عندما يسعى الطبيب لكى يتقدم بعلمه فى مجال ما فإنه يخدم بعلمه الإنسانية وكذا الحال بالنسبة للباحث أو حتى الممرض الذى يخدم المرضى وربما هؤلاء لهم كل تقدير واحترام من قبل المجتمع ولكن ماذا عن المريض نفسه؟ وأخص بالذكر مريضاً يعاني من مرض خطير وهو مرض "السرطان" الذي ما زالت المحاولات قائمة لاكتشاف علاج له وأصبح هذا المرض منتشرا كثيرا فى السنوات القليلة الماضية فحسب إحصائيات صندوق أبحاث السرطان في العالم تفيد بأن هذا المرض زاد بنسبة 20% فى العالم فى العشر سنوات الماضية. والذى يؤسف له ان هذا المرض عندما يغزو خلايا الجسم السليم فإنه يدمرها ويكون هذا الغزو أسرع عند الأطفال نظرا لأن النمو عند الأطفال مستمر وسريع أكثر منه عند المتقدمين بالعمر. ومن هذا المنطلق تأسست جمعية "سند" الخيرية لعلاج أطفال مرضى السرطان بالمملكة العربية السعودية وترأس مجلس إدارتها صاحبة السمو الملكى الأميرة عادلة بنت عبدالله التي كرست سموها جهودا حثيثة ومساندة عظيمة لكى تصبح "سند" عوناً وسنداً للأحباء الصغار فلذات أكبادنا المصابين بهذا المرض. ولم تقتصر جهود سموها على دعم المرضى فقط بل هاهنا في عاصمة وطننا الغالي مدينة الرياض نشهد معاً لفتة إنسانية ليست بمستغربة من سموها وهي منح جائزة الأميرة عادلة بنت عبدالله العلمية والإنسانية في دورتها الثانية والتي ستمنح كل سنتين لعدد من الفائزين وقد كرم معالي وزير الشئون الاجتماعية سعادة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين وسمو الأمير محمد بن فيصل بن عبدالله وأخوه سمو الأمير سلمان الفائزين وهم كما يلي أولا فى المجال العلمي جائزة البحث العلمي الدكتور علي الأحمري، فرع الخدمات الطبية: د. زكريا الهوساوي، فرع الخدمات المساندة : الأستاذة أمل مجذوب محمد، ثانيا المجال الإنساني "فرع الدعم الفردي" المهندس ناصر بن محمد المطوع ، فرع الدعم المؤسسي شركة محمد عثمان المعلم، فرع العمل التطوعي: صالح محمد المجحدي والمتطوعة مرادي عبدالسلام السعدون. ثالثا: مجال الإرادة والتحدي فرع طفل أو طفلة مصابة بالسرطان" الطفل" ثامر ناصر السهلي رابعاً مجال الإرادة والتحدي فرع أسرة الطفل عائلة الطفل أنور حسين العازمي كما قدم شكرا خاصا وتقديرا للدكتور البريطانى د. إيان مجراث "Ian Magrath". انه من الرائع أن نجد في هذه الجائزة الحافز المعنوي الذي لم يقتصر فقط على مساندة الطفل المصاب بالمرض مثل حالة ثامر الذي يبلغ من العمر أربعة عشر ربيعا وواجه قرارا يكبر عمره بعشرات السنوات وهو الموافقة على بتر ساقه المصابة بالمرض وإقناع أبيه بذلك بل تعاون مع المستشفى لإقناع طفل آخر بعد بتر ساقه لإجراء عملية مماثلة بل هناك حافز آخر لا يقل إنسانيا ومعنويا عن الأول وهو مساندة أسرة مكونة من طفلين يتيمي الأب وتعيلهما الأم وجميعهم مصابون بهذا المرض ويتلقون علاجهم بصبر وإيمان بالله عز وجل الذي وهب لهم هذه الجمعية المعطاء للخير اللامحدود. الجدير بالذكر أن هذه الجائزة المتميزة بالعلم والإنسانية قد حققت أهدافها بنجاح في تحفيز ودعم البحوث العلمية للتطور والإنجاز كما أنها توفر كافة العلاجات الممكنة والمتطورة والتي أسهمت في شفاء أكثر من 80% من الأطفال المصابين كما أشار الدكتور مجراث في إحصائياته بأن تعتبر المملكة بحمد الله تعالى وفضلة في مصاف الدول المتقدمة مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا سواء في مجال العلاجات المتوفرة والتي تعتبر عالية في التكاليف المادية أو الأجهزة الطبية المتطورة في هذا المجال وكما أشارت سمو الأميرة عادلة في ختام كلمتها بالشكر لجميع من أسهموا في أن تحقق الجائزة مرادها بقولها للفائزين:انهم كالأشجار الوارفة لا تخص نفسها بالظل بل تنشره على الآخرين.