مرض السمنة من الأمراض الشائعة التي قد تصيب الفرد في أي مرحلة عمرية، وبالتالي تؤثر سلباً على الصحة العامة للفرد وقدرته على ممارسة الحياة اليومية بصورة طبيعية. لذلك تعتبر المحافظة على ممارسة الرياضة بانتظام واتباع برامج غذائية صحية من أساسيات معالجة السمنة والتخلص من الوزن الزائد. لكن بعض حالات السمنة تستدعي تدخلاً علاجياً بالإضافة إلى الرياضة والحمية الغذائية. لقد أشارت الإحصاءات الحديثة إلى زيادة استهلاك علاجات إنقاص الوزن بصورة عشوائية وبدون وصفة طبية أو استشارة طبيب مختص على الرغم من قلة الدراسات العلمية التي تثبت أمان وفعالية استخدام تلك العلاجات على المدى الطويل، ما يؤدي إلى زيادة احتمال التعرض للآثار الجانبية التي قد تؤدي إلى مضاعفات صحية بدرجة تفوق فوائد استخدام تلك الأدوية. البعض الأخر قد يلجأ إلى هذا النوع من العلاجات باستخدامها كوسيلة تجميلية وهو ما يسمى (إنقاص الوزن التجميلي) بعد الفشل في إنقاص الوزن بالبرامج الغذائية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام. بناءً على ذلك، فإن اختيار الدواء المناسب لإنقاص الوزن يعتمد بدرجة كبيرة على التعاون بين المريض والطبيب المعالج بالإضافة إلى عوامل أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار، منها: الحالة الصحية للشخص ووجود أمراض مصاحبة لزيادة الوزن، مثل: أمراض القلب والسكري، ارتفاع نسبة الدهون في الدم، وارتفاع ضغط الدم. كذلك تناول أدوية أخرى قد تتعارض مع تلك العلاجات، مثل مضادات الاكتئاب و مسيلات الدم. تنقسم العلاجات المستخدمة لإنقاص الوزن الى نوعين اعتماداً على آلية عملها داخل الجسم: النوع الأول: مثبطات الشهية والتي تساعد على إنقاص الوزن بزيادة الشعور بالشبع والامتلاء وعدم الشعور بالجوع. النوع الثاني: مثبطات إنزيم اللايبيز المسؤول عن تكسير الدهون الموجوده في الطعام داخل الجسم وبالتالي منع امتصاص الجسم للدهون بنسبة تقارب الثلث. جدير بالذكر، بأنه قد يتم وصف بعض الأدوية المعتمدة من هيئة الغذاء و الدواء لعلاج حالات مرضية أخرى مثل "الاكتئاب و السكري" بهدف إنقاص الوزن تحت مسمى استخدامات خارج نطاق الملصق(off- labeled use) واستعمالها من أجل هذا الغرض يعتبر ممارسة طبية خارج اشتراطات هيئة الغذاء و الدواء. إن استجابة الأفراد لعلاجات إنقاص الوزن مختلفة، فالبعض قد يستفيد منها بصورة أكبر من الآخرين. وتشير الدراسات العلمية إلى أن أعلى معدلات لإنقاص الوزن تحدث خلال الأشهر الستة الأولى من استخدام علاجات إنقاص الوزن، ثم يتباطأ مفعولها أو يزداد الوزن مرة أخرى في بعض الحالات. أما بالنسبة للمدة الزمنية الآمنة لتناول هذه العلاجات فهي تعتمد على الأمراض المصاحبة للسمنة، نوع العلاج المستخدم لإنقاص الوزن، وظهور الأعراض الجانبية بعد تناول هذا النوع من العلاجات. استخدام علاجات إنقاص الوزن قد يسبب أعراضاً جانبية عديدة تتفاوت في حدتها وخطورتها بناء على نوع العلاج المستخدم لغرض إنقاص الوزن. مثل: نزول براز دهني، تقلصات في البطن، تسرب غير إرادي للبراز، ارتفاع ضغط الدم، زيادة معدل ضربات القلب، الأرق والعصبية، ونشاط الغدة الدرقية. بعض العلاجات المستخدمة لتثبيط الشهية قد تم سحبها من الأسواق ومنع تداولها بسبب إصابة مستخدميها بأمراض خطيرة في القلب والرئتين بالإضافة إلى تعرض البعض الآخر لسكتات دماغية. أخيراً، يمكن القول بأن علاجات إنقاص الوزن ليست الحل السحري للتخلص من السمنة، فقد أكدت الدراسات العلمية والأكلينيكية بأن الاعتماد على هذه العلاجات فقط، دون اتباع الأساليب الصحية في الحياة والحمية الغذائية المتوازنة وممارسة الرياضة بشكل منتظم، يساعد على إنقاص نحو 5 – 10% فقط من الوزن، بالإضافة إلى حدوث استعادة للوزن المفقود في نسبة كبيرة من الحالات بعد التوقف عن تناولها. * قسم الرعاية الصيدلية