عندما يفقد المرء من يحب، ومن هو قريب إليه ومن في نفسه له مكان، فان ذلك يحدث في نفسه ثلمة، ويجرح من خاطره ويؤجج من مشاعره ويزيد من لهيب شوقه، وبفقد والدتنا الحانية رقية علي الراشد فقدنا مدرسة في الحكمة والحلم والشفقة، بل هي جامعة كبيرة في جميع المعارف ومختلف العلوم، نهلت من معين صاف، وسارت بنية صادقة، لقد كانت محبة للخير، باذلة له، ساعية في الاصلاح، تخطو اليه بكل ما تملك، همها الاول والاخير الخير؛ انتقلت من البدائع قبل اربعين عاما فواصلت مسيرة البذل والخير والعطاء، تعلم منها الجميع كثيرا، فاصبحت كنار على علم في ما حوته سيرتها العطرة، اننا نلهج بالدعاء لها بالمغفرة والرحمة، وعزاؤنا لابنائها عبدالله، ومحمد، وعبدالرحمن، وكل بناتها، وكل من شملته بعطفها، لقد فقد القريبون منها معاني كثيرة، غابت بغيابها، فمثلها يرحل من الدنيا لكنها لا ترحل من ارواح محبيها وعقولهم وقلوبهم.. نسال الله لها واسع الجنان وعظيم الغفران. * مكتب "الرياض" - البدائع