تزدحم في مثل هذه الأيام من كل عام مكاتب السفر والسياحة في المدن الرئيسة وتزدهر حركة السفر لكافة دول العالم من مطاراتنا الدولية، ويبحث الكثير عن خيارات عدة للسفر من خلال عروض الوكالات وشركات الطيران والفنادق. «الرياض» قامت بجولة في العاصمة لمعرفة اتجاه بوصلة أكثر السعوديين هذا العام ورصد أسعار السفر هذا العام مقارنة بالعام الماضي بشكل خاص، كما تحدث البعض من المشاركين عن رؤيتهم للسفر الخارجي وسياحة الداخل، ومدى إلمامهم بفوائد السفر وكيف يستطيعون تجاوز أي معوقات تعترضهم أثناء رحلات الخارج. كما برر لنا عدد من العاملين في مبيعات وكالات السفر أسباب ارتفاع تكاليف السفر هذا العام عن الأعوام الماضية. تركيا والغلاء بداية لقاءاتنا كانت مع عبدالمحيد النشمي الموظف بالقطاع الخاص والذي كان عائداً لتوه من رحلة سفر سياحية في تركيا استغرقت 13 يوماً، قال عنها أنها كلفت أكثر مما توقع حيث سبق وأن سافر لنفس البلد أكثر من مرة ولكن في هذا العام فإن الأسعار مرتفعة بشكل ملاحظ لدى السياح خاصة، والبعض من الأتراك هناك برر ذلك بسبب انتشار استخدام عملة (اليورو) الأوروبية بشكل أوسع من الماضي وارتفاع سعرها مقارنة بالعملة المحلية هناك. وبين النشمي أنه انفق مع عائلته الصغيرة في هذه الفترة البسيطة ما يزيد على 25 ألف ريال، وكان يفوق ميزانيته المتوقعة للسفر وخاصة أنه ينفق في حدود معقولة وعلى أمور أساسية يحتاجها أي سائح في خارج بدله، مشيراً إلى أنه سوف يسافر فيما تبقى من إجازة قصيرة في الداخل وسيتجه غالباً للطائف، موضحاً أنه يحرص في بعض الأعوام وإذا سمح الوقت وتوفرت ميزانية على السفر أيضاً في الداخل للتعرف على أماكن جديدة في داخل بلادنا، ولو توفرت أماكن ترفيه للعائلات مع بعضها في الرياض مثل ما يحدث في جدة والطائف لشهدنا حركة سياحية أفضل في العاصمة، وحتى ننهض بسياحتنا في الداخل نحتاج لحل كثير من المعوقات ووجود مشروعات سياحية كبيرة خاصة في المدن التي يتوفر بها امكانات طبيعية تساعد على الترويج السياحي. نايف الحربي من منسوبي الهيئة الملكية بالجبيل وينبع تحدثنا معه أثناء ترتيبه مع موظف إحدى الوكالات للسفر في رحلة خارجية لإحدى الدول العربية في إجازة قصيرة مع عائلته يقول إنه تعود السفر لبعض الدول العربية ويحرص على التجديد والتغيير للإطلاع على أماكن جديدة لم يزرها سابقاً وذلك لأسباب كثيرة منها الترفيه والتسلية وتحقيق الفائدة من خلال زيادة المعرفة عن بلاد عربية تشاركنا في الكثير من العادات والتقاليد ويتوفر بها مناشط متنوعة تناسب السواح العرب كما نتوقع أن نجد ما هو مناسب للعائلة والأطفال أثناء رحلتنا السياحية، وأشار إلى أن الأسعار من خلال العروض في بعض الوكالات السياحية هذا العام معقولة وإن كان هناك ارتفاع له ما يبرره وفق ما أفادنا به موظف الوكالة، وعادة ما أسافر خارجياً مع العائلة كل عامين حتى نوفر ميزانية معقولة تحتاجها كمسافر لخارج بلدك، وتكون أيضاً في حدود الصرف المعقول حتى لا تحدث لك مفاجأة أثناء السفر تضطر معها لدفع مصاريف إضافية ليست في الحسبان، والشخص منا يحتاج بلا شك للنظر في أكثر من خيار حتى يستطيع أن يقارن ويوازن ما بين عرض وآخر ويختار ما هو مناسب له ولعائلته. لا للشباب الغيث بن عبدالله القويز يدرس في الكلية الصحية بالرياض كان أول من التقينا به من الشباب وسيسافر في رحلة سياحية هذا العام لمصر مع بعض أصدقائه الشباب وهي أول زيارة بالنسبة لهم للسياحة في مصر حيث سبق لهم السفر أيضاً لدبي وهذا العام حرص على التغيير للتعرف على دولة جديدة وما يتاح فيها من امكانات سياحية وطبيعية وأماكن للترفيه والتسلية خلال إجازتهم. وقال: إن الأسعار بلا شك هذا العام في ارتفاع كبير وقد أكد ذلك العاملون في مكتب السفر والسياحة وخاصة أن هناك ارتفاعاً في أسعار التذاكر الدولية، مشيراً إلى أنه يحرص أيضاً على السياحة في الداخل من خلال زيارة بعض المدن الرئيسة في الاجازات القصيرة وخاصة مع الأهل وغالباً ما يكون السفر للشرقية وجدة، وحتى في الداخل هناك أسعار غالية ويجب أن تشجع السياحة من خلال تقديم عروض مغرية خاصة للسكن في الفنادق والشقق المفروشة. وشدد على أن الشباب يفضلون السفر خارجياً أكثر من العائلات حسب ما يلاحظ بسبب أن الشباب لا يجدون أماكن ملائمة لهم في الداخل حيث تذهب لمواقع كثيرة وتجد أنها للعائلات فقط ، والعزاب يذهبون للجلوس على الرصيف فقط!! من جانبه قال ممدوح العنزي مسؤول برامج سياحية في مجموعة الصرح السياحية :إن هذا العام شهد إقبالاً على الكثير من الدول العربية وعلى رأسها دولة مصر ثم دبي وفي بداية الإجازة كان الإقبال على لبنان ولكن قد يكون لبعض الأحداث المؤسفة هناك أثر على انخفاض السفر لبيروت، كما أن ماليزيا لها السبق على كل الدول الآسيوية في هذا العام وخاصة للعائلات السعودية كما في الأعوام الماضية. وبالنسبة للدول الأوروبية هناك طلب واضح على النمسا وسويسرا وكذلك التشيك بالنسبة للرحلات العالجية والنقاهة لإنها تركز عليها بشكل واضح، وبالطبع هناك ارتفاع واضح في الأسعار لأسباب متنوعة وتتباين ما بين دولة وأخرى. نار.. يا بترول محمد خير الأحمدي مدير المبيعات في مجموعة الصرح للسياحة والسفر بالرياض يقدر زيادة السفر على القاهرة هذا العام بحدود 30٪ عن العام الماضي وكذلك هناك حركة متوسطة على دبي رغم تذمر الكثيرين من ارتفاع الأسعار هذا العام حيث أن عليها طلب متواصل طوال السنة وفيها حجوزات مسبقة للفنادق المعروفة حتى للعام القادم ثم بيروت في المرتبة الثالثة برغم أحداثها المعروفة والطلب كان مع بداية الإجازة ثم بدأ ينخفض بعض الشيء. وهناك حركة على اسطنبول وماليزيا للعائلات بشكل خاص والأخيرة تعتبر في زيادة عن العام الماضي حسب رأي في حدود تصل من 20٪ إلى 30٪، ونوه إلى أن هناك زيادة واضحة بالطبع هذا العام وبشكل خاص في غالبية شركات الطيران بسبب ارتفاع أسعار البترول عالمياً وبالتالي ارتفاع وقود الطائرات والقاهرة على سبيل المثال سجل ارتفاع تذاكرها بزيادة 250 ريالاً عن العام الماضي وفي هذا الحدود لأكثر من شركة. وقال: إن العروض التي تقدم للمسافرين في مختلف دول العالم ثأثرت بلا شك بسبب اختلاف أسعار الطيران وأيضاً للفنادق بسبب الطلب وإقبال على دول معينة دون أخرى مما يجعل بعض الفنادق ترفع السعر لفترة محددة وخاصة في هذا الشهر وشهر أغسطس القادم.