شيع جموع غفيرة من المواطنين والمقيمين عقب صلاة عصر الخميس ضحايا حادث الباص الأليم الذي ازهق أرواح ستة أطفال من مدرسة الحصان العالمية في أجواء حزن باكية بأسى وحسرة ومساء مأساوي في تاريخ الجبيل. ووري جثمانهم في مقبرة الجبيل وهم مصريان وباكستانيان واردني وطفلة سودانية لقوا مصرعهم الأليم والمفجع نتيجة تهور سائق مراهق عمره (17عاماً) يدرس الصف الثاني ثانوي بالجبيل الصناعية قاد مركبته بتهور بسرعة تجاوزت 200 كم في الساعة محاولاً التجاوز عبر كتف الطريق المخصص للطوارئ ما نتج عنه فقدان السيطرة على مركبته التي انحرفت للطريق الآخر المقابل لترتطم بالباص الذي يقل 20 طفلاً وطفلة توفي منهم ستة وأصيب الآخرون بإصابات خطيرة. وقد خرج جميع المصابين أمس ما عدا حالة واحدة لطفل سري لانكي يعاني من إصابات خطيرة في الدماغ وكسور مع استئصال للطحال ولا يزال طريح العناية المركزة في مستشفى المانع بالجبيل الصناعية يرافقه والدته التي أعلنت ل "الرياض" عن حزنها العميق لتلك الفاجعة التي زلزلت كيان أهالي الجبيل في يوم مأساوي في تاريخ الجبيل مطالبة بعدم التهاون في محاكمة المتسبب في الحادث. إلى ذلك أقيم عصر أمس الجمعة مراسم عزاء في مقر المدرسة العالمية بالجبيل الصناعية بتواجد أسر الضحايا ومنسوبي المدرسة في مشهد مهيب وحالات بكاء وتأثر كبيرين لكل من حضر في ظل تواجد مسؤولين دبلوماسيين من جنسيات الضحايا الذي ارتسمت على محياهم ملامح الحزن والاستهجان لهذه الكارثة غير المسبوقة في تاريخ الجبيل. من جهته نفى في حديث ل "الرياض" مدير مدارس الحصان العالمية اسماعيل الأقرع تسبب سائق الحافلة في الحادث مشيراً إلى أنه مؤهل جداً بخبرة 10 سنوات ولم يتسبب طيلة فترة عمله في أي حادث علماً بأن جميع الباصات مزودة بخدمة جي بي اس لمتابعة حركة سير الباص مع وجود معلم ومعلمة في الباص يرافقون الأطفال في ذهابهم للمدارس وعودتهم لمنازلهم، ولكن السائق فوجئ بالاصطدام العنيف من مؤخرة الجانب الأيسر الذي تسبب في مقتل الأطفال الأبرياء على الفور حامداً الله على سلامة الأطفال الآخرين مشيراً إلى أن هذا الحادث المفجع هو الأول من نوعه في تاريخ مدارس الحصان. إلى ذلك عمت حالة من الحزن العميق والذهول والبكاء المستمر في أوساط الجبيل من أهالي ومقيمين عرب وأجانب لهذا المصاب الجلل ولا سيما في أوساط عوائل ومنسوبي المدارس العالمية حيث قالت ل "الرياض" الأستاذة عدوية أبو هليل التي لم تكف عن البكاء وهي والدة طفلة تدعى عبير في الصف الثالث في المدرسة أن ابنتي تعيش حالة صعبة جداً لمقتل زملائها وزميلاتها ولم تتوقف عن البكاء والصراخ والحزن العميق والأسى والحسرة وتلك لحظات لا يمكن نسيانها، مستغربة بشدة هذا التهاون والإهمال من السائقين المراهقين الذين خلفوا مئات الضحايا. ومن جانبها ذكرت الأستاذة مريم باحمدين والدة الطفل يوسف في المدرسة ان ابني دخل في نوبة بكاء شديدة شملتنا جميعاً لمصرع زملائه ولا تعلم كيفية إعادة تأهيله نفسياً وباقي أطفال وعائلات المدرسة المنكوبة بسبب تهور سائق مراهق. أجواء من الحزن مخيمة على الجميع