تستعد مجموعة «فنون التراث» التابعة لجمعية النهضة النسائية لإقامة معارض لها في العديد من دول أوروبا وأميركا وذلك لعرض الموروث السعودي بشكل لائق ومنوع بعدما لاقت منتجاتها استحسان الغربيين في هذه الدول. واجرت المجموعة عدة ابحاث حول الموروث السعودي بالتعاون مع جامعة سواس البريطانية وستكون موجودة وموثقة بشكل رسمي مطلع العام المقبل، حتى تستفيد منه الجهات ذات العلاقة والباحثون من طلاب الجامعات وطلاب الدراسات العليا وأهل التراث والمنتجين للدراما والأفلام الوثائقية. واوضحت مديرة فنون التراث التابعة لجمعية النهضة النسائية سمية بدر أنهم حريصون على تطوير منتجات تراثية سعودية تصنع بأيد سعودية ونشرها دولياً، والحرص على إيصالها للعالم، لما يحتويه التراث السعودي من تنوع وشمول. وأضافت أن جزيرة العرب مليئة بالعديد من الأشياء التراثية النادرة والقديمة، التي تدل على قوة الموروث السعودي وتنوعه، الأمر الذي شجع العاملين في فنون التراث على إنتاج العديد من المنتجات التراثية وطرحها في الأسواق السعودية والخليجية، ومن ثم نشرها في أوروبا وأميركا من خلال معارض تنقل للعالم كله معنى التراث الحقيقي للسعودية حتى يتعرف عليه الغرب. ولفتت إلى أنهم في فنون التراث ما زالوا يجمعون تراث المملكة من كل مناطقها، إذ إنه يمثل كنوزاً حقيقية اختفت واندثرت عبر الزمن، منها ما تم جمعه من الشمال من القريات والجوف وحائل وجبه، وكذلك مناطق مدائن صالح وينبع والمدينة المنورة ومنطقة مكةالمكرمة والطائف وبلاد بني حارث وبني مالك، كما يحتوي الجنوب على الكثير من الموروث، مشيرة إلى أن فنون التراث تقتني المنتج وتبحث عنه وتوثق تاريخه وتدرس إنتاجه وأصوله، بحيث يكون أي منتج في فنون التراث له تاريخه وسيرته الذاتية ومكان إنتاجه وكيفية استخدامه. وأوضحت أنه تم طرح تشكيلة جديدة للشتاء من الأثواب الراقية والشنط والتحف والحقائب والكماليات والأحذية التي تمثل التراث السعودي في العام 2013 ولكنها بجودة عالية على خلاف ما تنتجه الأسواق والشركات، الأمر الذي جعل الأثواب المستوحاة من التراث السعودي تنافس المنتجات العالمية المماثلة من العلامات التجارية المعروفة، وصممت التشكيلة الجديدة بعناية فائقة واستغرق العمل على تنفيذها أشهراً طويلة، وهي مستوحاة من التراث السعودي الأصيل. وأكدت أن هذه التشكيلة فريدة واستغرقت وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً في التصميم والمتابعة والمراجعة ومرحلة الصناعة والطلاء النهائية باستثناء الأثواب التي تصمم بأيدي سعوديات أصبحن على مدار هذه السنوات يصممن أثواباً تمزج بين التراث والصراعات الحديثة بأسلوب جيد وجديد، مبينة أن مسألة مزج التراث استغرقت وقتاً طويلاً، وذلك في ما يتعلق بمزج اللمسة التراثية والجمالية على التصميم العصري الحديث. ولفتت سمية بدر إلى أن تقديم المنتج السعودي التراثي من الأثواب وغيرها ليس بالأمر اليسير، بل إنه يحتاج إلى مراحل وبحث وتقص ودراسة وتمعن، حتى تكون هناك نتائج إيجابية وأصداء قوية وانتشار واسع في المملكة والخليج ومنطقة الشرق الأوسط، خصوصاً أن منتجات فنون التراث وصلت للعالمية من خلال المعارض العالمية التي تشارك فيها في أميركا وأوروبا، ممثلة في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا.