تلعب مهارات الكتابة دورا مهما في حياة الشخص المهنية وخصوصا في الوظائف التي تتطلب إعداد التقارير والخطابات والرسائل الالكترونية وغيرها، وقد لوحظ أن الموظفين الذين يجيدون الاتصال الكتابي يؤدون العمل باقتدار ويكتسبون الثقة والمصداقية والتقدير أكثر من غيرهم. بل كثيرا ما يحكم على الأشخاص من خلال مستوى مهاراتهم اللغوية سواء في الدراسة أو العمل أو الحياة المجتمعية لأنها مؤشر على إداركهم وثقافتهم. وقد كان إيماني بهذه الفكرة سببا في استياء البعض على اعتبار أن هذه المهارات ملكة فطرية، ويصعب إتقانها على من لم يتخصص في اللغة العربية حسب وجهة نظرهم، وهذا افتراض خاطئ ورأي ضعيف لا مجال للحديث فيه، فالقراءة والتدريب وتحمل المسؤولية الفردية تجاه تنمية القدرة اللغوية تحدثا وكتابة يساعد بلا شك على تحسينها. وبناء على أهمية مهارة الكتابة عند الموظفين وأثر ضعفها على أدائهم واتصالاتهم وحاجة بعض المؤسسات إلى الإنفاق على تدريبهم عليها، فإنه لم يعد مستغربا أن تأخذ نسبة كبيرة من الشركات في الولاياتالمتحدة وفي دول أخرى هذه المهارة بعين الاعتبار عند التوظيف والترقيات. (كايل وينز) الرئيس التنفيذي لشركة (iFixit) ومؤسس شركة ) (Dozuki، يعطي أهمية كبيرة لقواعد اللغة وعلامات الترقيم، ورغم أن الشركتين تعملان عبر الانترنت في مجال خدمة إصلاح الأجهزة والإلكترونيات وبيع القطع والأدوات ووضع أدلة العمل، فهو يرى أن كتابة أي شخص تنبئ عنه، ويحكم الناس على قدراته إذا لم يعرف الفرق بين their there , وthey're، ولذلك فهو يشترط عند تعيين أي موظف اجتياز اختبار في قواعد اللغة، سواء كانت الوظيفة في مجال البيع أو البرمجة أو غير ذلك، ويصر على رفض تعيينه إذا كان لا يتقن القواعد أويستخف بأهميتها، وإذا "لم يفرق المتقدمون للوظيفة بين to) ) و too)) فإن مصير طلباتهم سيكون صندوق القمامة"، ويعلل ذلك بأن اللغة قد تتغير مع الزمن ولكن هذا لا يجعل قواعدها غير مهمة، وقد لاحظ من خبرته "أن الأشخاص الذين يرتكبون بعض الأخطاء في اختبار القواعد يفعلون مثلها في أعمال أخرى مختلفة، كتخزين القطع والأدوات أو تصنيفها" لأن مبدأ الدقة غير موجود في الحالين، وعلى الأرجح بنظره أن المعتقدين بعدم أهمية الكتابة غالبا ما يقللون من أهمية أشياء أخرى كثيرة. لا أدري ما رأي "كايل" لو عرف عن الفظائع اللغوية التي ترتكب في مؤسساتنا ومكاتبنا التعليمية نطقا وكتابة ممن يفترض أنهم قدوة، فالمرفوع ينصب والمنصوب يجر، وكلمة (الاضطرارية) تكتب بالتاء وليس بالطاء، و(لكن) تكتب (لاكن) من جزئين، والياء تلحق بكلمة (أنتِ ولكِ) عند خطاب المؤنث، والهمزات والنقاط لا يعترف بها... إلى غير ذلك من الأخطاء الشنيعة التي تؤذي ذائقة السامع والقارئ وتشعره بالخزي. ماذا سيحدث لو أن مسؤولينا فعلوا ما فعل السيد كايل؟