الجبيل – حمد آل مطير، محمد الزهراني العبدالكريم: حالة المصابين مستقرة وسيغادرون المستشفى خلال أيام. والدة الطفل «معاذ» ل الشرق: عِشنا لحظات صعبة وأصبح نمط الحوادث يُخيفنا. استأصل الأطباء طحال الطفل السريلانكي «معاذ شريف» الذي أصيب أمس الأول في تصادم سيارة لاندكروزر بحافلة للطلاب في الجبيل، فيما بدأت حالته تتحسن على حد ما وصف المدير العام التنفيذي والمدير الطبي لمستشفى المانع الطبي في الجبيل الصناعية الدكتور رضا الشرفا، في تصريح ل»الشرق»، وقال إن الطفل أودع العناية المركزة بعد أن حضر إلى المستشفى مصاباً في الرأس والصدر والبطن، وقد يُنقل خلال اليومين القادمين إلى التنويم العادي، حيث بدأت حالته تستقر. وغادر المستشفى أمس ثمانية من المصابين في الحادث، فيما تبقى من المصابين أربعة مازالوا يتلقون العناية الطبية، وتوفي على الفور طفل أردني في الثانية عشرة من عمره متأثراً بإصابات قوية لحقت به في الرأس والصدر. وبيّن الشرفا أن ثلاثة من المصابين الأربعة أدخلوا قسم التنويم وهم طفل مصري أصيب في الرأس إصابة بسيطة وبدأ يأكل ويتكلم وحالته جيدة، وطفل فلبيني أصيب في الوجه والعين وتم فحصه من قبل فريق جراحة العيون حيث لحقت بقرنيته إصابة بسيطة وحالته مطمئنة والرؤية لديه جيدة، وطفل هندي أصيب في الرأس وحالته مستقرة أيضاً، وبدأ يأكل ويجلس، وقد يغادر الثلاثة خلال يومين. وقال الشرفا إن المستشفى فور تلقيه بلاغ إسعاف الهلال الأحمر في الثانية من ظهر أمس الأول بوقوع الحادث على الطريق رقم «1» في الجبيل الصناعية، طبّق خطة الطوارئ، بدعم فريق متكامل من جراحي العيون والأعصاب والأذن وسائر التخصصات، وبعد الفرز واستقبال المصابين، أجريت الإسعافات الأولية للمصابين، وبقيت الحالة المتوفاة لدينا إلى أن حضرت أسرته وتعرفت عليه. من جانبه، زار نائب المدير العام للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور عبدالكريم العبدالكريم، المصابين ظهر أمس، للاطمئنان على حالتهم ومشاركة ذويهم والتخفيف عنهم. وقال نحمد الله إنهم في وضع جيد جداً، وإن حالاتهم مستقرة، وأغلبهم ربما يغادرون المستشفى اليوم أو غداً. وأثنى على جهود المستشفى في التعامل مع الحدث، وشكر جميع الزملاء الذين اعتنوا بهم. وعن الخدمات التي وفرها المستشفى للمصابين، قال لم نحضر لتقييم خدماتهم، بل لزيارة المصابين والوقوف على حالتهم الصحية، والتأكد من سلامتهم، والذي وجدناه الآن من خلال هذه الزيارة أن جميعهم في وضع طيب. وروت «فاطمة» والدة الطفل السيرلانكي «معاذ» ل»الشرق» تفاصيل اللحظات الأولى لتلقيها نبأ الحادث، فقالت أبلغني صديق زوجي بالحادث في الثالثة والنصف عصراً، ولم يصلنا الخبر من المدرسة، مشيرة إلى أن طفلتها «حفصة» كانت برفقة أخيها «معاذ» في الحافلة التي تعرضت للحادث، لكنها لم تصَب بأذى ولله الحمد. وقالت إن زوجها حضر إلى المستشفى للاطمئنان على الطفلين وأصابه الهلع لرؤية جثث المتوفين، وزاد قلقه عندما لم يرَ «معاذ» برفقة شقيقته «حفصة»، وراودته الظنون حول حالته التي تبين لاحقاً أنها خطرة. وانتقدت بشدة تهور الشباب في قيادة السيارات إلى الحد الذي يتسببون فيه في وقوع حوادث أليمة. وقالت إن طفليها كانا يخبرانها باستمرار عن حوادث يمران بها في الطريق ذهاباً وإياباً من وإلى مدرستهما. مبينة أنها باتت تخشى على حياتها وأسرتها من هذا التهور. وعن «معاذ»، قالت إنه يداوم على صلاة الفجر في المسجد ويحفظ جزءاً من القرآن الكريم ويحب إخوانه كثيراً. وقالت إن أخته «حفصة» تأثرت جداً بما لحق بمعاذ، وأعربت عن أملها في أن يتولى طبيب نفسي علاج الحالات التي تخلفها الحوادث ورؤية مناظرها البشعة. وقالت إن الخبر وصل إلى سريلانكا سريعاً عبر الفيسبوك وتلقينا اتصالاً من الأهل في الخامسة والنصف يطمئنون فيه علينا. وحول نتائج التحقيقات المرورية، أكد مصدر مطلع ل«الشرق» في مرور الشرقية، أن الخطأ واضح تماماً، وهو خروج سائق السيارة الأخرى من مساره في الشارع المقابل، ما أدَّى إلى اصطدامه بالحافلة وهي في الطريق الصحيح، مشيراً إلى أن جميع ذوي المتوفين تم إنهاء إجراءاتهم الخاصة بالمرور في ساعة متأخرة من مساء أمس، ليتمكنوا من إنهاء باقي إجراءات الدفن. من جانبه، كشف الناطق الإعلامي لصحة الشرقية أسعد سعود، عن تعرف ذوي اثنين من المتوفين عليهما، فيما ستراجع أسر ثلاثة آخرين المستشفى للتعرف على جثث أطفالهم واستكمال الإجراءات المتبعة لتسليم الجثث وإعداد التقارير اللازمة بهذا الخصوص بالتنسيق مع الجهة ذات العلاقة، مشيراً إلى أن شدة الإصابة زادت من صعوبة التعرف على الجثث التي أدخلت ثلاجة الموتى في مستشفى صفوى العام. وأعاد الحادث إلى الأذهان الفاجعة التي وقعت في شهر سبتمبر من العام الماضي، حيث فُجع سكان الجبيل بحادث تصادم مروع بين حافلة تقل خمسين راكباً يعملون في إحدى الشركات الصناعية في الجبيل وشاحنة على طريق 247 بالقرب من سجن الجبيل العام، ونتج عنه مصرع 12 مقيماً وسائق الحافلة وإصابة 25 آخرين بإصابات متفرقة، في حين تفحمت بعض الجثث وتناثرت أشلاؤها على الطريق في مشهد مأساوي. العبدالكريم يطمئن على صحة الطفل السريلانكي معاذ آخر حادث مأساوي شهدته الجبيل العام الماضي