ذكر مسؤولون أميركيون انه في ظل استمرار تدهور الأمور في سوريا، قد يجد الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه مضطراً لإعادة النظر بموقفه واتخاذ قرار بتسليح المعارضة السورية. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية قولهم انه بالرغم من الموقف الأميركي الذي يقضي بعدم تقديم أي دعم قاتل لمعارضي النظام السوري والاكتفاء بالمساعدات الإنسانية، فإن أوباما لا يجد أي سبيل لتسريع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم. وأضاف المسؤولون انه فيما تستمر الأوضاع في التدهور، فإن هذا الأمر قد يعيد فتح النقاش حول تزويد بعد أعضاء "المقاومة" السورية بالأسلحة في مسعى لتخطي المأزق في سوريا. وأشاروا إلى ان المسألة الآن تتركز حول ما إذا كان الرئيس الأميركي، بعد وصول فريق أمن قومي جديد، سيتوصل إلى خلاصات مختلفة. وقال أحد المسؤولين الرفيعين ان قرار عدم تسليح المعارضة السورية "ليس قراراً نهائياً، وفيما تتطور الأوضاع تزداد ثقتنا بأنه قد يعيد النظر برأيه". وذكر المسؤولون ان قرار أوباما عدم تزويد المعارضة السورية بالأسلحة كان ناجماً عن تردده وخوفه من وصول الأسلحة إلى أياد غير موثوقة فتستخدم ضد مدنيين أو مصالح إسرائيلية وأميركية. لكنهم أشاروا إلى انه فيما تجهد الولاياتالمتحدة للتوصل إلى سياسة، لا يبدي الأسد أي إشارة إلى انه مستعد لتسليم السلطة، فيما تؤكد المعارضة انها لن تتفاوض حول عملية انتقالية يكون لديه فيها أي دور. وإذ لفتت إلى انه بالرغم من كل تحفظات أوباما إلا ان البيت الأبيض يوضح ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة، فيما يقول مسؤولون أميركيون انه مع مرور الوقت باتت أميركا تعرف المزيد عن المعارضين. على الجانب الاخر ارسلت روسيا طائرتين امس تحملان مساعدات انسانية الى اللاذقية شمال غرب سوريا وقد تقومان باجلاء مواطنين روس يرغبون في مغادرة هذا البلد فيما ارسلت البحرية ايضا اربع سفن حربية اضافية الى المتوسط. وقالت وزارة الاحوال الطارئة الروسية في بيان ان طائرتي ايليوشين 62 وايليوشين 76 تنقلان 46 طنا من المساعدات اقلعتا قبل الظهر من ضاحية موسكو في اتجاه مطار اللاذقية وسوف تقومان باجلاء اي مواطن روسي يرغب في مغادرة سوريا، بحسب ما نقلت وكالات الانباء الروسية. واوضحت المتحدثة باسم الوزارة ايرينا روسيوس لوكالة ايتار-تاس الرسمية ان الطائرتين تنقلان مساعدات غذائية اضافة الى خيم ومولدات كهرباء وآنية مطبخ ومن المتوقع ان تهبطا في اللاذقية. وتابعت انه "بعد ذلك سيكون بوسع مواطني روسيا ومجموعة الدول المستقلة (الاتحاد السوفياتي سابقا باستثناء دول البلطيق الثلاث وجورجيا) الراغبين في مغادرة هذا البلد الرحيل على متن الطائرتين". واضافت انه تم تخصيص خط هاتف مباشر للروس الذين يفكرون في مغادرة سوريا ووضع معالجين نفسيين لتلقي اتصالاتهم. وكانت روسيا اعادت في 23 كانون /الثاني يناير 77 روسيا يقيمون في سوريا معظمهم من النساء والاطفال في رحلات نظمتها وزارة الحالات الطارئة لنقل مساعدات انسانية، ولكن من العاصمة اللبنانية بيروت وليس من سوريا. من جهتها اعلنت وزارة الدفاع الروسية امس انها سترسل اربع سفن حربية اضافية الى المتوسط كما انها ستتخذ اجراءات من اجل اجلاء محتمل لرعاياها من البلاد. وتنضم سفن النقل كالينينغراد وشابالين وسراتوف وازوف الى سفينة الدورية سميتليفيي وسفن تموين اخرى موجودة في البحر المتوسط على ما نقلت الوكالات الروسية عن الوزارة. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان ان السفن ستكون "في خدمة عسكرية" بدون اعطاء المزيد من التفاصيل. لكن وكالة ريا نوفوستي نقلت عن مصدر عسكري قوله ان المهمة الرئيسية لهذه السفن الاضافية تكمن في الاجلاء المحتمل لرعايا روس من سوريا. واضاف المصدر "رغم ان مهمات السفن الحربية لم تعلن، يمكن الافتراض نظرا لتطور الوضع في المنطقة ان مهمتها الرئيسية ستكون المشاركة في عملية اجلاء محتملة للرعايا الروس من سوريا". ونقلت وكالة انترفاكس عن مصادر من الجالية الروسية في سوريا بأن 150 روسياً ومن مواطني جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق يمكن ان يتم اجلاؤهم عبر الطائرتين.