بالرغم من التحسن النسبي في أداء الأجهزة الحكومية، ودخول جيل من الشباب الحيوي في أغلب الوظائف خلال العقود الأخيرة، إلا أن الروتين الحكومي التقليدي مازال موجوداً في أغلب المرافق الخدمية الحكومية. وما بين روح الطموح وراء الوقت من جهة القطاع الخاص، وتمييع الوقت في بعض مرافق القطاع الحكومي، ينكوي قطاع الأعمال ببيروقراطية الجهات الحكومية أحياناً كثيرة، ويذعن لها مستسلماً خاصة في تلك الجهات الحكومية الخدمية التي تمس خدماتها قطاع الأعمال بشكل مباشر. وقد بدأت بعض الجهات الحكومية في تحرير جزء من خدماتها من خلال توظيف التقنية بشكل مباشر لتمكين المراجعين من الشركات والمؤسسات والأفراد من تنفيذ الحصول على تلك الخدمات بشكل مباشر عن طريق الإنترنت ومن مكاتبهم، ما يعد فتحاً كبيراً في أداء الأجهزة الحكومية، ويخفف الضغط الكبير الذي تعانيه تلك الأجهزة بالنظر لنمو قطاع الأعمال وقلة أعداد موظفي تلك الجهات. المواطنون أثناء تجديد أحد الاشتراكات في غرفة الرياض أ.د.سامي بن صالح الوكيل أستاذ هندسة الحاسب الآلي في كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود قال: إن التقنية هي أداة تتوقف عملية الاستفادة منها على مستوى السياسات المرسومة من أجل توظيف تلك التقنية والاستفادة منها الاستفادة الصحيحة، وأكد أن هناك جهات لديها تجهيزات تقنية عالية ولكنها لم تفعل بالشكل الصحيح، مما يعني عدم تأثيرها بشكل واضح في مسألة الإنتاجية والأداء. د.سامي الوكيل وأشار إلى أن التقنية يمكنها وبشكل فاعل في أن تساهم في عملية الضبط وتسهل عملية الأداء للموظف، كما أنها قد تختصر الوقت في تنفيذ الأعمال، لكنه عاد ليؤكد أن الاستفادة الحقيقية من توظيف التقنية في الإنتاجية يعود إلى من يستخدمون تلك التقنية ومدى رغبتهم في توظيفها والاستفادة منها في رفع الإنتاجية وتطوير الأداء. وقال: ما لم نوجد قيم العمل وأخلاقياته والحرص على رفع الإنتاجية بالشكل الصحيح، فإن التقنية تبقى رهينة إيماننا وقيمنا تجاه العمل ورغبتنا في تطويره من عدمها. وبين أن حسن توظيف واستخدام التقنية لو التقى مع قيم العمل والرغبة في تطوير الأداء لساهم بشكل واضح في تنفيذ الأعمال الحكومية ذات العلاقة بالقطاع الخاص ومصالح المواطنين بشكل أسرع، وأسهل في الوقت ذاته. وأشاد أ.د.سامي بتوظيف التقنية في بعض الجهات الحكومية، وقال إن تجربة الجوازات في تنفيذ العمليات اليومية ومنح المواطنين فرصة لأن يقوموا بإنهاء بعض العمليات من بيوتهم بالرغم من حساسية هذه الجهة كجهة أمنية، إلا أن تلك التجربة مشجعة، وتظهر مدى الاستفادة من التقنية بغية زيادة الإنتاجية والارتقاء بالأداء. وأشار إلى أن التوظيف السليم للتقنية في الأعمال يوزع المهام الوظيفية بشكل أكثر سلاسة، ويحد من المركزية التي في الغالب تقف وراء البيروقراطية والروتين، مشدداً على أن التقنية اليوم تمكن المستفيد من المواطنين ورجال الأعمال من أن يكون هو المستخدم لتلك التقنية كما يحدث اليوم مثلاً في المصارف التي تمكن عملاءها من تنفيذ العمليات البنكية من أي مكان. وطالب د.الوكيل القطاع الحكومي بأن يرفع من مستوى أداء موظفيه، وأن يوفر لهم الحوافز الدافعة للرفع من أدائهم، وأن يكون ذلك إلى جانب توظيف التقنية بشكل مهني يرفع من أداء تلك الجهات الحكومية من أجل التحرر من البيروقراطية عند التعامل مع احتياجات القطاع الخاص من الشركات والتي يمثل عامل الوقت والإنجاز بالنسبة لها أمراً مهماً.