انطلاق أعمال الملتقى الصناعي السعودي المصري    وصول طلائع رحلات الحجاج إلى مطار المدينة المنورة    أمير جازان يستقبل مدير فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمنطقة    أمير تبوك يستقبل محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية    القبض على (30) مخالفًا لنظام أمن الحدود لتهريبهم (600) كلجم من نبات القات المخدر    نوفو نورديسك ولايفيرا توقعان مذكرة تفاهم لتمكين إنتاج مستحضرات سيماغلوتايد الپپتيد-1    "هيئة تطوير حائل" تنضم رسمياً إلى الشبكة العالمية للمراصد الحضرية التابعة للأمم المتحدة    محمد بن ناصر يتسلّم التقرير الختامي لفعاليات مهرجان "شتاء جازان 2025"    عبدالعزيز بن عيّاف: مبادرة سمو ولي العهد تؤكد الخطى الثابتة للقيادة بتحويل الأقوال إلى أفعال    تجمع القصيم يفعّل برامج تحصينية شاملة استعدادًا لموسم الحج 1446ه    نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس المحكمة العامة بالقطيف    أولى رحلات المستفيدين من مبادرة طريق مكة تغادر مطار حضرة شاه الدولي ببنجلاديش    وزير الاستثمار يلتقي قطاع الأعمال بغرفة الشرقية    محمد بن ناصر يرعى حفل تخريج الدفعة ال20 من طلبة جامعة جازان    نجاح أول عملية زراعة كلى بمدينة الملك سعود الطبية    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة "من جمهورية باكستان الإسلامية    مدير مكتب صحيفة "الرأي" بجازان يحتفل بتخرج نجله مجاهد من قسم الهندسة الكيميائية بجامعة جازان    Saudi Signage & Labelling Expo يعود إلى الرياض لدعم الابتكار في سوق اللافتات في المملكة العربية السعودية البالغة قيمته 492 مليون دولار    "الصحة" تطلق المسح الصحي العالمي 2025    قوات الاحتلال تنفّذ عمليات هدم في رام الله والخليل    الفريق الفتحاوي يواصل استعداداته لمواجهة الشباب.. وقوميز يعقد مؤتمرًا صحفيًا    كشف النقاب عن مشروع «أرض التجارب لمستقبل النقل» في السعودية    كارلو أنشيلوتي يتفق مع منتخب البرازيل    رياح و امطار على عدة اجزاء من مناطق المملكة    المخزونات الغذائية والطبية تتناقص بشكل خطير في غزة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية    الهدد وصل منطقة جازان.. الأمانة العامة تعلن رسميًا عن الشوارع والأحياء التي تشملها خطة إزالة العشوائيات    الانتخابات العراقية بين تعقيدات الخريطة وضغوط المال والسلاح    أمير مكة: دعم سخي يؤكد تلمس حاجات المواطن    توجّه دولي يضع نهاية لزمن الميليشيات.. عون:.. الجيش اللبناني وحده الضامن للحدود والقرار بيد الدولة    النصر يتوج بكأس دوري أبطال آسيا الإلكترونية للنخبة 2025    الضيف وضيفه    شدّد على تأهيل المنشآت وفق المعايير الدولية.. «الشورى» يطالب بتوحيد تصنيف الإعاقة    المنتخب السعودي للخماسي الحديث يستعد لبطولة اتحاد غرب آسيا    زواجات أملج .. أرواح تتلاقى    أمير المدينة يدشّن مرافق المتحف الدولي للسيرة النبوية    الأمير فيصل بن سلمان:"لجنة البحوث" تعزز توثيق التاريخ الوطني    نادي الثقبة لكرة قدم الصالات تحت 20 سنة إلى الدوري الممتاز    في الجولة 31 من يلو.. نيوم لحسم اللقب.. والحزم للاقتراب من الوصافة    كلاسيكو نار في نصف نهائي نخبة آسيا للأبطال.. الأهلي والهلال.. قمة سعودية لحجز مقعد في المباراة الختامية    رافينيا: تلقيت عرضا مغريا من الدوري السعودي    بوتين يعلن هدنة مؤقتة في ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي    حكاية أطفال الأنابيب (2)    وزارة الداخلية تواصل تنفيذ مبادرة "طريق مكة" في (7) دول و(11) مطارًا    محافظ محايل يكرم العاملين والشركاء في مبادرة "أجاويد 3"    انطلاق ملتقى "عين على المستقبل" في نسخته الثانية    شذرات من الفلكلور العالمي يعرف بالفن    GPT-5 وGPT-6 يتفوقان على الذكاء البشري    مكونات صحة سكانية ترفع الأعمار    مكتبة الملك عبدالعزيز تعقد ندوة "مؤلف وقارئ بين ثنايا الكتب"    تدشين 9 مسارات جديدة ضمن شبكة "حافلات المدينة"    الرياض تستضيف الاجتماع الدولي لمراكز التميز لمكافحة الإرهاب    أمير منطقة جازان يستقبل قائد قوة أمن المنشآت المعيّن حديثًا بالمنطقة    جامعة جدة تحتفي بتخريج الدفعة العاشرة من طلابها وطالباتها    جامعة الأمير سلطان تطلق أول برنامج بكالوريوس في "اللغة والإعلام" لتهيئة قادة المستقبل في الإعلام الرقمي    كيف تحل مشاكلك الزوجيه ؟    السعودية تمتلك تجارب رائدة في تعزيز ممارسات الصيد    بتوجيه من ولي العهد.. إطلاق اسم "مطلب النفيسة" على أحد شوارع الرياض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرسي يدعو إلى تأسيس آلية ذاتية فعالة لفض النزاعات بالطرق السلمية
الرئيس الفلسطيني يدعو المجتمع الدولي بصورة عامة والدول الإسلامية بصورة خاصة إلى العمل من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الأعزل
نشر في الرياض يوم 07 - 02 - 2013

انطلقت في القاهرة أمس أعمال مؤتمر القمة الإسلامية الثانية عشرة برئاسة الرئيس المصري محمد مرسي وبمشاركة 56 دولة تحت شعار (العالم الإسلامي: تحديات جديدة وفرصة متنامية). ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى أعمال القمة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله» صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وقد بدأت الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر القمة الإسلامية بآيات من الذكر الحكيم.
الرئيس السنغالي
وألقى فخامة الرئيس ماكي سال رئيس جمهورية السنغال الذي ترأس بلاده الدورة الحادية عشرة للقمة كلمة دعا فيها الدول الأعضاء إلى اعتماد البيان الرسمي حول مالي الذي أعدته المجموعة الإفريقية. وأوضح الرئيس سال في كلمته الافتتاحية أمام مؤتمر القمة الإسلامية الثانية عشرة أن السنغال بذلت جهودا حثيثة خلال رئاستها للدورة الحادية عشرة للقمة الإسلامية لحل أزمة مالي. وطالب الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي بضرورة بذل المزيد من الجهود للتضامن مع مالي في مواجهة ما وصفه بالإرهابيين، ومعربا عن أسفه لعدم التضامن الكافي مع مالي في منظمة التعاون الإسلامي. وقال الرئيس سال: «إن مالي على وشك أن تختفي وبالتالي يتعين علينا ألا نترك قلة يرتبكون جرائم وأعمالا منافية لتعاليم الإسلام، وأن يقوموا بتشويه صورة هذا الدين وبالتالي ازدياد الكراهية للإسلام». وشدد الرئيس السنغالي على أن من يرتكبون هذه الأعمال يخالفون رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه جاء رحمة للعالمين، داعياً كافة الدول الأعضاء إلى النظر في حال ومستقبل الأمة الإسلامية, فهناك أجيال سابقة صنعت الحضارة الإسلامية وخلقت التقدم الذى أفاد العالم. وأشاد الرئيس السنغالي ماكي سال في كلمته الافتتاحية بمبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للتصدي للإرهاب, مطالبا بضرورة تبني استراتيجية تعاون شامل من أجل نشر التعليم والثقافة ومحاربة التطرف, ومنوها أيضا بالدور الذي قامت به قمة داكار لتدعيم العمل الإسلامي في مختلف المجالات. وأكد الرئيس سال أن «السنغال تقف مع الشعب السوري الذي يتعرض للعنف والقتل بسبب مطالبته بالحرية»، لافتا إلى أنه رغم الاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو «مراقب» في الأمم المتحدة إلا أنه لا يزال هناك تحد آخر يتمثل في الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لها كما أن هناك تحديا آخر يتمثل في حال أقليات الروهينغا المسلمة في ميانمار. وشدد الرئيس السنغالي على أنه رغم الجهود التي بذلتها رئاسة المنظمة إلا أن صندوق التبرعات الخاص بالمنظمة جمع 6 مليارات دولار رغم أن الهدف كان 10 مليارات دولار، داعيا الدول الأعضاء في المنظمة إلى الإسهام في دعم الصندوق بالشكل المنشود، فيما حيا شعوب البلدان التي خاضت عملية تحول ديمقراطية بطريقة سلمية. وقال الرئيس سال: «إننا منذ قمة داكار عام 2008، وقمة مكة المكرمة الاستثنائية في أغسطس 2012, نعمل على تطوير التعاون الإسلامي في المجالات المختلفة, وأعددنا الآليات اللازمة لذلك»، منوها بأن خطط عمل عشرية وبرامج خاصة بالتنمية في إفريقيا. ووجه الرئيس السنغالي الشكر إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو على تعاونه في الأمانة, مهنئا معالي الأمين العام الجديد الأستاذ إياد بن أمين مدني, معربا عن تمنياته بالنجاح للرئيس المصري محمد مرسي خلال رئاسة للدورة الثانية عشرة في خدمة القضايا الإسلامية، قائلا «إن نجاحنا سوف يأتي من اتحادنا واستغلالنا لمواردنا».
قمة مصغرة على هامش قمة القاهرة تجمع مرسي -وسط- والرئيس التركي عبدالله غُل والإيراني أحمدي نجاد وأمين عام التعاون الإسلامي البروفسور أوغلي. (رويترز)
كلمة مرسي
ومن جهته , دعا فخامة الرئيس محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية قادة الدول المشاركة في القمة الإسلامية الثانية عشرة إلى الاتفاق على تأسيس آلية ذاتية فعالة لفض النزاعات بالطرق السلمية, والتعامل مع كافة الأزمات التي تواجه الدول الإسلامية. وقال الرئيس مرسي في كلمته الافتتاحية أمام القمة الإسلامية الثانية عشرة التي تسلمت مصر رئاستها اليوم من السنغال «إن هذه الآلية ستحقق مصالح الدول الإسلامية وترعى حقوق شعوبها وتحفظ استقلال قراراتنا الكبرى وتؤدي إلى تقلص التدخل الأجنبي المباشر وغير المباشر في أحوالنا الداخلية والبينية, كما تسهم في دعم السلم والأمن العالمي خاصة بعد تزايد المخاطر جراء تفجر الأزمات والصراعات هنا وهناك. وأوضح الرئيس مرسي أن هذه الآلية تأتي في إطار مواجهة الأزمات السياسية للدول الإسلامية وتحديات التدخلات الخارجية وعدم عدالة موازين الآليات الدولية. وطالب بضرورة تكاتف الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في السعي لإصلاح المؤسسات العالمية والتأسيس لنظام «حوكمة» رشيد له آليات ديمقراطية حقيقية تمثل فيها دول العالم على قدم المساواة وتساهم في تحقيق السلم والأمن العالمي بما يؤدي إلى نظام عالمي يدعم قيم العدل والحق والشراكة الإنسانية. وحث الرئيس محمد مرسي المعارضة السورية على ضرورة الإسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة لتكون مستعدة لتحمل المسؤولية السياسية بكافة جوانبها حتى إتمام عملية التغيير السياسي المنشود بإرادة الشعب السوري وحده. كما دعا الرئيس المصري كافة أطياف المعارضة التي لم تنضم للائتلاف الوطني السوري إلى التنسيق معه «الائتلاف» وإلى مؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة لعملية البناء الديمقراطي لسوريا الجديدة. وطالب رئيس القمة الإسلامية جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بدعم الخطوات المهمة التي يتخذها السوريون من أجل توحيد صفوفهم وإقامة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة, والذي يتخذ من القاهرة مقرا له, حيث تقدم له مصر كل الدعم اللازم ليقوم بمهامه على الوجه الأكمل. وقال فخامته : إن الأمة الإسلامية العظيمة تعقد علينا الآمال الكبار للتغلب على التحديات التي تواجهها وتدعونا لتعظيم الاستفادة من الموارد والإمكانات التي تزخر بها بلادنا ومن ثم فقد آثرنا أن يكون موضوع قمتنا اليوم «العالم الإسلامي تحديات جديدة وفرص متنامية».
وقال الرئيس مرسي في كلمته أمام القمة الإسلامية الثانية عشرة: «إننا نواجه على المستوى السياسي العديد من التحديات على رأسها، وفي قلب كل منا القضية الفلسطينية حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم أجمع، مؤكدا أنها القضية المركزية والهدف الأسمى لمنظمتنا التي قامت بعد حريق المسجد الأقصى عام 1969 والتي من أهم أهدافها دعم جهاد الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته ذات السيادة وعاصمتها القدس. وأضاف أن الأمة الإسلامية لديها كل الإمكانيات لتحتل مكانة متميزة في العالم، ولكن النتائج لا تتناسب مع واقعنا الحالي، مشيرا إلى أن الأزمة في سوريا وفلسطين وغيرها من القضايا، تحدق بعجلة التنمية للدول الإسلامية. وتابع قائلا: «لقد خلقت أحداث العنف الطائفية ضد مسلمي ولاية «راكين» بجمهورية اتحاد ميانمار وضعًا لا يمكن السكوت عنه وفي ظل الأعداد المتزايدة من القتلى والجرحى والنازحين فلابد من الاستجابة السريعة للجهود الدولية لحماية مسلمي الروهينجا ومنع أي تمييز ضدهم وضمان حصولهم على كامل حقوقهم المشروعة كمواطنين كاملي المواطنة». وطالب حكومة ميانمار بتحمل مسؤولياتها إزاء الأوضاع المتردية في ولاية «راكين» داعيًا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يكيلا بمكيال واحد، مشددا على احترام وضمان حقوق المسلمين في ميانمار. ونوه الرئيس المصري بالجهود الكبيرة التي بذلتها منظمة التعاون الإسلامي من أجل تعزيز وتفعيل دور المرأة في مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية إعمالاً لمبادئ شريعتنا الغراء التي أعلت من قدر المرأة ومكانتها، منوهاً في الوقت نفسه بضرورة الاهتمام بتعزيز التواصل الشبابي بين بلداننا في مختلف الجوانب وتوسيع نشاط منتدى شباب المؤتمر الإسلامي للحوار والتعاون وفتح أفرع له في الدول المختلفة ليصبح قناة للتواصل والتعارف المستمر بين شباب العالم الإسلامي. واختتم الرئيس المصري كلمته بتوجيه خالص الشكر للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو لما قدمه خلال فترة توليه من جهد وعمل دؤوب من أجل تحقيق أهداف المنظمة وتعزيز العمل الإسلامي المشترك وحرصه على قيام المنظمة بدور فاعل على المستوى الدولي.
أوغلي
وناشد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، الدول الأعضاء بالمنظمة إلى عقد مؤتمر مانحين خاص بمدينة القدس الشريف على أساس الخطة الإستراتيجية لتنمية القطاعات الحيوية. ودعا أوغلو في كلمته أمام القمة الإسلامية الثانية عشرة إلى تشكيل شبكة أمان مالية إسلامية لتلبية الاحتياجات الرئيسية للشعب الفلسطيني في أعقاب تصعيد إسرائيل لإجراءاتها وحجز أموال الضرائب الفلسطينية. وعن الإصلاحات والإنجازات التي شهدتها المنظمة، قال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إنه يقدم للدول الأعضاء منظمةً متجددة تقف على دعائم قوية، وأكثر قدرة على تلبية تطلعات شعوبها، وتحفيز الأمل لديها، مبينا أن المنظمة أضحت اليوم أداة فاعلة يعوّل عليها الجميع، ويترقب العالم تحركاتها، ليرتفع سقف الطموحات المنتظرة منها متوازيا مع نجاحاتها، ويصبح المرجو منها أعظم، ومسؤولياتها أكبر. وأضاف أن المنظمة لم تحصر نفسها في طابعها الحكومي، ولم تقف عند حدود تقاليدها المتوارثة، بل وسّعت تحركاتها، لتدنو من نبض الشارع المسلم، عبر إنشاء الهيئة الدائمة والمستقلة لحقوق الإنسان، لافتا إلى القفزة النوعية التي حققتها في مجال تمكين المرأة في العالم الإسلامي، فضلا عن نجاحاتها في خلق مفاوضات مكثفة مع الغرب للتغلب على ظاهرة الإسلاموفوبيا. وتابع قائلا إن الهدف كان الانتقال بالمنظمة من حيز المراقب للحدث، إلى التفاعل الإيجابي مع الحدث نفسه، مبينا أنها تحولت من جهة تنفيذية لتنظيم المؤتمرات إلى منظمة تعاون متنام متكامل، تعبر بشعارها الجديد عن عالمية التوجه وخصوصية التعبير. وشدد على قوله «إنه ليس إنجازي، إنها ثقتكم التي منحتموني إياها، وأعطيتموني من خلالها الفرصة لأثبت لكم أن المنظمة قادرة على أن تتغير للأفضل وتغير صورتها لدى العالم». وفيما يتعلق بالشأن السوري، أفاد معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أنه ناشد شخصيا القيادة السورية لوضع المصلحة العليا لبلدها ووحدة شعبه فوق كل اعتبار والتضحية، باعتبار أن الحكومات يجب أن تكون في خدمة الشعوب وأن تستجيب لمطالبها وتطلّعاتها، لا أن تكون الشعوب في خدمة الحكومات، معربا عن استياء شعوب الأمة الإسلامية من عجز مجلس الأمن الدولي.
المالكي
ومن جانبه أعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمته أمام القمة والتي ألقاها نيابة عن المجموعة العربية عن أمله في أن تنهض الشعوب والدول الإسلامية, مشيرا إلى أن العالم الإسلامي يشهد ظروفا غاية في الخطورة وهو ما يعني أن البلدان الإسلامية أمام تحديات مهمة تتطلب حلولا عاجلة شجاعة. وشدد المالكي على ضرورة توحيد الجهود إزاء الأزمات سواء التي تحدث بتحركات داخلية أو أجندات خارجية، مؤكدا أهمية طرح الإسلام الوسطي المعتدل الذي أمر بحقوق الإنسان .. ومؤكدا ضرورة توحيد جهود أعضاء منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي يهدد مستقبل البلدان الإسلامية ويعطي صورة بائسة عن الإسلام. وطالب بضرورة تفعيل أسس التضامن بين الأمة الإسلامية التي تملك كل هذه القدرات والتي تحتاج إلى استراتيجية فعل وعمل يتواصل من خلالها الأشقاء منوها بأن جدول أعمال القمة الإسلامية حافل بقضايا عاجلة ويتضمن جلسات استثنائية. وأعرب عن تطلعه بأن يقوم الرئيس المصري محمد مرسي والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي بعمل متابعة ميدانية لهذه القضايا، مؤكدا ضرورة أن تكون المنظمة أكثر قدرة وفاعلية وضرورة دعمها بكل ما تحتاج إليه. وفيما يتعلق بفلسطين، قال المالكي إن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى دعم ووقفة، ورحب بحصول فلسطين على صفة دولة مراقب بالأمم المتحدة، مؤكدا أن هذا ليس كافيا ولابد من مساندة القضية الفلسطينية حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كل حقوقه. وفيما يخص سوريا، نبه رئيس الوزراء العراقي إلى أن الشعب السوري يعاني من أعمال العنف والقتل والتخريب، ولابد من موقف مساند ومخرج سلمي لتخرج سوريا من أزمتها وعمل مكثف للتأكيد على تبرئة الإسلام من اتهامه بالإرهاب.
كلمة المجموعة الإفريقية
ونيابة عن المجموعة الإفريقية أمام القمة القمة الإسلامية الثانية عشرة, ألقى الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان كلمة دعا فيها منظمة التعاون الإسلامي إلى المساندة والعمل على إنجاح تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2580 الخاص بمالي والذي يتيح نشر قوات هناك للتصدي للجماعات الإرهابية. وقال الرئيس النيجيري إن بلاده سوف تتقدم للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي، مطالبا بالتوافق العام في الآراء حول هذا الموضوع، ومؤكدا أن نيجيريا سوف تعتمد على دعم الدول الإسلامية في هذا الشأن. وأكد أن الدعوة إلى دمقرطة العالم ينبغي أن تشمل المنظمات الدولية بما فيها مجلس الأمن من أجل تحقيق السلام والمساواة وتحقيق التوازن، مشددا على ضرورة تعاون أفريقيا ومنظمة التعاون الإسلامي لتحقيق هذا الهدف. وأعرب الرئيس النيجيري عن تقدير بلاده للتضامن الذي شهدته على خلفية الأعمال الإرهابية التي وقعت بها، مشيرا إلى خطورة أنشطة الجماعات الإرهابية. وأعلن عن تأييد نيجيريا اقتراح زيادة رأس مال صندوق التنمية من أجل تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها، معتبرا أن المنظمة استطاعت أن تعبئ أنشطتها لمعالجة أزمة حدة الفقر.
كلمة المجموعة الآسيوية
وبدوره أكد الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو في كلمته نيابة عن المجموعة الآسيوية أمام الجلسة الافتتاحية للقمة الإسلامية ضرورة اغتنام الفرص المتاحة أمام العالم الإسلامي ليجعل من القرن الحادي والعشرين قرنا للأمة الإسلامية ولتحقيق السلم والأمن والتنمية لشعوب هذه الأمة. وقال الرئيس الإندونيسي إن معاناة الشعب الفلسطيني لاتزال مستمرة, وإن إسرائيل تواصل حرمانها لهم من حقوقهم كل يوم .. مؤكدا ضرورة تقديم مزيد من الدعم لهم وأهمية التكاتف بين الدول الإسلامية في هذا الشأن. ونوه بأن المنظمة الإسلامية تعد ثاني أكبر منظمة في العالم بعد الأمم المتحدة, وعليها أن تستخدم قدراتها الجماعية لتحسين ظروف المعيشة, وإعطاء مكانة لنحو 5ر1 مليار نسمة .. مطالبا المنظمة بأن تلعب دورا أكبر وتسهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين وتسوية الصراعات التي تعاني منها الأمة. وشدد الرئيس الإندونيسي على أهمية إنهاء العنف في سوريا, داعيا إلى أن يكون للمنظمة صوت واحد لوقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين وإيجاد حل يحترم إرادة الشعب السوري. وطالب بضرورة أن تسهم منظمة التعاون الإسلامي في الحوار الجاري حول حقوق الإنسان فيما يخص الصراعات في ميانمار, لافتا إلى أن إندونيسيا ودول آسيا تعمل على تحسين الظروف في ميانمار والوصول لتسوية للأزمة هناك.
كلمة فلسطين
ومن جهته توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته بالشكر إلى الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامي التي ساندت حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة. وقال الرئيس الفلسطيني إن بلاده تعاني من ويلات الاحتلال منذ عام 1967م, وتسعى الآن إلى إيجاد منهجية جديدة تستند لمرجعية مختلفة بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وإعلان دولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف. وأكد أنه «إذا استمرت إسرائيل في توسيع دائرة الاستيطان فسنلجأ إلى جميع المحافل الدولية بما في ذلك مجلس الأمن» معربا عن تقديره لمجلس حقوق الإنسان الدولي على خلفية إدانته للجرائم والانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين. ودعا المجتمع الدولي بصورة عامة والدول الإسلامية بصورة خاصة إلى العمل من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الأعزل, لافتا إلى أن السلطة ماضية في إنجاز المصالحة الفلسطينية. وأشاد بجهود الأشقاء العرب وبصفة خاصة مصر للوصول إلى المصالحة الفلسطينية مشيرا إلى أن القاهرة سوف تستضيف بعد يومين اجتماعا لكل الفصائل الفلسطينية في القاهرة للمضي قدما في تحقيق المصالحة. ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية تتحمل مسؤوليتها الإنسانية تجاه قطاع غزة .. داعيا في الوقت نفسه إلى رفع الحصار الإسرائيلي المفروض عليه لإحداث التنمية الشاملة فيه. وفور انتهاء كلمة الرئيس الفلسطيني, قرر الرئيس مرسي رفع الجلسة الافتتاحية ودعوة الزعماء والوفود المشاركة فى قمة القاهرة لحضور مأدبة غداء, على أن تستأنف المناقشات في وقت لاحق, كما أعلن اعتماد جدول أعمال القمة.
اإجراءات أمنية مشددة رافقت انعقاد القمة الاسلامية (ا ف ب)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.