كشف الأمير فيصل بن تركي الفيصل رئيس المركز السعودي للدراسات الاستراتيجية, عن اتجاه عدد من المختصين لإنشاء مركز للدراسات الاستراتيجية على مستوى دول الخليج ،مبينا ان المركز سيتناول قضايا التنمية المستدامة وتدعيمها بالبحوث والدراسات المشتركة ودعم الحكومات بها. وأوضح أنهم بصدد بحث سبل التطبيق الفعلي لهذا المشروع الخليجي، ووضع سياسات واستراتيجيات تضمن انطلاقته بقوة وفعالية، وتحقق الإنتاجية والاستمرارية, مبينا أن مشروع التنمية المستدامة ليس جديداً على منطقة الخليج العربي، لاسيما وأن هناك عددا من المشروعات في هذا الصدد في أكثر من دولة خليجية مع المملكة. وأوضح فيصل بن تركي أن القطاع الخاص والمختصين في المجالات الاقتصادية والبيئية والاجتامعية أبدوا اهتماما كبيرا بدعم جهود المركز السعودي الذي وحّد عددا من الجهود لجهات حكومية مختلفة وربطها ببعض. الأمير فيصل بن تركي الفيصل وقال الامير فيصل ل "الرياض" خلال اعمال ورشة عمل أقامها المركز حول مستقبل التنمية المستدامة في دول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة خبراء مختصين دوليين وخليجيين, إن جهود المختصين لتوعية ساكني المنطقة والحكومات بالمخاطر البيئية المحيطة أخذت تفاعلا جيدا, وخصوصا بالمخاطر من الاشعاع النووي من بعض الدول المحيطة, مضيفا:" الدور لايقع على الحكومات فقط, وإنما يتولى القطاع الخاص دورا هاما في هذه المسألة, ولو نظرنا لتجارب دول أخرى لرأينا دور القطاع الخاص التوعوي وقدرته على تغيير كثير من القوانين الحكومية لصالح حمايتها بيئيا واقتصاديا". وأكد الأمير فيصل بن تركي أن قضايا التنمية المستدامة تحظى بدعم وتعاون الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومتابعتها لما طرحه المركز خلال ثلاث سنوات عقد خلالها العديد من ورش العمل في عددٍ من مناطق المملكة. من جانبه أكد عبدالله الهاشم الأمين العام المساعد لشؤون البيئة بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي أن بلدان المنطقة تزخر بالثروات النافذة والناضبة، مبيناً أنهم ومن خلال هذه الورشة بالتحديد والمشروع بشكلٍ عام سيرسمون خططا استراتيجية وسياسات تضمن التنمية المستدامة، بما يحقق التوازن بين البيئة والاقتصاد والنمو السكاني والثروات والطاقة. من جهته أفاد القائم بأعمال السفارة البريطانية في المملكة ريدريك دراموند بأن دعمهم ومشاركتهم في أعمال الورش، نابع من إيمانهم بأن المنطقة تحتاج لمثل هذا النوع من المشاريع، إضافة إلى ما تملكه من ثروات تستحق التفكير في سبل استغلالها استغلالاً أمثل, مؤكدا أن التعاون بين الجميع سيذلل الصعوبات ويعالج التحديات التي ستواجه هذا المشروع الكبير، الذي سيعود بالنفع على سكان ومواطني المنطقة. وفي كلمة للخبير الدولي للتنمية المستدامة مستشار المركز السعودي للدراسات الاستراتيجية هربرت جيرارديه أوضح أنهم من خلال هذه الورشة يحاولون الوصول لنتيجة تحفظ النظام البيئي وتحقق التنمية المستدامة، مبيناً أن عملهم مع السفارة البريطانية كان لوضع السياسات والاستراتيجيات اللازمة لنجاح المشروع. مضيفا: "حصرنا التجارب العالمية، وحاولنا أخذ أفضل ما فيها، لنخدم مشروعنا بالمنطقة ،وهناك منظمات عالمية، نعمل معها للوصول للحلول الناجعة للتحديات التي تواجهنا". وفي عرضٍ لمستشار الاستدامة الدولي المؤسس المشارك وعضو الشرف في مجلس المستقبل العالمي البروفيسور بيتر هيد أبان أن الحلول تختلف من مكان لآخر، مفيداً أنه يركز الآن على نقل المنطقة من خلال المشروع للاهتمام بالبيئة وتوفير بدائل لمصادر الطاقة الموجودة، حتى يحظى ساكنو المنطقة بالأمان على الدوام، فيما يتعلق بالغذاء والسكن،متناولا مصادر الطاقة في العالم وكيف باتت مهددة بالنفاد من جانب،والزيادة السكانية من جانبٍ آخر، ومدى ازدياد حاجتها للطاقة، ما يحتم وبشكلٍ جدي وعاجل وضع سبل وسياسات واستراتيجيات لصناعة واكتشاف مصادر جديدة للطاقة تحفظ الاستمرار والاستدامة في التنمية.