تشهد محافظات منطقة الرياض نمواً متسارعاً في الكثافة السكانية والرقعة العمرانية وبخاصة عقب نشاء الكليات والمعاهد والجامعات في هذه المحافظات فضلاً عن الدوائر الحكومية، وإلى ذلك كانت الحاجة ملحة لتهيئة السكن والبنى التحتية لضمان الاستقرار النفسي لسكان تلك المحافظات وبالتالي تخفيف الضغط على العاصمة. خلال اجتماع أهالي وأعيان محافظة ثادق الخميس المنصرم الذي تشرفت بحضوره بدعوة من المستضيف الأستاذ عبدالرحمن الحيدر، خلص الاجتمع إلى ضرورة إنشاء مشروع صرف صحي توخياً لحدوث تجمعات مائية ك «بحيرة المسك» سابقاً في جدة وحتى لا نقع في مغبة البحث عن حلول وما يترتب على ذلك من خسائر مادية. ومن خلال متابعتي وجدت أن من أفضل الحلول - حالياً على الأقل - هو ربط المدن والمحافظات القريبة بشبكة الصرف الصحي لمدينة الرياض، ومحافظة الدرعية «أنموذجاً» ناجحاً حيث تم ربطها بكل يسر وسهولة، إذا فما الذي يحول دون تهيئة باقي المحافظات لهذا المشروع الحيوي؟. لا بد أن تتضافر جهود الجهات المعنية وبشكل عاجل وجدي لبحث هذا المشروع وكل ما قد يحول دون انجازه من خلال وضع الخطط والحلول. ويجب ألا تقف طموحاتنا عند هذا الحد فالأوضاع في تطور مستمر والسكان في تزايد وتعطية كافة المدن بالمياه المحلاة من الخدمات التي تسير على خطى بطيئة جداً، فمن غير المنطقي أن تكون غالبية مدن أكبر دولة في العالم تنتج المياه المحلاة ما زالت تستمد مياهها من جوف الأرض وتعتمد على ذلك. كافة عناصر نجاح هذه الأفكار متوافرة من مال وآليات وكوادر بشرية وسينجح بمشيئة الله دام هناك عقول تفكر وتخطط بعيداً عن البيروقراطية والروتين الذي يعد سرطاناً في جسد أي مشروع.