ابدى عدد من أهالي محافظة الزلفي استياءهم من وجود ثلاثة من أبناء المحافظة على قائمة ال 36 المتهمين والمشتبه بهم بعلاقتهم بأعمال إرهابية.. وتزامن ذلك مع نشر نداءات من عدد من أولياء أمور هؤلاء الموجودين على القائمة مطالبينهم بتسليم أنفسهم للسلطات الأمنية.. ونشرت «الرياض» نداءات هؤلاء وهم والد ابراهيم المطير ووالد فهد الجوير وأبناء عبدالرحمن المتعب الذين سببوا ألماً وحسرة وصدمة لأهاليهم خاصة وأهالي الزلفي بصفة عامة. ومعروف عن أهالي الزلفي ولاؤهم لقيادتهم الحكيمة ولدينهم ووطنهم ولهم من المواقف الكثيرة ما يشهد بذلك على مر التاريخ، وقام وفد يمثل أهالي الزلفي قبل فترة بلقاء سمو ولي العهد وقدموا خلاله ولاءهم وطاعتهم لقيادتهم وأكدوا التزامهم بالوفاء والولاء لهذا الوطن وتمسكهم بالعقيدة السمحاء التي هي نبراس حياتهم. و«الرياض» وهي تفتح ملفاً ربما يعتقد البعض انه كبير وهام ويعتقد الآخرون انه مبالغ فيه وأعطي أكبر من حجمه وهو التطرف وتفريخ الإرهاب.. ولعل الزلفي بذاتها ليست مقصودة بفتح الملف لأن التطرف وتفريخ الإرهاب وتربيته حتى اصبح رعباً للوطن والمواطن لاحقته الدولة ومواطنوها بكل جسارة وقوة حتى كادت ان تقضي عليه نهائياً ولكن أهل الشر، والفئة الضالة لم تجف منابعها ولها من الأذناب بقية سيصل إليهم رجال الأمن البواسل حماة الوطن بالتعاون مع المواطنين الذين يرفضون المساس بأمن الوطن والمواطن. وتلقت «الرياض» سيلاً من الاتصالات والتساؤلات عن سبب ربط هذه الأسماء وما قبلها ممن ادينوا بأفكار تكفيرية ومنهم الفهد وأخيراً حمد الحميدي الذي أتى للزلفي قادماً من المجمعة وشكل بؤرة لإفساد فكر شباب الزلفي بالآراء والمعتقدات التكفيرية الخاطئة حتى ضبط في مداهمة سابقة في الرس. وهذا ما قادنا لنحاور عددا ممن اكتووا بالمتغيرات التي سببها عدد من هؤلاء في عقول عدد من شباب وأبناء الزلفي الذين انجرفوا وراء هذه الأفكار فخرجت عن اطارها الصحيح وانتقلت إلى المدارس وادارة التعليم وبعض القطاعات الأخرى التي تحتاج إلى متابعة أفكار العاملين فيها.. ولعل ما تطرق له عدد من المشايخ الأفاضل حول قيام عناصر فعالة في ادارة تعليم الزلفي وبعض المدارس من إلغاء عدد من التعليمات والبرامج التي تنفذها وزارة التربية والتعليم دون رادع أو احترام لهذه الأنظمة التي لم تتعد حدود الشريعة الإسلامية ومنها العرضة السعودية ووضع صور ولاة الأمر وعلى رأسهم المغفور له الملك عبدالعزيز وعدم بث النشيد الوطني سواء كتسجيل أو أداء جماعي في طابور الصباح المدرسي وكذلك العرضة السعودية سواء في المدارس أو المناسبات الوطنية وغيرها من أمور أثرت كثيراً على الشباب الصغار والشباب الكبار وحتى الشيوخ وترسيخ مفاهيم خاطئة بحاجة إلى وقفة صادقة ليس من وزارة التربية والتعليم فقط ولكن من جهات أخرى كوزارة الشؤون الإسلامية وهيئات الأمر بالمعروف والجهات الأمنية المتعددة ورعاية الشباب وهيئة السياحة وغيرها لإعادة صياغة عقول الشباب والابتعاد عن تلك الأفكار المنحرفة. «الرياض» التقت بعدد من المواطنين الغيورين على دينهم وعقيدتهم ووطنهم وأهلهم في الزلفي وتحدثوا بمرارة عن ما يجيش من خواطر اخوانهم.. بداية يقول د.سليمان العليوي مدير تعليم محافظة الزلفي سابقا ل«الرياض» انه تم نقلي من الزلفي بناء على شكوى من مجموعة لا أعلمها ولبت الوزارة لهم رغبتهم ورغم انني طلبت التحقيق في خطاب رسمي للوزارة إلا ان شيئا من ذلك لم يتحقق وقد تم اعفاء كل من كان يعمل في ادارتي السابقة من أصحاب التوجهات السليمة. ويكشف د.العليوي من خلال حديثه ل«الرياض» ان الذين أمر بالتحقيق معهم لعدم تنفيذهم للوطنيات هم من مكنوا من ادارة الجهاز التعليمي. قنّنا المراكز الصيفية ولم نحاربها كان منطلقنا تجاه المراكز الصيفية عملية التنظيم كما يقول د.العليوي ويتابع: ان كان هناك مراكز صيفية أمر بافتتاحها من قبل الوزارة فلم يكن لدينا مانع في ذلك أما ان تكون هناك مراكز ارتجالية فهذا شيء مرفوض. بحثنا المشاكل مع الوزارة فكان هذا ردها ويتابع د.العليوي شهادته: لقد قمنا ببحث كثير من المشاكل في تعليم الزلفي مع الوزارة كتجاوزات بعض المدرسين في فصولهم والتجمعات في المدارس خارج الدوام الرسمي فما كان من الوزارة إلا ان قالت: انتم تضخمون الأمور!! هذا هو الحل ومن وجهة نظر مدير تعليم الزلفي السابق د.العليوي فإن الحل الأوحد يمكن بتغيير بعض القيادات التعليمية واستبدالهم بمن لديه ولاء لدينه أولاً ثم لقيادته. العرضة أوقفت بناء على طلب الوزير ضمن برنامج حفل زيارة الوزير السابق د.محمد الرشيد للمحافظة كما يقول العليوي كان ضمن فقرات الحفل «العرضة السعودية» وانتشر خبرها لدى أهالي المحافظة وتدخل رئيس محكمة الزلفي لايقافها وبعدها تلقينا اتصالا من وزير المعارف د.الرشيد يأمر بإلغائها من برنامج الحفل. التعليم «كان يسير وفق رغبتهم » وفي شهادة معلم سابق عن واقع التعليم في المحافظة، أوضح ان التعليم كان يسير وفقاً لما خطط له: «من قبل 19 عاما منذ ان كان د. سليمان العليوي، مديراً لتعليم المحافظة، وكان التعليم يسير وفق توجيهات ولاة الأمر - حفظهم الله - ووفق منهجية الوزارة في ذلك الحين، وكان من ضمن ذلك ما أمر به سمو ولي العهد من تنفيذ العرضة السعودية وادخالها ضمن الأنشطة الرياضية، وامتثالا لطاعة ولاة الأمر وتوجيهات الوزارة أمر د. العليوي بتنفيذها». شكوى 19 عاماً أثار امتثال العليوي لتطبيق العرضة السعودية في مدارس المحافظة حفيظة ممن يسمون أنفسهم ب «الاخوان المسلمين». وتابع حديثه ل «الرياض» اجتمع مجموعة من مديري المدارس ومن القضاة وغيرهم في المحافظة، وتقدموا بشكوى لوزير التربية والتعليم السابق د. محمد الرشيد، ضد مدير التعليم د. سليمان العليوي، بحجة انه أمضى قرابة ال 19 عاما في إدارة تعليم المحافظة». أسباب الشكوى الحقيقية ويكشف الشاهد في حديثه عن الأسباب التي دفعت المجموعة سابقة الذكر بالتقدم للوزير السابق بالشكوى ضد مدير إدارة تعليم المحافظة في ذلك الوقت: «نحن على علم بأن الأسباب التي دفعت بهؤلاء للتقدم بالشكوى ضد د. العليوي لم تكن بحجة ال 19 عاما التي قضاها في إدارة تعليم المحافظة، بكل كان بسبب تأكيد الدكتور العليوي دوماً على اقامة النشيد الوطني، وتحية العلم، والعرضة السعودية، في مدارس المحافظة». ويعود الشاهد إلى الوراء قليلا.. ذاكراً بأنه تم إعفاء مجموعة من مديري مدارس المحافظة من قبل لجنة الإدارة المدرسية والمكونة من «6» أشخاص، وذلك لعدم تجاوبهم مع التوجيهات التي أصدرتها إدارة التربية والتعليم بضرورة اقامة النشيد الوطني، وتحية العلم، وإدخال العرضة السعودية في نشاطات المدارس». فكان إعفاؤهم عن إدارات مدارس المحافظة، كما يتابع المعلم السابق في سرد شهادته، سبباً ليتقدم «4» منهم بشكوى لوزير التربية والتعليم ضد د. العليوي والذي قابل هذه الشكوى بمطالبة منه بفتح تحقيق في الأسباب التي دفعت هؤلاء بالتقدم بالشكوى ضده، الأمر الذي أعفي على إثره من إدارة تعليم الزلفي.. ومن هنا كانت بداية تأثر واقع التعليم في المحافظة. مدير التعليم الجديد.. والتغييرات ويمضي المعلم السابق في حديثه ل «الرياض» قائلا: «بعد مباشرة مدير التعليم الجديد حمد الجاسر والذي أتى خلفاً للعليوي، قام بتعيين من تم إعفاؤهم في ذلك الوقت لعدم التزامهم بتطبيق التوجيهات، قام بتعيينهم رؤساء أقسام ما بين مشرف ورئيس قسم ومدير إدارة». إنزال شعار المئوية.. وعدم إعادته وأشار المعلم السابق إلى ان «مدير التعليم الجديد من حين مباشرته قام بإنزال لوحة علقت على إدارة التعليم في المحافظة كلفت حوالي «16» ألف ريال تحمل شعار المئوية بداعي الترميم، ولم تعد إلى مكانها». ويضيف: «كما أن ممرات إدارة التعليم في المحافظة كانت جدرانها تحمل لوحات كتب عليها من أقوال الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - فتم إنزالها مع بعض لوحات الأنشطة بداعي الترميم، فأعيدت فيما بعد اللوحات الخاصة بالأنشطة ولم تعد اللوحات التي تحمل أقوال الملك المؤسس». كما قامت إدارة التعليم في المحافظة بحسب شهادة هذا المعلم بإنزال صورتين كبيرتين للملك عبدالعزيز كانتا معلقتين في صالة الاحتفالات». مساء الجهاد.. مساء الأشلاء.. مساء الدماء..مساء الرقاب ويذكر المعلم في حديثه الموثق تسجيلاً بأنه في يوم الخميس 7/2/1423ه، أقامت إدارة التعليم في المحافظة لقاء أسمته «لقاء الانتقاء» تم خلاله استدعاء مجموعة من المنشدين وكان من ضمنهم «محمد شظاف الشهري» الذي كان معلما في الرياض وقد ترك التدريس من شهر ذي الحجة العام 1422ه بمعنى انه ترك مهنة التدريس منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، فكان مما أنشده هذا الشخص في اللقاء: مساء الجهاد.. مساء الإعداد.. مساء الدماء.. مساء الأشلاء.. مساء الرقاب.. «وكان هذا الإنشاد على مرأى ومسمع من مدير إدارة التعليم آنذاك حمد الجاسر ولم يعلق.. أو يصدر قراراً بمنعه».. فكان هذا اللقاء بحسب المعلم هو بداية إثارة الأفكار التي كانت موجودة مسبقاً بل إن هذا اللقاء عزز وأعلن عن فكر التفجير. ويتابع و«للأسف من قام بتقديم هذا النشيد طبق ما أنشده أفاعلاً على أرض الواقع حيث يعد «الشهري» أحد المتورطين في تفجير اشبيليا الذي وقع في العاصمة الرياض». تجاهل النشيد الوطني ويكشف من خلال حديثه ل «الرياض» عن وجود ثانوية لم تؤد النشيد الوطني حتى آخر يوم من أيام الفصل الدراسي الماضي، بل ان المدارس المتوسطة والثانوية من حين مغادرة د. العليوي لم تقم بإقامة النشيد الوطني أبداً، وقبل سنة من الآن بدأ البعض باقامته على استحياء، بل وصل الاستهتار ببعض المدارس بجعل طلاب الأول ثانوي يؤدون النشيد الوطني دون زملائهم في الصف الثاني والثالث الثانوي. ويضيف الشاهد في شهادته نقلاً عن أحد طلاب مدارس المحافظة ان مسؤولي مدرسة قاموا بتمرير مجسم على شكل «جنازة» في الطابور الصباحي صاحب هذا المشهد صوت قارئ القرآن الكريم وهو يبكي بشدة!!!. رفض الاحتفال الوطني ويذكر أحد مسؤولي التعليم السابقين في شهادة له انه قام باعداد نشرة بمناسبة مرور «21» سنة على تولي خادم الحرمين مقاليد الحكم تضمنت انجازاته - حفظه الله - التعليمية، الصحية، الخدمية، وإعمار الحرمين، وجهوده في نشر الإسلام خارج المملكة، فتفاجأت باستدعائى من قبل مسؤول التعليم الأول في المحافظة آنذاك حمد الجاسر ورفضها بحجة أن الإسلام ليس به سوى عيدين وأنه بمجرد اقرار مثل هذا العمل سيكون اقرارا لعيد ثالث. تناقضات غريبة ويتابع مسؤول التعليم في شهادته بقوله ان مجموعة معينة كانت ترفض وجود صور للقيادة السياسية بالمدارس بحجة تحريم الصور وذلك بعهد د. العليوي فما كان منا الا أن تفهمنا وجهة نظرهم وتقبلناها على مضض ولكننا ابقينا على الصور وبعد شهر من اعفاء د. العليوي، قامت هذه المجموعة بانزال صور القيادة الوطنية ومن ثم أتت انتفاضة الأقصى الأخيرة والتي قامت على اثر استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة فما كان من تلك المجموعة التي كانت تحرم صور القيادة الا ان ملأت مدارس المحافظة بصور الفتى الفلسطيني وصور الفتيات الفلسطينيات والانتفاضة فأي تناقض هذا؟! تنفير.. ثم تكفير.. فتفجير هذه هي الخطوة التي يتبعها البعض مع طلاب المحافظة بحسب الشاهد حيث يقول بداية يقومون بتنفير الطلاب من أمريكا وأنها رأس الكفر ثم يدخلون على مسألة تكفير كل من يتعامل معها بعدها يكون الطالب قد تحول إلى أداة تفجير. فكر الإرهاب غريب على المحافظة يقول أحد المعلمين في المحافظة في شهادة ل «الرياض»: بأن فكر الإرهاب غريب على محافظة الزلفي كما أنه غريب على أبناء المملكة جميعاً فلم يكن أبناء هذا البلد يعرفون هذا الفكر اطلاقا فقد كان منهجهم وسطاً». الحميدي السبب وحمل هذا المعلم حمد الحميدي سبب انتشار الفكر التكفيري بين أبناء المحافظة والذي وفد إلى المحافظة واستوطن بها تاركا دراسته ويتابع «لم يكن هذا الرجل مقبولا عند عامة أهل البلد فلذلك نأى في طرفها، ولم يستقطب طوال المدة التي تزيد على عشر سنوات، سوى عدد قليل لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة». وأضاف الشاهد: غرر بأبناء البلد بسبب خطابه الحماسي وكان للظروف الاقليمية وبقائه في البلد أثناء الفتنة والقائه للمواعظ فيها دور فاعل في كثرة اتباعه مقارنة بالفترة السابقة ويؤكد المعلم دور الحميدي في تحول الوضع في الزلفي قائلا من قال ليس هو السبب الرئيسي فهو اخطأ لأنه ليس من رأى كمن سمع ومن عايش عرف حجم التأثير. دور العلماء والمعلمين في محاربة التطرف ويتحدث المعلم عن دور العلماء وطلاب العلم والتربويين في محاربة التطرف حيث قائلا: كان لهم دور فاعل في محاربة هذا الفكر داخل المحافظة وهذا ظاهر للعيان، ولمن تأمل ذلك عن طريق خطب الجمعة والمحاضرات والندوات وغيرها أو بالبرامج التي تقيمها ادارة التربية والتعليم في مدارس المحافظة، وكان لطلاب العلم دور خاص في مناقشة من أصابتهم لوثة من هذا الفكر بمناقشة حمد الحميدي عدة مرات. «منع النشيد الوطني تهمة كاذبة» وكذب هذا المعلم والشاهد في هذا الملف أن تكون إدارة التربية والتعليم بالزلفي قد منعت النشيد الوطني، يقول: ما وجدت اشد من إدارتنا في تطبيق النشيد الوطني، وتعاميم الادارة الصريحة في ذلك دالة على صحة ما أقول ولا أذكر انه قد مضى يوم في مدرستنا ولم ينشد الطلاب هذا النشيد الوطني في بداية يومهم الدراسي.