عندما عقد وزراء خارجية دول الخليج اجتماعهم الأخير مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خرج الأمير سعود الفيصل من الاجتماع ليقول للصحفيين الذين احتشدوا في المركز الإعلامي في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون إن تسليح المعارضة السورية واجب، في المقابل كان لدى كلينتون رأي مختلف بأن واشنطن ستكتفي بدعم " غير فتاك " للثوار. وبين الاجتماع الذي عقد في يونيو الماضي، واجتماع يعقده الوزراء الخليجيون اليوم لم تتغير المواقف كثيراً فرئيس الدبلوماسية الأميركية المخضرم جون كيري الذي خلف هيلاري كلينتون في منصبها عاد لتوه من اجتماع أصدقاء سورية في روما، وهناك عاد ليردد أن بلاده تكتفي بالدعم " غير الفتاك " للثوار، مع أن الخبراء والمحللين يرون في الموقف الأميركي الأخير في روما حلحلة من ناحية نوعية الدعم المقدم، الأمر الذي رأت فيه موسكو أنه يشجع على تسليح المتطرفين على حد قولها. وتبدو نغمة التفاؤل عالية بحديث الأمير سعود الفيصل عقب المؤتمر بأن المجتمعين عبروا عن ضرورة تغيير المواقف وأن الاجتماع ركز على تقديم الإمكانات للشعب السوري للدفاع عن نفسه. لكن الموقف الاميركي مازال يعوّل على الحلول السياسية للأزمة السورية، وتم تأكيد ذلك عندما تحدث كل من أوباما وبوتين عبر الهاتف واتفقا على ضرورة الدفع بعملية سياسية انتقالية لوقف العنف في سورية بأسرع وقت ممكن، ويبقى الموقف الاميركي محيراً فيما يخص التسليح الذي تراه بعض الدول أمراً حاسماً لتمكين الناس من الدفاع عن انفسهم بينما تراه واشنطن خطراً استراتيجياً من ناحية ومتطلباً مرحلياً من ناحية أخرى. في الجهة المقابلة يبدو أن الملف النووي الإيراني سيكون حاضراً على طاولة الاجتماعات خصوصاً بعد جولة المفاوضات الاخيرة التي اختتمت قبل أيام في ألماآتا - كازاخستان - بتفاؤل شبهه وزير الخارجية الايراني على أكبر صالحي ببداية ذوبان الجليد خصوصاً مع عرض قدمه الاتحاد الاوروبي وصفه كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي بالعرض المقبول ليعود ويؤكد في ذات الوقت بأن بلاده لن توقف التخصيب عند نسبة 20% كحق لها. في ذات الوقت تخشى دول "الخليجي" من صفقة بين الدول الكبرى وإيران يتم فيها تحييد دول مجلس التعاون، وهو أمر ألمح له الامير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره النمساوي ميخائيل شبيندلغر، عندما قال بأن المملكة لا تبحث عن تسويات للملف النووي الايراني بل عن اتفاق، وتنظر المملكة ودول الخليج بقلق وتخوف تجاه هذه الملف الذي تطالب طهران بضرورة تبديد المخاوف حوله. وبشكل متصل يرجح أن يبحث الاجتماع الذي يعقده الوزراء الخليجيون مع المسؤول الأميركي منظومة الدرع الصاروخي التي تم بحثها في منتدى التعاون الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدة ودول الخليج وتهدف واشنطن من خلالها إلى حماية المنطقة والتنسيق فيما يسمى التكامل العملياتي، وهو مشروع أحاله الخليجيون إلى اللجنة الامنية المختصة. وتأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمنطقة في اطار جولة يقوم بها حالياً شملت ألمانيا وايطاليا وتركيا ومصر التي وصلها مساء أمس في وقت تشهد فيه البلاد توترات سياسية مصحوبة بأزمة اقتصادية حادة. ويفترض ان يكون كيري قد التقى الرئيس المصري وعددا من القادة السياسيين المصريين.