إنترنت الأشياء هي آخر التوجهات التقنية حول العالم، وتقوم على أن ترتبط الإنترنت بكل شي، بدءا من الهاتف النقال الذي ارتبط بشكل كامل بالإنترنت، وانتهاءً بالإنارة في المنزل، وتشير إحصائيات "سيسكو" إلى أن 99% من الأشياء غير مرتبطة بالإنترنت، فاستخدام الإنترنت الآن محصور بين الهواتف النقالة والحواسيب، فكيف ستتغير حياتنا إذا دخلت الإنترنت في كل شيء؟ ساهمت الإنترنت في الفترة الماضية في تزويد الجميع بالمعلومات، وتمكين البشر من الاطلاع عليها بدون أن يكون هناك فرض لقيود، فمن خلال الإنترنت تستطيع الحصول على تفاصيل دقيقة ومعلومات واضحة، وذلك ألقى بظلاله على النمو الاقتصادي فتسارعت وتيرة الابتكار، ونمت بشكل مستمر أساليب التجارة الإلكترونية، ليصبح بإمكان الإنسان العادي الشراء والدفع من منزله، وتأتي بعد ذلك المشتريات لباب منزله. هذه المعلومات الموجودة في الإنترنت حان الوقت للاستفادة منها بشكل كامل، وهذا هو الدور الذي ستلعبه تقنية إنترنت الأشياء خلال السنوات القادمة، فمن الممكن تعريف مفهوم "الإنترنت لكل شيء" بأنه يتمثل في الجمع بين البشر والإجراءات والبيانات والأشياء، لتتكامل معاً في شبكة اتصالات واحدة، تتيح تحويل المعلومات إلى أفعال ملموسة، وتوفر إمكانات جديدة وفرص اقتصادية فعالة. ومن الأمثلة على إنترنت الأشياء تكامل سيارة الإسعاف مع إشارات المرور في الطريق لكي تتيح لها العبور من خلال عرض اللون الأخضر وفتح المجال لها قبل أن تصل لموقع الإشارة، عبر خدمات تحديد المواقع التي تربط بين مكان وقوع الحادث ومكان انطلاق سيارة الإسعاف، وتتكامل النقالة التي تحمل المصاب من موقع الحادث إلى داخل سيارة الإسعاف مع الأجهزة والمعدات في السيارة، وتزويدها بالمعلومات الضرورية مثل قياس ضغط الدم ووزن الجسم ومعدل نبض القلب، أيضاً تتكامل المعدات الطبية داخل سيارة الإسعاف مع المستشفى الذي سينقل له المصاب لكي يتواصل الفريق الطبي في المستشفى مع الفريق الطبي في سيارة الإسعاف وأن تجهز بشكل آلي غرفة الكشف في المستشفى أو غرفة العمليات أو فصيلة وكمية الدم التي يحتاج المريض لنقلها إليه. مفهوم "الإنترنت لكل شيء" سيحدث تحولاً جذرياً في أساليب الحياة، وتغيراً في العديد من المجالات من أهمها العمل والتعليم والترفيه، وسيحقق نمواً اقتصادياً كبيراً من خلال الحاجة الدائمة للارتباط بالإنترنت، ومن خلال التكامل بين الآلات الذي يؤدي إلى توفير ما يحتاجه المنزل في لحظة نفاد المخزون. ومن ضمن تطبيقات الإنترنت الجديدة ما أعلن عن إطلاقه فعلياً في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الذي أقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية نهاية العام الماضي، حيث أعلن عن شوكة أكل إلكترونية تقوم بحساب عدد السعرات الحرارية باللقمة الواحدة، بالإضافة إلى إجراء بعض الحسابات الإلكترونية داخل الشوكة لتحديد المقدار المسموح بناءً على حجم اللقمة، أيضاً تقوم بتحديد سرعة تناولك للطعام وتنبيهك في حالة أن سرعة عالية وذلك عن طريق الاهتزاز، أيضاً تقوم الشوكة بتحديد المسافة بين الشوكة وفمك، بالإضافة إلى تحليلات مختلفة عن العادات الغذائية التي ينتهجها مستخدم الشوكة. وهذه المعلومات التي تحصل عليها الشوكة تقوم بالتكامل مع الهواتف الذكية من خلال تطبيقات معدة مسبقاً لذلك، وهنا تجدر الإشارة إلى أن كيفية الاستفادة من دخول التقنية على هذا المستوى البسيط من الأدوات في المنزل، وكيف ستكون فوائدها لمن يعاني من أمراض معينة مثل (السكر، الضغط، النقرس)، والتي تحتاج إلى حمية غذائية ومتابعة دقيقة للأكل، فهذه التقنية ستمكن من الاستغناء عن العنصر البشري في المتابعة من خلال التنبيهات المتتالية لمستخدمها، أيضاً من الممكن أن تتكامل مع الملف الصحي الإلكتروني لمستخدمها تحديثه بالمعلومات الضرورية لمتابعة حالة المريض الصحية. وفي نفس المعرض أعلنت شركة Belkin عن تقنية جديدة من خلال وضعها بمفاتيح التحكم بالكهرباء تستطيع عن طريقها التحكم بالمنزل إلكترونياً وعن بعد، بالإضافة إلى تكامل تقنيات المنزل مع الإنترنت لتحقيق كافة أساليب الراحة، فمثلاً تتيح هذه التقنيات التكامل بين أجهزة التكييف ومواقع الطقس ومواقع تحديد المواقع، فمن خلال تحديد موقع المنزل ودرجة الحرارة العليا أو الدنيا التي ترغب في أن يعمل عند بلوغها المكيف، وبذلك يتكامل المكيف مع الإنترنت لتحديد درجة الحرارة لموقع المنزل من خلال مواقع الطقس العالمية، ليعمل المكيف مثلاً على الوضع البارد عندما تصل درجة الحرارة إلى 30 درجة مئوية. ومن خلال هذه التقنية أيضا من الممكن تعريف بريد إلكتروني للمنزل وإرسال الأوامر من أي مكان في العالم لهذا البريد لينفذها المنزل، فمن الممكن أن إضاءة الأنوار في صالة الجلوس عبر رسالة بريد إلكترونية، ومن الممكن التكامل بين الهاتف الذكي والمنزل من خلال ضبط إعدادات كل مفتاح كهربائي من خلال تطبيق معين يغير من وضع سريان الكهرباء داخل المفتاح للعمل أو لإيقاف العمل. ومن الممكن أن تتكامل الثلاجة مع الإنترنت لترسل قائمة المشتريات بصورة دورية إلى المتجر الإلكتروني، وغيرها من التقنيات التي تحقق التكامل بين المنزل والعالم الخارجي من خلال الإنترنت. وفي ذات المعرض أعلن عن طاولة جديدة مخصصة للمطاعم، تكمن فكرتها في طريقة برمجتها، فمن خلالها يستطيع صاحب المطعم من وضع كافة قوائم الطعام، مدعومة بصور وغيرها من الوسائل التي تجذب الزبون، ويستطيع الزبون الطلب المباشر من خلال الطاولة، ومتابعة حالة طلبه، ومعرفة المدة المتبقية حتى يجهز الطلب، وبالإمكان أيضاً الدفع مباشرة من خلال الطاولة. الشكل الأنيق للطاولة وطرق عرض قائمة الطعام تجعل من المطاعم أكثر ذكاءً، والاستغناء عن مقدمي الخدمة باستثناء من يحضر الطعام. كل هذه التطبيقات والأدوات التي أصبحت أكثر ذكاءً، تبسط أسلوب الحياة، ولكم أن تتخيلوا مدى الاستفادة التي ستتحقق في مجالات الصحة والتعليم والترفيه من مثل هذا التكامل بين الأشياء والإنترنت. شوكة الأكل الإلكترونية