المصحوب بعبارات وكلمات الشكر والعرفان والثناء، وبعد متابعتي لبعض النماذج، رأيت هناك تحولا ملموسا في سلوك بعض الطلبة، لدرجة التحسن الدائم للأفضل. قال أطهر الخلق وأفضلهم في الحديث الشريف: "الكلمة الطيبة صدقة" وكان يعجبه الفأل فلما سئل عنه قال: "الكلمة الطيبة"، الساحة التربوية والتعليمية والحياة عموما هي فرصة ثمينة لنشر وبث الكلمات الإيجابية في نفوس وأذهان وقلوب الناشئة على وجه الخصوص والناس بشكل عام.